No Image
ثقافة

مشاركون: شغوفون باحتراف فن "الحكواتي"

23 نوفمبر 2021
حلقات وتمارين وتطبيقات عملية في ملتقى الحكواتي العماني الأول
23 نوفمبر 2021

تضمن برنامج (ملتقى الحكواتي العماني الأول) في أجندته حلقات تدريبية ركزت على الحكواتي وعلاقته بالحكاية، وتمارينا لعملية اختزالها، وحفظها، وطرق الاستفادة منها في الحكي، إلى جانب تمارين التفاعل مع الجمهور، والارتجال الحركي والتعامل مع الحيز المكاني، وحول حلقة اليوم التي تمحورت حول الصوت ومستوياته، وإيقاعاته، وتطويع الحكواتي له ليخدم سرده بشكل أفضل، التقت "عمان" بمجموعة من المشاركين في الملتقى.

وعن حلقة اليوم أشار الكاتب والحكواتي أحمد الراشدي إلى أن التدريبات تخصصت في الصوت فعرفت جهاز الصوت والحنجرة والطبقات الصوتية، وكيف يمكن أن يستفيد الحكواتي من هذه الطبقات الصوتية ويوظفها في الحكاية، إضافة إلى تدريبات تخص الاسترخاء والتوظيف الصوتي، والاستعداد العملي للحكاية من خلال توظيف كل المهارات الصوتية والحركية والأدائية في الحكاية، وقام كل متدرب بسرد حكاية وإعطائه الملاحظات ليؤديها في المساء بالشكل المتوقع منه.

وأضاف: إن التفاعل من المشاركين منقطع النظير، وشغوفون بهذا الفن، وأشار إلى أنه باستضافة (دينيس أسعد) و(سارة قصير)، وهما أهم حكواتيتين في العالم العربي من ناحية الخبرة والأقدمية والقدرة التدريبية العالية، والوعي التام بما يحتاجه الحكواتي، ويقدما خلاصة تجاربهما الآن بإفادة المتدربين لتكوين رصيد أفضل من الحكواتيين.

أما الحكواتية زهرة الجامعية أشارت إلى أن حلقة اليوم كانت إضافة، وقالت: "خرجنا بمخزون عشر حكايات عمانية، وهذا من شأنه أن يخدم الهوية العمانية، لأن جيلنا الحالي ليس لديه ما وثق هذه الحكايات، ولسنا في الوقت الذي يسمح للجدات والأمهات أن يحكين لأبنائهن، فهذا التراث معرض للاندثار بسبب عدم الاتصال بين الأجيال، وبسبب المشتتات والملهيات كالسوشيال، وأعتقد أن ما تلقيناه اليوم في الحلقة ثروة لكنه غير كاف. لا بد أن نفكر في إمكانية التطوير وامتداد هذا المشروع لأجيال متتالية من خلال توثيق هذا التراث وحفظه عن طريق حضور الحكواتي حتى في المدارس، واستخدام الحكاية في التعليم".

أما محمد القمشوعي فقال: عرفت من خلال حلقة اليوم إمكانية جعل القصة في محاور قصيرة، تساعدك على أن تحفظ القصة بسرعة وأيضا تضعها في قالب سهل وبكلمات شعبية. ويضيف عليه راشد الغافري: بالنسبة لي كان نقلة نوعية أن أصبح حكواتيا وساردا للحكاية، وقادرا على الحكي أمام الجمهور.

وحول ما إذا كان مجالا تتبناه النساء أكثر من الرجال يقول القمشوعي: الرجال يتقنون هذا الدور متى ما تعلموا الأساسيات وهذا ما يقدمه الملتقى، وأظن في المستقبل القريب سنرى الجنسين معا في هذا المجال. ويرى الغافري أن شخصية الحكواتي وتمكنه من القصة أهم من جنس الحكواتي نفسه. ويشيران إلى أن الملتقى غير أفكارا كثيرة وشجع المشتركين عبرها على الإبداع في هذا المجال.

وتقول أميرة الصبحي أصغر الحكواتيين المشاركين: ساعدتنا حلقة اليوم في الكيفية التي يمكن الحكواتي من إظهار نفسه بشكل جيد، وكيف يمكن أن ينجح الحكواتي باستخدامه الصحيح لأدواته. وتضيف: أحب الحكايات الشعبية، وأحتفظ بها، ولدي مخزون أفادني في ذلك، وشعرت أنني بحاجة للتدريب حتى أستثمر هذا المخزون وأبقيه إرثا، نستفيد منه ونفيد.

وأضافت وفاء الخنبشية: كل يوم نخرج بأدوات ومهارات جديدة، تخدمنا في أن نحترف مهنة الحكواتي، ونخلق التفاعل بيننا وبين الحكاية والجمهور. وتضيف: منذ خمس سنوات أمارس الحكواتية في المدارس الحكومية ولي مشاركات خارجية، وأظن أن الحصيلة من هذا الملتقى ستخدمني للمدى البعيد. وتشير إلى اختلاف الأماكن التي جاء منها المشاركون إضافة إلى لهجاتهم المختلفة واختلاف أعمارهم خلق تنوعا مدهشا في الملتقى.

في حين قالت ميثاء المنذرية: ركزنا اليوم على الصوت ومستواه وسرعته، والإيقاعات والنغمات والانتقال من نبرة إلى أخرى، وتعرف على نبرة أصواتنا، وأين تكون، وسعنا مستوى الصوت بالتمرينات، وكيف ننتقل بأصواتنا باختلاف شخصيات الحكاية، وبالتالي تحسين من مستوى أداء الحكواتي. وأضافت: كنا نحن الحكواتيون ندرب أنفسنا بأنفسنا، لم ندرس هذا المجال، وكنا نمارسه كهواية، ولكن من خلال هذا الملتقى تعلمنا أساسيات وديناميكيات الحركة، وأعتقد أننا سنخرج بالكثير منه.