No Image
رأي عُمان

هل هي سنة القضاء على الوباء؟!

18 يناير 2022
18 يناير 2022

يسود تفاؤل في بعض الأوساط العلمية أن هذه الموجة من موجات وباء فيروس كورونا «كوفيد19» قد تكون الموجة الأخيرة قبل أن يتحول الوباء إلى مرض موسمي كما حدث لوباء الإنفلونزا، ولهؤلاء العلماء أسبابهم التي من بينها أن كل السلالات السابقة من الفيروس تراجعت أمام المتحور «أوميكرون» الذي يسود في كل العالم الآن وهو متحور ضعيف الآثار على ما تكشف الكثير من الدراسات وعلى ما تكشف الأرقام عند مقارنة النسب بين أعداد الإصابات وبين أعداد المحتاجين إلى الرعاية الطبية منهم؛ ما يعني أن ضعف «أوميكرون» قد يضع نهاية سريعة للوباء.

وتحول الوباء إلى مرض موسمي يعني استمرار وجوده بين الناس ولكن دون أن يعطل الحياة اليومية ودون أن يؤثر في العمل الطبيعي للمؤسسات الصحية.

مبررات علماء الأوبئة لسيناريو تحول الوباء إلى مرض موسمي منطقية جدا خاصة أن الإصابات الهائلة التي وصفت في الكثير من الدول بـ«تسونامي» قد تصنع ما يعرف بالمناعة المجتمعية ضد سلالة «أوميكرون» التي يحاصر وجودها السلالات السابقة التي كشفت عن استجابة كبيرة للقاحات، لكن هذا الأمر مشروط بعدم ظهور متحور جديد يمتلك خصائص قوة تفوق المتحورات السابقة مثل «دلتا» على سبيل المثال. وهذا السيناريو وارد جدا، مع الأسف الشديد، في ظل هذه الأعداد الكبيرة من الإصابات التي تجعل ظهور متحور جديد ممكنة علميا ومنطقيا. وظهور متحور جديد يمتلك القدرة على الهرب من المناعة التي تقدمها اللقاحات أو بخصائص مختلفة تماما قد يعيد الوباء إلى مربعه الأول ويفسد الكثير من التفاؤل الذي بات يسود البشرية بانتهاء الوباء أو على الأقل تحوله إلى مرض موسمي.

لذلك يحتاج شعار «سنة القضاء على الوباء» إلى جهد كبير سواء من صناع اللقاحات أو حتى من الدول التي تفرض الإجراءات الوقائية لكبح جماح «تسونامي» الإصابات لتقليل نسبة ظهور متحور جديد قد يكون شرسا جدا أكبر مما نتوقع.

وعمليا لم تستطع البشرية حتى الآن التخلص من مرض معدٍ إلا من مرض الجدري الذي أصيب به آخر شخص في الصومال عام 1977، وأوصت منظمة الصحة العالمية جميع الدول بالتوقف عن التطعيم ضده بعد التأكد من خلو العالم منه. لكن الحقيقة أن الفيروس ما زال موجودا في مختبرين تابعين لمنظمة الصحة العالمية في روسيا وأمريكا لدواعي التجارب العلمية.

وإذا كان الوباء ما زال في مرحلة المواجهة بسبب شدة انتشاره ولم ينتقل بعد إلى مرحلة التباطؤ فإن على العالم أجمع ألا يركن إلى مقولة ضعف «أوميكرون» أو عدم تأثيره على الحياة على أقل تقدير ولا إلى شعار «سنة القضاء على الوباء» فالقضاء على الوباء يحتاج إلى جهد كبير جدا من الجميع.