No Image
ثقافة

"مقهى المسرح العربي" يستعرض تجارب البحرين وليبيا وظفار ضمن أسبوع الرؤية الثقافي بصلالة

20 سبتمبر 2025
20 سبتمبر 2025

شهد اليوم مجمع السلطان قابوس الشبابي للثقافة والترفيه بصلالة جلسة حوارية بعنوان "مقهى المسرح العربي من البداية حتى الإنجاز: بنغازي والمنامة وظفار نموذجاً"، التي جاءت ضمن أسبوع الرؤية الثقافي المسرحي، وذلك بحضور الكاتب عماد الشنفري رئيس الجمعية العُمانية للمسرح، والعديد من المسرحيين والمهتمين بالشأن الثقافي والفني.

أدار الجلسة الإعلامي الدكتور أحمد آل عثمان، بمشاركة كل من الناقد والكاتب البحريني الدكتور يوسف الحمدان، والمهندس الليبي عبد الله فرج الصابر رئيس الهيئة العامة للخيالة في ليبيا، والمخرج العُماني محمد المردوف، حيث قدّم كل ضيف قراءة معمّقة في تجربة المسرح في بلده، مستعرضين محطاته التاريخية وتحدياته وآفاقه المستقبلية.

بدأ الناقد يوسف الحمدان بالحديث عن مسيرة المسرح في البحرين منذ بداياته التي ارتبطت بالقصص الدينية، مروراً بأول نص شعري مسرحي للشاعر إبراهيم العريض، ثم نصوص الشاعر عبد الرحمن المعاودة التي جسدت الواقع، وصولاً إلى تأسيس المسرح المدرسي والأندية في أربعينيات القرن الماضي، ومنها خرج رواد المسرح البحريني مثل الكاتب والمخرج محمد عواد. كما أشار إلى تجربة مسرح الصواري عام 1990 الذي حمل فكراً مشاكساً للخروج عن الإطار التقليدي، عبر عروض أقيمت على السواحل والقلاع والمراكز التجارية.

أما المهندس عبد الله فرج الصابر فتحدث عن تاريخ المسرح الليبي منذ تأسيس أول فرقة لهواة التمثيل عام 1930 بمدينة درنة على يد الراحل محمد عبد الهادي، في فترة اتسمت بالاحتلال والمقاومة. وأوضح أن المسرح الليبي ظل "مناضلاً" في مواجهة الظروف السياسية والاستعمارية، واستمر في حراكه رغم التحديات طوال تلك العصور، إلى أن تأسست الهيئة العامة للخيالة والمسرح والفنون عام 2017، التي منحت المسرحيين فرصة جديدة لتنظيم جهودهم. وأكد أن ليبيا اليوم مقبلة على نهضة حضارية مسرحية رغم العقبات، معبّراً عن إصراره على العمل لرفع مستوى الفرق المسرحية وتأسيس بنية تحتية قادرة على استيعاب الطموحات الفنية.

وتحدث الفنان محمد المردوف عن تجربة المسرح العُماني، مشيراً إلى أن أولى البدايات كانت في صلالة عام 1930 على يد العدني سالم باعشن في المدرسة السعيدية، قبل أن يشهد المسرح مرحلة جديدة عام 1970 مع النشاط المدرسي والمسرح الارتجالي. وأوضح المردوف أن المسرح انتقل بعدها إلى الأندية مثل ظفار والنصر، حيث كانت العروض تُؤلَّف وتُقدَّم في يوم واحد. وفي عام 1983 تأسس "مسرح الشباب" الذي جمع خلاله المردوف المسرحيين وفتح الباب أمام تقديم عدة أعمال بالتعاون مع الكاتب عماد الشنفري. وأشار إلى أن المسرح في ظفار عُرف بالحضور الجماهيري الكبير، خصوصاً خلال مهرجان الخريف الذي شهد عروضاً لاقت حضوراً بالآلاف، ما يعكس شغف الجمهور بالمسرح وقدرته على أن يكون وسيلة تثقيف وترفيه في آن واحد، إلى أن تأسست العديد من الفرق المسرحية المعروفة في محافظة ظفار.

ثم فُتح باب النقاش مع الحضور حول قضايا المسرح العربي وما يواجهه من تحديات في ظل التحولات الرقمية، وتبادل الحاضرون وجهات النظر حول إمكانية توظيف التقنيات المعاصرة في خدمة النص المسرحي.

الجدير بالذكر أن أسبوع الرؤية الثقافي يصاحبه عدد من الحلقات التدريبية، منها حلقة في الكتابة المسرحية يقدمها المؤلف والمخرج القطري حميد الرميحي، وحلقة في أساسيات السينوغرافيا يقدمها المخرج العُماني أحمد معجين الرواس، وأخرى في المكياج المسرحي يقدمها الفنان العُماني إبراهيم الجساسي، وقد شهدت الحلقات حضوراً كبيراً من محبي الفن المسرحي.