455455555
455455555
رأي عُمان

أجراس طابور الصباح .. تعيد الحياة للمدارس

18 سبتمبر 2021
18 سبتمبر 2021

يعود اليوم صوت جرس طابور الصباح في المدارس ليقرع من جديد بعد عام ونصف العام من التوقف وتحول الطلاب إلى فصول دراسية عبر الفضاءات الافتراضية التي فرضتها سطوة جائحة كورونا حيث أبقت ثلاثة أرباع طلاب العالم في بيوتهم. تقرع الأجراس صباح اليوم في جميع مدارس السلطنة معلنة عودة الحياة إلى الفصول الدراسية وعودة الفضاء الصفي الحقيقي لممارسة دوره التعليمي الحقيقي في صناعة الأجيال وبناء الوعي.

ورغم قسوة الزمن الذي مرّ على البشرية منذ بدء الجائحة مطلع العام الماضي وما شهده الجميع من فواجع ومواكب للرحيل الأبدي كانت أمام مرأى ومسمع أجيال المدارس وانعكست، دون أدنى شك، على وعيهم وشكّلت جانبًا من ذاكرتهم لن تنسى إلا أن تلك الدهشة وذلك الانتظار الذي يتلبس الطلاب قبيل بدء العام الدراسي يسيطر هذا العام على جميع الطلاب ولكن بشكل أكبر لأن مساحة الغياب عن المدارس وما فيها من حيوات طالت بأكثر من المعتاد.

يعود الطلاب اليوم إلى فصولهم الدراسية ولكن بوعي مختلف عما كان قبل الجائحة، فكما أثرت الجائحة في نفسية الجميع كبارًا وصغارًا وشكّلت جانبًا أساسيًا من ذاكرتهم، فإنها أيضًا ساهمت في صناعة وعيهم الصحي، ورأوا كيف واجهت البشرية أعتى جائحة منذ ما يزيد على قرن من الزمان، وخلال كل ذلك رأى الطلاب ما كان يحدث في المحيط الذي يعيشون فيه، وكيف استطاعت بلادهم عُمان السيطرة على الجائحة رغم مدها العاتي وكيف كان وعي الناس وسلوكهم الفيصل والمعيار في مد الجائحة وجزرها.

كل هذا سيكون راسخًا في وعي الطلاب وهم يخطون إلى داخل الحرم المدرسي ورسائل أسرهم التي حرصت على تشكيل وعيهم لمثل هذا اليوم لن تفارقهم أبدًا.

وتعوّل وزارة التربية والتعليم على مثل هذا الأمر مع بدء العام الدراسي إضافة إلى الدور الكبير المنوط بالطواقم التدريسية التي ستكون هذا العام أمام مهمة عظيمة كبرى إضافة إلى المهمة التعليمية المقدسة التي وهبوا أنفسهم لها.

وإذا كانت الطواقم الطبية والطبية المساعدة هي خط المواجهة الأول منذ بدء الجائحة فإن الطواقم التعليمية والإدارية ستكون منذ بدء اليوم خط المواجهة لحماية الطلاب من أي تفشٍ -لا قدر الله- للوباء عبر تكريس الوعي لدى الطلاب بالإجراءات الاحترازية.

ومن خلال تصريحات سابقة لوزارة التربية والتعليم فإنها بالتعاون مع وزارة الصحة ستقدم دعمًا نفسيًا وتأهيليًا للطلاب خاصة ممن أصيبوا بعدوى الوباء أو تأثروا نفسيًا نتيجة الإصابات في أسرهم أو رحيل بعض أقاربهم جراء الجائحة.

إنه عام دراسي استثنائي بكل المقاييس سيكون محط ترقب من الجميع في الوقت نفسه الذي سيكون محط خوف من قبل أولياء الأمور خوفًا من عودة موجات الجائحة أو تشكُل بؤر للوباء إلا أن الجميع يعوّل على الخبرة التي تشكّلت لدى الجميع وكذلك على البروتوكول الصحي الذي أنجزته وزارة التربية والتعليم بالتعاون مع وزارة الصحة.

رغم ذلك سيكون لصوت جرس الطابور هذا الصباح وقع السحر في قلوب الجميع.. الطلاب في المقام الأول والمعلمون في المقام الثاني وأولياء الأمور الذين سيترقبون المشهد عن قرب أو حتى عن بعد في انتظار جرس نهاية اليوم الدراسي الذي سيضيف كل يوم نجاحًا يتراكم فوق نجاح سابق.