No Image
روضة الصائم

ابتسام البراشدية: لم أجد شيئا يثبت الحفظ أكثر من المسابقات القرآنية

15 أبريل 2022
حوار مع أهل القرآن
15 أبريل 2022

تجيد رواية حفص عن عاصم من طريق الشاطبية وحاليا تأخذ قراءة الكسائي ونافع

حفظة القرآن هم أهل الله وخاصته، اختارهم الله من بين الخلق لكي تكون صدورهم أوعية لكلامه العزيز، بفضله وتوفيقه، فتلك بركة أسبغها الله على حيواتهم، نالوها ثمرة لجهدهم في تدارس القرآن وحفظه، فبذلوا أوقاتهم رغبة منهم في الحصول على ه ذا الوسام الرباني، فنالوا ما كانوا يرجون، فكيف بدأت رحلتهم في الطريق المبين؟ ومَن أعانهم على سلوكه؟ وما العقبات التي ذلّلها الله لهم لاجتياز هذا الدرب؟ وما قصص الشغف التي رافقتهم في هذا الطريق القويم؟ وما آمالهم وطموحاتهم المستقبلية؟ كل ذلك وغيره نستعرضه في هذا الحوار مع الحافظة لكتاب الله «ابتسام بنت سالم بن سليمان البراشدية»

ترى ابتسام البراشدية أن بداية رحلتها الجدية مع حفظ كتاب الله كانت بعد الانتهاء من الثانوية، فقد كانت تمتلك الرغبة القرآن الكريم، وكانت عائلتها تشجعها على حفظه، وتعينها على ذلك، وكان أكثر الداعمين والمشجعين لحفظها الكتاب العزيز في بداية الأمر هي أختها، التي عرضت عليها دخول مركز خاص بتحفيظ القرآن الكريم فاشتركت هي معها أيضا في الدخول إلى هذا المركز، كما كان للعائلة دور في التشجيع والتحفيز لإتمام حفظ الكتاب العزيز.

كما أوضحت أنها كانت متفرغة لحفظ كتاب الله، ولم تواجهها صعوبات في حفظ كتاب الله وإنما كانت هنالك بعض الصعوبات البسيطة المتمثلة في المواصلات أثناء ذهابها ومجيئها من المركز.

و البركة التي يتركها القرآن في حياة من يحفظه تقول أن هذه البركة ملحوظة وملموسة في مختلف جوانب حياة الحافظ لكتاب الله، وهي تنطبع إيجابيا على الجوانب السلوكية والإجتماعية، كما تجدها في الجانب المادي.

وبالنسبة إلى القناعات حول قدرات الراغبين في حفظ كتاب الله فترى البراشدية أنه يجب على المقبل على حفظ كتاب الله أن تكون نظرته إيجابية وتفاؤلية، وليس العكس، فهذه القناعات التي تترسخ في الذهن هي التي تجعل من الحفظ سهلا او صعبا، فعلى سبيل المثال، هناك أشخاص يستصعبون حفظ سورة معينة وذلك لأنهم سمعوا كلاما أن هذه السورة صعبة جدا وبذلك يصعب عليهم حفظها، وآخرون يسمعون عن نفس السورة أنها سهلة وآياتها مترابطة وبذلك يسهل عليهم حفظها.

وعن معاناة البعض من سرعة نسيانه لما حفظه من القران الكريم، ما هي الطرق التي طبقتها والتي تعين على رسوخ الحفظ وعدم النسيان فتقول: أولا: سماع المقرر قبل حفظه بما لا يقل عن ٧ مرات وبدون ترديد، وثانيا:تكرار الآية الأولى ما لا يقل عن ١٠ مرات وبعد ثباتها ننتقل للآية الثانية ونكررها مثل العدد وبعد ذلك ربط الآية الأولى بالثانية وهذا إلى نهاية الوجه وبعد الانتهاء من الوجه يجب أن أتيقن أنه ثابت وليس به أخطاء في تشكيل أو الحفظ وإذا وصلت لهذه المرحلة من إتقان الوجه، أبدأ بتكرار الوجه ٢٥ مرة ولا أنتقل إلى الوجه الثاني إلا بعد ثبات الأول وهكذا. وثالثا:لا أترك الحفظ بدون مراجعة ولكن يجب المداومة على مراجعته لأنه حفظ جديد، وأراجعه باستمرار كي يثبت حفظي أكثر.

ومن المواقف التي حصلت لها أثناء مسيرة حفظها أنها كانت تراجع حفظها وكانت في مكان مغلق وليس به تكييف ولا مروحة والجو حار واتخذت هذا المكان للمراجعة لهدوءه وفجأة هب عليّ هواء بارد، وعجبت من هذا الأمر، كيف يكون ذلك في مكان مغلق بدون جهاز تكييف أو مروحة، وهذا من بركات القرآن الكريم.

وذكرت أن الآية التي تتردد في ذهنها دائما وتجد نفسها تتلفظ بها دون أن تشعر هي قوله تعالى: " تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا"

وحول الطرق والأساليب التي ممكن أن تساهم في ربط الناشئة بالقرآن الكريم تقول أن المسابقات تتشجع الناشئة على الحفظ وإقامة الحفلات بعد انتهاء الطفل من سورة معينة أو جزء معين يشجع الطفل على الحفظ.

وقد شاركت البراشدية في مجموعة من المسابقات القرآنية وحصلة على مجموعة من المراكز المتقدمة، فقد شاركة في مسابقة السلطان قابوس للقرآن الكريم في أربع دورات، كما شاركت في مسابقة لحفظ القران الكريم في دولة الإمارات العربية المتحدة، وكذلك في الدولة الأردنية الهاشمية للقرآن الكريم، وتقول أنها لم تجد شيئا يثبت الحفظ أكثر من المسابقات القرآنية، كما ان لهذه المسابقات دور كبير في تجويد الحفظ. ويتم الاستعداد لهذه المسابقات من خلال إتقان الحفظ والتجويد والاختبار المستمر في مقرر المسابقة عن طريق المواضع.

والقراءات القرآنية التي تجيدها ابتسام البراشدية هي رواية حفص عن عاصم من طريق الشاطبية، وحاليا تأخذ قراءة الكسائي وكذلك رواية نافع.

والمشاريع المستقبلية التي تطمح إلى تحقيقها والتي تخص كتاب الله، من ضمنها تعلم القرآءات العشر وإتقانها، ونسأل الله أن يرزقنا الإخلاص في تحفيظ القرآن والمداومة على تلاوته وإقامة حدوده.