ثقافة

يوسف البناي يكشف أسرار "الانفجار العظيم" في النادي الثقافي

16 سبتمبر 2025
16 سبتمبر 2025

أقيمت مساء أمس جلسة حوارية مع الفيزيائي الدكتور يوسف البناي، وحملت الجلسة عنوان ""هل حقًّا بدأ الكون بالانفجار العظيم؟"، حضرها عدد من المتخصصين في الفيزياء والعلوم والمهتمين بعلم الكونيات.

تطرقت الجلسة التي أدارها حمود الشيذاني، لعدد من الجوانب المتعلقة بنشأة الكون، حيث بدأ النقاش بالحديث عن نظرية الانفجار العظيم" والتي كان الدكتور يوسف البناي مؤمنا بها –حسب قوله، وأضاف: "الآن لم أعد مؤمنا بهذه النظرية، الكون بدأ من لاشيء، ونحن هنا ندخل في أزمة فلسفية، فكيف يمكن ان يكون الكون قد بدأ من لا شيء، الكون بحجمه المرعب كيف يمكن أن يكون قد بدأ من حبة رمل صغيرة؟".

النظرية الأكثر شيوعا في الوسط العلمي كانت محور الحديث في الجلسة الحوارية، مقدما أدلة على عدم صحة النظرية، وأن "البناي" في صدد الاشتغال على نظرية جديدة يود إثباتها علميا من خلال دراساته، وهو ما أكد على أنه سيقوم بطرحه في كتاب هو يعمل عليها في الوقت الحالي، وقال: "الكون البدائي كان مرتب، والانفجار يحدث فوضى، لكن هذا الكون مرتب، الكون لم يأتي بشكل انفجاري، وإنما كان قد بدأ من فوتونات (الضوء)، ولهذا أنا أبحث في إعادة النظر في حقيقة نظرية الإنفجار العظيم".

وفي سؤال حول أصل الزمن وارتباطه بالكون، قال الدكتور يوسف البناي: "الزمن هو اكبر اوهام البشرية نتخيله كشيء يصب من الماضي للحاضر، نيوتن هو من افترض صورة الانتقال من الماضي للحاضر المستقبل، وانشتاين قال الزمن نسبي، الزمن مرتبط بقياس درجة الفوضى".

وتطرق البناي للحديث عن أهمية التوازن بين الخيال والحقائق العلمية حيث قال: "الخيال أهم من المعرفة وأهم من الرياضيات، وانشتاين الذي يعتبر الاذكى، إلا أنه يستخدم الخيال اكثر من استخدام الرياضيات والفيزياء، وكان يتخيل عدة اشياء ومن خلال ذلك قاده الخيال الى نظرياته، ولكنه كان يستخدم الخيال المقيد وليس الخيال المفتوح، ويمكن القول أن الخيال هو من يقود للاكتشافات الكبرى اكثر من المنطق".

وتطرقت الجلسة لمناقشة الأفكار التي تناولها الدكتور يوسف البناي في كتابه " كتابك الدقيقة الثالثة للخلق"، كما عرج للحديث عن إسهامات العلماء دون ارتباط العلم لأي شكل وأي لون أو أي جنس حيث قال: "لاشك العلماء العرب لهم دور واضح وقبلهم الحضارة اليونانية، ولكن العلم هو الشي الوحيد الذي ليس له علم ولا لون ولا دولة وهو يجمع البشرية، وكل الحضارات جمعت العلم، ولا يهم ان ساهمت الحضارة العربية او الصينية او اليونانية، ونستطيع أن نؤكد على أن التكنولوجيا التي نحن فيها الان هي تضحيات أناس واجيال، وفي العلم لا يوجود دين ولا عرق ولا أصل، والمعادلات والدراسات تنطبق على كل دولة وكل مكان في آن واحد، ومن فوائد العلم أيضا إزالة الفروقات"..

وحول البداية الحقيقية للكون، قال البناي: " هناك احتمالات كثيرة للبداية الحقيقية للكون، ولكن يمكن القول أن العلم ليس نشاط نفعي، على سبيل المثال "جيجي تومسون" عندما اكتشف الالكترون، احضر كل الالكترونيات لنا اليوم، ونحن البشر لدينا السعي القديم، وتساؤلات الفلاسفة، وبطبيعتنا نريد نعرف ونكتشف كل شي".

وعن الحياة في الكون قال: "نحن امام لغز، وقال أحد من المهتمين في علم الكونيات أن كلا الاحتمالين مرعب، فإما أننا ضائعين بأنفسنا في هذا الكون، أو ان يكون هناك مخلوقات اخرى لا نعرف عنها، ونحن نقف أمام تساؤل: هل الحياة نشأت فقط على الارض؟ فالحياة شيء معقد، ولكن لا توجد لدي إجابة نهائية حول ذلك، وكلا الاحتمالين مرعب".

وعقبت الجلسة مداخلات الجمهور، التي تنوعت بين الأسئلة المباشرة، وبين المفاهيم التعلقة بعلم الكونيات، والإثباتات النظرية التي ترتبت عليها الكثير من الدراسات العلمية من مختلف دول العالم.