أوسمة عُمان الرفيعة .. رسوخ وشرف عظيم
16 نوفمبر 2025
16 نوفمبر 2025
مشهد تقليد الأوسمة في عرف الدول مشهد مهيب، ولا يمر عابرا في ذاكرة الشعوب، ناهيك في ذاكرة من يتشرفون بنيل الوسام ليبقى على صدورهم يتفاخرون به طويلا. ولا ينال هذا الشرف إلا المجتهدون الذين يبذلون ما في وسعهم من أجل إعلاء شأن أوطانهم.
ويكتسب الوسام قيمته من عدة أشياء في مقدمتها الجهة التي منحته، والاسم الذي يحمله الوسام، والقصة التي يحكيها الوسام والمرتبطة بالتضحيات التي قدمها حامل الوسام، أما قيمته المادية المتعلقة بالمعدن المصنوع منه فهذه تأتي في آخر ما يمكن الحديث عنه.
وعندما تفضل حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم، حفظه الله ورعاه، اليوم وقلد عددا من أصحاب السمو والمعالي والقادة العسكريين والأمنيين أوسمة متنوعة فإن أول قيمة يمكن الحديث عنها هي القيمة المستمدة من ذات السلطان نفسه، الذي منح الوسام وأعطى براءته ومن تفضله بتسليم الوسام بنفسه وكذلك من الأسماء التي حملتها الأوسمة مثل وسام الشرف الأعظم ووسام الرسوخ ووسام الإشادة السلطانية ووسام عمان العسكري.. وكلها أوسمة رفيعة تكرم حامليها أيما تكريم.
وتتجاوز دلالة تكريم جلالة السلطان المعظم دائرة المكرمين، فهي رسالة إلى كل من يعمل في موقع المسؤولية، في الميادين العسكرية والأمنية وفي المؤسسات المدنية مفادها أن طريق الجد مفتوح أمام كل من يخلص، وأن أبواب التقدير لا تُغلق في وجه من يعطي أكثر. ولذلك تتحول الأوسمة إلى دعوة عامة لمزيد من العمل والعطاء والانضباط وإلى مزيد من الاتقان وإلى تذكر أن الدول تبنى بالتضحيات والعمل المتواصل وهذا يقود في يوم من الأيام إلى أرفع التقدير والتكريم.
ويعمق هذا المستوى من التكريم فكرة الانتماء إلى الدولة، حيث يصبح الوسام رابطا بين الفرد المكرم وبين المشروع الوطني الذي يتجاوز في حجمه الشخص المكرم.
وجرى العرف في عُمان أن يقوم سلطان البلاد بتكريم المجتهدين والمخلصين من أبناء عُمان بأوسمة في شهر نوفمبر، وهو الشهر الذي يكتسب مكانة خاصة في قلوب العمانيين حيث فيه اليوم الوطني وفيه ترتدي عُمان حللها القشيبة وفيه تفتتح المشروعات ويستبشر الناس حينما تعلن الحكومة عن المشروعات الجديدة. وتستمر مسيرة التكريم سواء عبر منح الأوسمة أو عبر الرمزية التي يمكن أن تستمد من التكريم الشخص إلى تكريم الجهد الأكبر أو المشروع الوطني الأوسع.
ويبقى المشهد محتفظا بهيبة لا تنتهي عندما يقف أي مسؤول في حضرة جلالة السلطان ليتقلد الوسام ويرى فيه جهد سنوات طويلة وثمرة عمل ستبقى يانعة. وستأتي أجيال جديدة تكمل المشروع وتحمل الراية وسيبقى العرش السلطاني لعُمان يكرم المجتهدين ويعترف بالأدوار التي أدوها في خدمة وطنهم وسلطانهم وسيبقى كل عُماني يتوق أن يقف ذات يوم الموقف نفسه أمام حضرة السلطان وهو يقلده وسام الإشادة أو الرسوخ أو الشرف الأعظم، فكلها أوسمة ترفع من تقلدها إلى عنان السماء أبدا أبدا.
