No Image
روضة الصائم

أروى بنت عبدالمطلب

27 أبريل 2022
ومضات.. لصحابيات خالدات
27 أبريل 2022

نساء فتح التاريخ لهن الأبواب فشيدن بأخلاقهن بنيانا

التزمن بتعاليم الإسلام منذ بداياته.. فتركن أثرا لا يمكن طمسه

ربت المرأة شجعانا .. ودافعت عن الدين .. فبنت أوطانا

وجاهدت بالمال .. وعالجت الأبطال .. وشاركت في النزال

وحفظت مكانتها وتعلمت وتفقهت وكانت منارا للأجيال

تصاحبنا في كل يوم من أيام شهر رمضان المبارك صحابية من النساء اللاتي عاصرن النبي وشهدن الإسلام في بداياته، وتركن بصمتهن في فيمن حولهن وساهمن في رفع راية الإسلام....

الصحابية التي نستعرض سيرتها اليوم هي نموذج للمرأة المسلمة صاحبة العقل الراجح من خلال التريث في اتخاذ القرار والأخذ بالمشورة، والتفكير قبل الإقدام على أي أمر، هي أروى بنت عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي القرشية الهاشمية، عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإخوانها هم: حمزة، وأبو لهب واسمه عبد العزى، وأبو طالب واسمه عبد مناف، والعباس، والزبير، وعبد الكعبة، والمقوم، وضرار، وقثم، والمغيرة، والغيداق، وهؤلاء أعمام الرسول صلى الله عليه وسلم، وأخواتها عاتكة، وبرة، وصفية، وأميمة، والبيضاء وأم حكيم، وهن عمات النبي عليه الصلاة والسلام.

تزوجت من عمير بن وهب بن عبد بن قصي، وولدت له طليب بن عمير، ثم تزوجت من كلدة بن هاشم بن عبد مناف بن عبد الدار بن قصي، وولدت له فاطمة.

إسلامها

أسلمت أروى بنت عبد المطلب بمكة وهاجرت إلى المدينة، وكانت من النسوة المبايعات لرسول الله صلى الله عليه وسلم من بني هاشم.

وجاء إسلامها بعد أن كبر ابنها طليب، وأسلم في دار الأرقم، فدخل على أمه وأخبرها بإسلامه وقال لها: «مالك لا تسلمين وقد أسلم أخوك حمزة؟»، فقالت: «أنظر ما يصنع أخواتي فأكون إحداهن»، فقال لها: «أسألك بالله إلا ما أسلمت وشهدت برسالته»، فقالت: «أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله»، وقد حسن إسلامها.

صفاتها

عرف عن أروى الصدق والأمانة، وكانت تدعو النساء إلى الإسلام وكانت راجحة الرأي، كما أنها إحدى فضليات النساء في الجاهلية والإسلام، وقد عرفت الإسلام وفضله في بداية الدعوة، وكانت ذات عقل راجح ورأي متزن، تحب التريث ومشاركة الآخرين بالرأي.

أثرها

كانت أروى بنت عبد المطلب رضي الله عنها شاعرة بليغة، ولها أشعار كثيرة في مناسبات مختلفة، فقد ورثت من عائلتها فصاحة اللسان والبلاغة، ولها عدد من الأشعار في رثاء الرسول صلى الله عليه وسلم، ورثاء أبيها عبد المطلب، وعرفت بالدفاع عن الإسلام، ودعوة النساء إليه، وشد عضد ومؤازرة النبي، ونصره بلسانها، وحث ابنها طليب على الدفاع عن الرسول صلى الله عليه وسلم وعن الإسلام، كما عرفت بالقوة في الحق، والدفاع عن الدين.

وقالت في رثائها للنبي صلى الله عليه وسلم يوم وفاته:

ألا يا رسول الله كنت رجاءنا وكنت بنا برا ولم تك جافيا

وكنت بنا روفا رحيما نبينا ليبك عليك اليوم من كان باكيا

لعمرك ما أبكي النبي لموته ولكن لهرج كان بعدك آتيا

كأن على قلبي لذكر محمد وما خفت من بعد النبي المكاويا

أفاطم صلى الله رب محمد على جدث أمسى بيثرب ثاويا

وفاتها

توفيت أروى في خلافة عمر بن الخطاب في السنة الخامسة عشر للهجرة في المدينة المنورة ودفنت في مقبرة البقيع.