ثقافة

نظمتها لجنة الدراسات والفكر الكتاب والأدباء تسلط الضوء على الدراسات الثقافية وتكشف عاطفية الذاكرة ومفهوم الاعتراف

29 يوليو 2021
29 يوليو 2021

تغطية - شذى البلوشية -

أقيمت مساء أمس الأول فعالية ثقافية -عن بعد- حملت عنوان "حروب الذاكرة ومسائل الغفران: قراءة في أخلاقيات الاعتراف"، قدمها الدكتور وحيد بن بو عزيز، وهي الحلقة الثانية من "الدراسات الثقافية" في صالون الأربعاء، التي تنظمها لجنة الدراسات والفكر بالجمعية العمانية للكتاب والأدباء.

تطرقت الفعالية لعدد من الجوانب المتعلقة بالاعتراف، الذي أوضح الدكتور وحيد بن بو عزيز أنه لا يعني أدب الاعتراف الذي هو البوح، وإنما هو بمعنى الاعتراف بالآخر "أن اعترف بك كما تعترف بي" على حد قوله.

بدأ بو عزيز حديثه حول الدراسات الثقافية الذي أوضح أن الكثير من المتتبعين والدارسين لها يرون أنها متعددة المجالات والتخصصات وصعبة، وتكمن تلك الصعوبة في انفتاحها، وأضاف: "النص هو نتاج لظرفية تاريخية، وهو منتج لظرفية تاريخية أخرى".

وحول صعوبة الدراسات التاريخية أوضح بو عزيز في حديثه أن بعض الأفكار الأوروبية جاءت ترفض فكرة التخصص وتعتقد أنها من استراتيجيات السلطة، ولكن الدراسات الثقافية انطلقت من فكرة التخصص، وأصبحت تريد أن تمتلك نواصي النص. وأضاف الدكتور وحيد: "من خصوصيات الدراسات الثقافية الالتزام: أي أن الناقد لابد أن يضفي موقفا على العالم الذي يعيشه"، مؤكدا على أن الدراسات الثقافية أعادت تعريف المثقف وأصبح له رأي.

وناقش الدكتور وحيد الفرق بيت الذاكرة والتاريخ، من خلال استشهاده بقول المؤرخ الفرنسي بيير نورا: "الذاكرة تفرِّق والتاريخ يجمع"، وأضاف بو عزيز التاريخ يدنو نحو الموضوعية والعلمية، وتجنيد نسبي للذاتية، أما الذاكرة فتكتنفها العاطفة، وهي مرتبطة بالصدمة.

وتحدث بو عزيز عن النصوص والدراسات ما بعد الاستعمار، بعد أن وضع الجزائر أنموذجا لذلك، موضحا أن هنالك نصوصا استعمارية وهي ما كتبها المستعمر، حيث يقوم المستعمِر بنفي المستعمَر ليأخذ مكانه، وهو ما يعني عدم وجود الاعتراف.

وقدم الدكتور بو عزيز عددا من الأمثلة على كتاب كتبوا عن الذاكرة: منهم محمد ديب، وتطرق إلى مجموعته القصصية "الليلة الموحشة" التي وصفها بو عزيز أنها رواية وليست مجموعة قصصية، كتبها الأديب الراحل بعد الاستقلال، وقال إنه طرح مسألة عودة المستعمر في أحد قصص المجموعة التي تدور حول طفلة جاءت تجري لجدها لتخبره أنها رأت الفرنسي، وتعجب جدها الكفيف من ذلك، فهما يعيشان في قرية نائية، وكان الجد يعمل خادما لدى فرنسي، حتى انتهاء الاستعمار، ولكن الكاتب حول المحتوى السردي للقصة إلى "الفلاش باك".

تجدر الإشارة إلى أن "صالون الأربعاء" مستمر في تقديم الفعاليات الثقافية التي تنظمها لجنة الدراسات والفكر كل آخر أربعاء في الشهر.