«الانضباط العسكري» ودوره في بناء سلوك الشباب
05 أغسطس 2025
05 أغسطس 2025
تحتفل وزارة الثقافة والرياضة والشباب ووزارة التربية والتعليم والأجهزة العسكرية اليوم بمناسبة اختتام النسخة الجديدة من برنامج «الانضباط العسكري» الذي استهدف مجموعة من طلبة المدارس بعد أسابيع من البرامج والفعاليات التي تجاوزت السياق العسكري بمعناه المباشر المتمثل في التدريبات العسكرية إلى البناء الإنساني العميق الذي يهدف إلى غرس قيم الانضباط في نفوس أجيال المستقبل، إضافة إلى غرس قيم المواطنة المبنية على أسس الفعل والانتماء.
وعلى مدى أسابيع اكتشف طلبة الانضباط العسكري قيما حياتية جديدة لا في سياقها التنظيري، ولكن في سياقها العملي الذي يجعل الشاب على محك المسؤولية، المسؤولية الفردية الشخصية وكذلك المسؤولية الوطنية.. وخلال كل ذلك كان البرنامج يعيد تعريف الكثير من القيم في حياة المشاركين مثل قيم الصبر والتحمل والاحترام والانضباط والعمل الجماعي. وهذه القيم باتت غائبة عن الكثير من المجتمعات الغارقة في الفردية والاستهلاكية.
ولا شك أن وضع الشباب في مثل هذه الأعمار أمام تجارب حية وحقيقية ومبنية على مستوى من المشاركة في المسؤولية من شأنها أن تترك أثرا كبيرا في نفوسهم وتعيد طرح الكثير من الأسئلة عن السياقات التي كان يعيشها هؤلاء الشباب في حياتهم اليومية دون أن يشعروا بقيمة تلك القيم ودورها في الحياة اليومية ودورها في بناء المجتمع الأمر الذي سينعكس على حياتهم القادمة ويبني فيهم القدرة على القيادة وتحمل المسؤولية في مختلف المواقف الحياتية.
ومن مميزات برنامج الانضباط العسكري الذي يختتم اليوم أن فعالياته متنوعة فالجانب الميداني المباشر من ذلك النوع الذي يجذب الشباب فيجدوا أنفسهم منغمسين فيه بكثير من الحب دون أن يشعروا أن يحمل قيما كبيرة وسامية تتسلل إلى دواخلهم وتغير من شخصياتهم فيكونوا أكثر قدرة على تقبل واستيعاب الجوانب الثقافية الأخرى.
إن النجاح الحقيقي لبرنامج «الانضباط العسكري» لا يُقاس بعدد الأنشطة ولا بحجم الفعاليات، بل بالتحول الذي طرأ على وعي المشاركين فيه، خاصة عندما يؤمنون جميعا أن التخلي عن تفاصيل حياتهم اليومية التي كانت مفتوحة على كل الاحتمالات ليس سلبا لحريتهم الشخصية، ولكنه أداة من أدوات البناء واحترام للقوانين وتبني للقيم المجتمعية.
ولعلّ الرسالة الأهم التي ترسلها هذه التجربة هي أن الانضباط فعل يمكن اكتسابه، وأن الشباب يمكن أن يكتسبوا كل القيم والمبادئ متى ما وضعوا أمام المحك وأمام مسار المسؤولية وبما يفوق التوقعات المبدئية.
