455455555
455455555
رأي عُمان

ماذا علينا أن نفعل مع ظهور «أوميكرون»؟

29 نوفمبر 2021
29 نوفمبر 2021

رغم سرعة استجابة اللجنة العليا في تعليق السفر من بعض الدول الإفريقية فور الإعلان عن ظهور سلالة «أوميكرون» الجديدة من فيروس كورونا «كوفيد19» إلا أن هذا الإجراء لا يعني أننا بتنا في مأمن من هذه السلالة ومن تأثيرها، هذا إذا لم تكن قد وصلت بالفعل كما هو الحال في كثير من دول العالم وخاصة الأوروبية منها التي كانت تعيش بالأساس موجة عاتية من الفيروس بنسخته المتحورة «دلتا» قبل أن تبدأ تسجيل إصابات «محدودة» بالمتحور الجديد. هذه هي الحقيقة التي علينا أن نعيها في هذه اللحظة الصعبة والملتبسة، حيث كنا على وشك أن نحتفي بانحسار كامل للفيروس في بلادنا. وهذه التجربة تؤكد أن العولمة لا تتحقق فقط في سرعة انتشار الأفكار والسلع ولكن أيضًا في سرعة انتشار الأوبئة وسلالاتها المتحورة في ظل وجود شبكة مواصلة تربط شمال العالم بجنوبه وشرقه بغربه وبشكل معقد لم تعرفه البشرية من قبل.

لكن لا بد أن نذكر أن ميزة الخطوة التي اتخذتها السلطنة والكثير من دول العالم في إغلاق حدودها أمام المسافرين من الدول التي ظهرت فيها السلالة الجديدة أو التي ستسجل انتشارًا كبيرًا خلال الأيام القادمة تتمثل في كسب أكبر قدر ممكن من الزمن، وكل ساعة لها قيمتها الآن؛ لأنها تمنح فرصة للاطلاع على ما تكشفه الدراسات والتجارب حول خصائص السلالة الجديدة وإمكانياتها الهجومية ومدى استجابتها للقاحات المضادة للفيروس، وهذه المساحة الزمنية تساعد الدول في بناء خططها على دراسات علمية إضافة إلى ما تشكل لديها من خبرة كبيرة.

وإذا كانت كل التقارير التي تنشرها المنظمات الصحية المتخصصة تحذر من «الخطر الكبير» الذي يمثله المتحور «أوميكرون» فإن علينا أن نستعد لمرحلة قد تكون صعبة. ولا شك أن الجميع قد تعلم الكثير من خلال تجارب العامين الماضيين سواء على مستوى وزارة الصحة التي يقع عليها الحمل الأكبر باعتبار موقع «جنودها» على الخط الأمامي أو باعتبار الثقل الكبير الذي يقع على كاهل مؤسساتها الصحية أو على مستوى الأفراد الذين يعول في هذه المرحلة على وعيهم بالأزمة الكثير والكثير.

وتحور الفيروسات ليس مفاجأة بالنسبة لعلماء الأوبئة والمشتغلين في المجال الطبي فهو متوقع جدًا، بل إن بقاء الكثير من الدول الإفريقية دون تغطية عادلة من اللقاحات كان ينذر بظهور متحورات كثيرة أكثر خطورة.

الجديد الذي يقلق علماء الأوبئة الآن أن هناك اختلافا كبيرا بين خواص هذا المتحور وخواص النسخة الأصلية منه وهي النسخة التي صممت عليها اللقاحات المتداولة الآن. وكشف التحليل الجينومي للفيروس الجديد وجود حوالي 50 طفرة في هذه، 30 منها على الأقل طرأت على البروتين الشوكي، وهذا البروتين الشوكي هو الذي يساعد الفيروس على اقتحام جسم الإنسان، وهو الذي تستهدفه اللقاحات ما يعني أن اللقاحات الحالية قد لا تكون ذات جدوى حقيقية مع هذا المتحور وفقًا لآراء علماء الأوبئة وحتى وفقًا لآراء شركات الأدوية التي سارعت هذه المرة للتأكيد أنها قادرة على إنتاج نسخة جديدة من لقاحاتها يكون قادرًا على تقديم حماية من المتحور الجديد، ولم تقل أن لقاحها متوافق مع هذه السلالة، كما كانت تفعل في المرات الماضية.

لكن كل هذه التصورات أو حتى التحذيرات أولية، ويحتاج تأكيدها النهائي إلى أسبوعين على الأقل حتى تظهر الدراسات التي تكشف الكثير من خصائص الفيروس سواء قدرته على الانتشار أو قدرته على الأمراض وقدرة اللقاحات على محاصرته. لكنّ العلماء أيضًا يؤكدون أن اللقاحات الحالية لا بد أنها ستساعد في التخفيف من أعراض السلالة الجديدة إن لم تستطع تقديم حماية كبيرة، ما يعني أن هذا الأمر يزيد من ضرورة أخذ التطعيم لمن ما زال مترددًا في أخذه.