No Image
روضة الصائم

أم ورقة.. الشهيدة

26 أبريل 2022
ومضات.. لصحابيات خالدات
26 أبريل 2022

نساء فتح التاريخ لهن الأبواب فشيدن بأخلاقهن بنيانا، والتزمن بتعاليم الإسلام منذ بداياته.. فتركن أثرا لا يمكن طمسه، ربت المرأة شجعانا.. ودافعت عن الدين.. فبنت أوطانا، وجاهدت بالمال.. وعالجت الأبطال.. وشاركت في النزال، وحفظت مكانتها وتعلمت وتفقهت وكانت منارا للأجيال..

تصاحبنا في كل يوم من أيام شهر رمضان المبارك صحابية من النساء اللاتي عاصرن النبي صلى الله عليه وسلم وشهدن الإسلام في بداياته، وتركن بصمتهن فيمن حولهن وساهمن في رفع راية الإسلام.

الصحابية التي نسطر قصتها كانت من النساء اللاتي سطر التاريخ اسمهن بالأثر الذي تركنه، هي أم ورقة بنت عبد الله بن الحارث بن عويمر بن نوفل الأنصارية، عرفت بأم ورقة بنت نوفل نسبة إلى جدها الأكبر، ولقبها النبي صلى الله عليه وسلم بـ «الشهيدة».

إسلامها

أسلمت أم ورقة وبايعت النبي صلى الله عليه وسلم، وكرست نفسها لحفظ القرآن والتفقه في معانيه، من حفظ وتفسير للآيات وتدبر للمعاني، فكانت فقيهة ومرجعا للأحكام بين المسلمين.

وكانت لها مكانة عظيمة، وكان النبي عليه الصلاة والسلام يكن لها التقدير لحفظها وإتقانها للقرآن الكريم.

ثم انصرفت إلى جمع آيات القرآن وكتابتها على العظم والجلد والرقائق، وأصبح بيتها فيما بعد مرجعا لأبي بكر الصديق في جمع القرآن من البيوت، ومن صدور الحفظة.

صفاتها

عرفت أم ورقة بالورع والتقوى، كما عرفت بكثرة العبادات، وكثرة صلواتها، و قراءتها لكتاب الله، وكان رسول الله صلى الله عليه و سلم أمرها أن تؤم أهل دارها.

وكانت لأم ورقة في المدينة مكانة وتقدير وسمعة حسنة بين أهل المدينة، فقد عرفت بتقواها وورعها وتعبدها، كما كانت تقوم الليل عابدة متبتلة، فتصلي وتقرأ وتخشع وتبكي، وتصل نفسها وذاتها بالله سبحانه وتعالى، وكانت تؤم أهل دارها امتثالا لأمر رسول الله صلى الله عليه و سلم، وكان لها مؤذن.

حياتها

كانت أم ورقة ترغب بالشهادة، وتوجهت لرسول الله صلى الله عليه وسلم طالبة منه أن تشارك في غزوة بدر، فأمرها أن تقر في بيتها، وسيرزقها الله الشهادة، وامتثلت كلام النبي، وكان حين يهم بزيارتها يقول لأصحابه هيا بنا نزور الشهيدة، فأصبح لقبها الشهيدة، وكانت مؤمنة بكلام الرسول ملتزمة بما قاله، وبعد وفاة الرسول بقيت على حالها من طاعة وعبادة، حتى جاء عهد عمر بن الخطاب في الخلافة، وقد أصبح ذات يوم فقال: «والله ما سمعت قراءة خالتي أم ورقة البارحة»، فدخل إلى منزل أم ورقة فلم يجد شيئا فتوجه إلى البيت فهي أم ورقة ملفوفة في قطيفة في جانب البيت فقال صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم صعد المنبر وروى الخبر وطلب منهم أن يأتوا بهما إليه وقام بالقصاص منهما جزاء على فعلتهما الشنيعة.

وفاتها

توفيت أم ورقة سنة ستمائة وأربع وأربعين في عهد الخليفة الثاني عمر بن الخطاب رضي الله عنه، ودفنت في المدينة المنورة.

وماتت شهيدة نتيجة غدر غلام وفتاة كانا يعملان معها، وقد أوصت بإعتاقهما بعد وفاتها، ولم يطيقا صبرا، فقتلاها، واقتص لها الخليفة عمر رضي الله عنه بصلبهما.