قبة الصخرة في القدس
قبة الصخرة في القدس
ثقافة

فلسطين في الصحافة العُمانية المهاجرة والشعر.. حضورٌ تاريخي وتضامنٌ مبكر

11 مايو 2021
كتابات عُمانية مُبكرة (23)
11 مايو 2021

قراءة في مدونات وأعداد مختلفة من صحيفة الفلق بين عامي (1938- 1946)

تهلُّ علينا – في عُمان والأمة العربية والإسلامية- هذه الأيام المباركة من أيام الشهر الفضيل رغم روحانيتها الدينية بأخبار السياسية وحالة ( كرونية مرعبة ) لترسم لنا – رغم كلَّ هذه النكبات وتزيد من كآبتنا، ولكن بارقة الأمل الوحيدة المشرقة الآن مواقف مشرفة من الصمود البطل الذي يبديه الفلسطينيون في وجه الاحتلال الغاشم على المسجد الأقصى وسائر المدن الفلسطينية جراء محاولة تهجبرهم قسراً بقوة السلاح من أراضيهم ومنازلهم والسطوة على ممتلكاتهم في جريمة إنسانية شنعاء متكررة لم ينس التاريخ تفاصيلها، فالكارثة كبيرة والحدث جلل، ورغم ذلك فالأمل معقود على هامات الأبطال الأشاوس حملة الحجارة والكتاب، الثابتون ثبوت الجبال لا تتزعزع همهم ، ولا تنثني عزائمهم ، والأمل نفسه معقود على حملة الأقلام لنصرتهم والوقوف معهم ولهم في قول الشاعر أسوة حسنة:

لا خيلَ عندك تهديها ولا مال

فليسعف النطقُ إن لم يسعف الحالُ

ونحن العُمانيون كحال غيرنا من أشقائنا العرب نكباء السياسة، لنا في ميراث أجدادنا أسوة الحسنة، فما وجدناه في الصحافة العمانية المهاجرة - الصادرة في زنجبار في مرحلة الثلاثينيات والأربعينيات وما قبلهما من مقالات ونداءات وكتابات تندد بهذا العدو وتفضح أفعاله - لهي صورة تؤكد الجذور التاريخية للموقف المشرّف للنخب المثقفة ليس في عُمان وحدها وإنما في زنجبار وأقطار الشرق الإفريقي قاطبة ، فالعُمانيون فهموا مبكراً توجهات العدو الذي لايمكن التعامل معه إلا بلغة القوة، لهذا جاءت أقلامهم صارخة هادرة،تنوء من صرخاتها الجبال .

لم يكن توالي مقالات قضية فلسطين في الصحافة العُمانية عامة ، وفي صحيفة " الفلق " إلا من منطلق كونها قضية العرب الكبرى؛ قضية شغلت الرأي العام العالمي والإنساني، وظلت راسخة في الوجدان العربي لم تتزحزح قيد أنملة، وقد دفعتها دواعٍ دينية وأخرى سياسية، وثالثة إنسانية ذات نطاق إسلامي محض، ولأن الصحيفة وضعت خطابها رهين هدفٍ سامٍ نبيل وغاية كبرى لم تحد عنه، وهو نصرة الحق والذود عنه ، والقيام بما لا يمليه عليها الواجب، فهي كما وصفها الشيخ أحمد الخليلي مقدمته الاحتفائية لمجلدي مجلة" المنهاج " " لسان حال الأمة العُمانية والعربية وصوتها الحر في الشرق الافريقي، وهي وريثة النجاح التي أسسها شاعر الحرية والاستنهاض أبو مسلم البهلاني وحملها من بعده الشيخ ناصر بن سليمان اللمكي، فالصحيفة " حملت على كاهلها مسؤولية الدفاع عن حق الأمة في سياستها واستقلالها واسترداد حقوقها، وشاركت الشعوب التي ترزح تحت نير الاستعمار آلمها وآمالها ، فكانت صوت الحرية الهادر، فحرص المستعمرون على إسكاتها .. وظلت تلهج باللسان العربي في شرقي إفريقيا أكثر من ثلث قرن من الزمن ".

من هذه المنطلقات رأينا " الفلق " لم يخب صوتها ،ولم يخفت ضجيجها البتة، بل ظلت نيرانها متوقدة تصيب أعداء الحرية والدين، والإنسانية وترفع لواء الاستقلالية والنضال، وقد تعدد خطابها المستنهض بين النداء والاستغاثة المدوية، وبين تقديم الخطاب النهضوي وفق رؤية ثقافية عميقة، ومقاربات دقيقة تقع أغلبها في صلب القضايا الوطنية، والقومية ومنها القضية الفلسطينية التي اعتمدتها هدفا قاراً في ذلك الزمن المفصلي من تاريخ الأمة العربية، وقد شكلت كتابات هذه الصحافة ريادة مبكرة ربما لم تسبقها صحيفة أخرى في بعض النواحي، وحق لأبناء عُمان الفخر بها ، فهي بحق فخرُ الصحافة العُمانية / العربية ولسان حالها الحر، وأهم ما ورد في أعدادها من عناوين ما يلي:

- فلسطين العربية : مقالٌ سياسي يستعرض قضية فلسطين وهي في بواكيرها ويؤكد عروبتها وعدم المساومة في أرضها ، ويطالب بإحقاق الحق لأهلها ، ونفض غبار الظلم عنهم ، وفي ذلك يؤكد المقال المنشور في الفلق بتاريخ السبت 18 المحرم 1358 هـ ، الموافق لـلحادي عشر من مارس 1939م"- " على أن فلسطين للعرب وحدهم ولا جدال في ذلك ، وعلى بريطانيا أن تفهم ذلك ".

- فلسطين : بيان عن مصائب فلسطين ونكباتها ووجوب إغاثتها " مقال بقلم محمد علي الطاهر رئيس اللجنة الفلسطينية العربية بمصر ،نشر يوم السبت 30 محرم 1357 هـ الموافق 2 أبريل 1938م ، ومما جاء فيه " أسماء ممثلي اللجنة الفلسطينية في المدن العربية وغيرالعربية من مثل القاهرة : بغداد ، تطوان المغرب، لحج اليمن ، مراكش المغرب ، وفي بتافا عاصمة جاوه بالهند ، و في مدينة تونس وغيرها.

- قائمة بأسماء المتبرعين لإغاثة منكوبي فلسطين ، نشرت في الفلق بتاريخ السبت شوال 1357 هـ الموافق 10 من ديسمبر1938م تضم كلا من : السيد حافظ بن محمد البوسعيدي (50) شلنجاً ، والشيخ عبدالله بن سليمان الحارثي (15) شلنجاً ،والشيخ سيف بن سليمان البوسعيدي (16) شلنجاً ، الشيخ عيسى بن علي البرواني (6) شلنجاً الشيخ خلفان بن سالم البرواني (15) شلنجاً،الشيخ محمد بن سعيد البرواني (25) شلنجاً،الشيخ مسعود بن علي الريامي (50) شلنجاً ، الشيخ طيب علي كرمجي(25) شلنجاً ،والشيخ غلام علي كادربهاي(25) شلنجاً ، وجدير بالذكر أن مثل هذه القوائم ستتوالى تباعاً في أعداد الصحيفة ، ومدونة المخطوطات العُمانية ولاسيّما في فترة الأربعينيات الفارقة ، وسيشارك فيها بعض القاطنين زنجبار شأن المناضل البحريني عبدالرحمن الباكر وشخصيات أخرى عربية على نحو ما كشفنا ذلك سابقا في أحد مقالاتنا التأصيلية المنشورة.

- الوفد العربي يسافر إلى لندن " نداء لفتح التبرعات والمعونات للشعب الفلسطيني، نشر في الفلق بتاريخ السبت شوال 1357 هـ الموافق 10 من ديسمبر1938م، وتضمن النص التالي " أيها العرب . أيُّها المسلمون . أيُّها الإخوان : إن مساعدة فلسطين مهضومة الحقوق، وإنقاذ الأماكن المقدّسة يقتضي أموالاً تبذلها أيديكم المبذولة من فضل الله، فلترسلوا ما تتبرعون به لهذه الغاية الشريفة ولهذا الكفاح المشهود ".

- خير الباخرة " آل سعيد " التي استأجرتها حكومة فلسطين بواسطة الحكومة البريطانية لنقل العرب الفلسطينيين المعتقلين في جزيرة سيشل بغية ترحيلهم إلى عدن . الخبر نشر في الفلق يوم السبت 24شوال 1357 هـ الموافق 18 من ديسمبر1938م .

- الوفد الفلسطيني إلى لندن : خبر منقول من صحيفة الشرق العربي البيروتية ، وقد نشرته الفلق يوم السبت 2 ذي الحجة 1257هـ ، الموافق للحادي عشر من فبراير 1938 م ، وفيه تسمية أعضاء الوفد المفاوضين والمشاركين فيه ، وقيمته التاريخية تكمن في هذه التسميات التي حفظتها هذه الصحيفة.

- فلسطين : خبر صحفي نشر في عدد السبت 3 جمادى الثاني 1365 هـ ، الموافق للرابع من 4مايو 1946 م حول تشجيع اللجنة الإنجليزية الأمريكية لهجرة اليهود إلى فلسطين بحيث يكون عددهم بحلول عام 1946 م مائة ألف يهودي من أوروبا التوصية من قبل اللجنة إلى تقديم كافة المساعدات اللوجستية لهجرتهم.

- فلسطين العربية : مقالٌ سياسي يستعرض قضية فلسطين وهي في بواكيرها ويؤكد عروبتها وعدم المساومة في أرضها ، ويطالب بإحقاق الحق لأهلها ، ونفض غبار الظلم عنهم ، وفي ذلك يؤكد المقال المنشور في الفلق بتاريخ السبت 18 المحرم 1358 هـ ، الموافق لـلحادي عشر من مارس 1939م"- " على أن فلسطين للعرب وحدهم ولا جدال في ذلك ، وعلى بريطانيا أن تفهم ذلك ".

- فلسطين : مقالٌ سياسي إخباري يستعرض قضية فلسطين بحس ساخر مستشعراً نكبتها بناء على معطيات أفاعيل المستعمر البريطاني الغادر، مشيراً إلى خيراتها الاقتصادية وما بأرضها من موارد تشكل لقمة سائغة للمستعمر الدخيل، فأرض فلسطين غنية بخيرات الزراعة وبحرها غني بأسماكه الوفيرة برها غني بثروة حيوانية ، وكلُّ ذلك جعل منها دولة محورها اتساقا لمكانتها الدينية المقدسة .وقد نشرت " الفلق" هذا المقال في عددها الصادر يوم السبت 26 رمضان 1365 هـ ، الموافق للرابع والعشرين من شهر أغسطس 1946 هـ في الصفحة الرابعة .

- قضية فلسطين: خبر صحفي نشرته الفلق في الصفحة الثانية من عددها الصادر يوم السبت 20 شعبان 1365 هـ الموافق 20 يوليو 1946 هـ، وفيه تتبع لمجريات القضية وإشارة إلى خلفياتها ، وما يقوم به المستعمر من تذليل الصعاب للصهاينة بغية اغتصاب الأرض وتكبيل الشعب وهضمه لحقوقه ، وقد نقلت الفلق هذا الخبر عن صحيفة " الإخوان المسلمين " بمصر، وقد دعت الفلق اللجنة التنفيذية الخاصة بفلسطين في زنجبار إلى عقد اجتماع عاجل صبيحة يوم الأربعاء لمناقشة هذا الموضوع.

- مقالُ اخباري بعنوان " قطعة من فلسطين تلحق بحكومة الأردن، وقد نشرته " النهضة " في عددها الصادر يوم الخميس 17 صفر 1372هـ ، الموافق 6 نوفمبر 1952م، وفي تنديد بالاستيطان اليهودي باستيلائه على الأراضي الفلسطينية وانتهاك القوانيين الدولية ، وتهجير السكان وتشريدهم والتنكيل بهم.

- خبرُ حول انعقاد اجتماع لجنة إغاثة مسلمي فلسطين برئاسة الشيخ محمد بن ناصر اللمكي نشر في النهضة " بتاريخ 11 نوفمبر بتاريخ 14 ربيع الأول 1372هـ، الموافق 11 نوفمبر 1952م.

- قصيدة الشاعر العربي الكبير سليمان العيسى ، وقد نشرتها " الفلق في صفحة كاملة من عددها الصادر يوم 25 رجب 1373هـ ، ومن أبياتها الاستنهاضية :

قالوا : فلسطين ، فقلنا :

دونها وخز القتادِ

شرف العروبة لن يكون

على الأذى ملس القيادِ

وسمعتُ أبواق " العبيد "

تصمُّ آذان الجهادِ

وتهزّ بالخطب الشداد

دعائم السبع الشدادِ

وتصيح.. ناذرة دماها

للمعارك ... والجهادِ

أين الجهادُ .. وأين أبواقُ

البطولة ... يا بلادي ! .

يبيّن ذلك السردُ التوثيقي إن خطاب "الفلق" و" النهضة " في هذه الأعداد اتسم بما يلي: -

- تمارسُ الفلق فعلها الصحفي لمساندة فلسطين بتبنيها كل المبادرات المساندة والداعمة لنصرتها لهذا تنشر عبر صفحاتها قوائم التبرعات المالية، وتدعو إلى استمرارها والدفع بها إلى ميدان الاشهار لتكون تحفيزا للمواطنين الراغبين في المشاركة في لأهدافها النبيلة.

- تقدّم " الفلق "الأخبار التي تدين ممارسة الصهاينة في فلسطين ومن ورائهم المستعمر البريطاني ، وتطبق فعل الادانة بكل الطرق الممكنة ومنها إيضاح الشخصية الصهيونية الحقيقية بدناءتها وسلوكياتها الدنيئة ، لهذا تورد مقالات ارتباطهم بالأخلاقي وغير سليم شأن بيع التدخين والاتجار بالخمور وغير ذلك مما تراه العقلية الإسلامية محرما ومنبوذاً.

- الظاهرة اللافتة للنظر قلة خطاب الشعر في صفحات الصحف العُمانية المهاجرة وبالذات في صحيفتي الفلق والنهضة ، وهو أمر أستوقفنا أمام حضور المقالة الأدبية، ونحن لا نجد لذلك تبريرا مقنعاً ؛ إذ تابع الوسط الثقافي والسياسي القضية الفلسطينية من بداياتها الأولى، وحتى قبل سقوط فلسطين سنة 1948، وكان لوهجها أثرا في تحفيز شعراء العرب وبعث هممهم، ولكن لم يكن لذلك الوهج في زنجبار أدنى حضور، ومن غرائب الأمور أن زنجبار وغيرها كان يقطنها شعراء عديدون بعضهم يتنقلون بين عمان وزنجبار وبعضهم مقيمون فيها وقد تناولنا ليس أقلهم أسماءهم في مقالنا السابق، وإذا التمسنا لهم عذراً في ذلك فعذرهم قلة التواصل وضعف وسائل البث الثقافي، وربما التعتيم التي فرضت على الحدث الجلل. .. ولهذا غاب الشعر وحضرت المقالة ونستني من ذلك قصيدة صالح بن علي الخلاسي القادمة.

وأخيراً تظلّ فلسطين ماضياً وحاضراً ومستقبلا الحاضرة أبداً في نفوس كلّ عربي شريف، وفي قلوب كلّ مخلص لدينه وعروبته، ويكفى ما دبّجه الشعراء في قضيتها من مئات بل ألوف القصائد والمقالات، ولعل أبلغ ما وجدناه عند كل شاعر عماني من باب في ديوانه، ولو جمعت تلك القصائد الفلسطينيات لمثلت سفراً شعرياً عمانياً، لأنها قضية ضمير وإنسانية وأناس تنتهك حرماتهم وتصادر ممتلكاتهم،وتعذب أرواحهم ومع هذا صامدون يتحدون الاستيطان .. إنها انتفاضة الأحرار وشعلة الحماس المتأجج الذي لا يخفت إلا باسترجاع الحق والتراب وما ذلك على الله ببعيد.

إننا – وكما قلنا في كتابنا الشعر العُماني الشعر العماني في القرن العشرين " عندما نتناول أصداء قضية فلسطين لا يهمنا ما كتب عنها بصفتها قضية العرب الأولى، فما كتب فيها كثير متنوع؛ يكاد يشمل كل شعراء عمان منذ أواخر الثلاثينات وحتى الآن ، ولكن الذي يهمنا وعي الشعراء والكّتاب المبكر بها، فالمقالات والقصائد التي أوضحناها سلفاً في مقالنا السابق حول تحذير العرب من هجرات اليهود- تمثل باكورة التفاعل مع هذه القضية، ولعل صالح بن علي الخلاسي، من أوائل الشعراء والكّتاب الذين بدؤوا الكتابة في هذه القضية ولفتوا الانتباه إليها. عبر قصيدته التي نظن أنها تكاد تكون أول القصائد في هذه القضية، فقد كتبها إبان المحنة الأولى لفلسطين، وربما في حربها الأولى (حرب 1948 ):

انصر فلسطينَ خير الدار إنّ لها

شأناً عظيماً كما قد قيل في الخبرِ

ندعو الإله على الأعداءِ تشملهم

حوادث الخسف بالآصال والبكر

مزّق صياصيهم يا ربّ منتقما

كيلا يكون لهم في الأرض من وزر

يا غارة الله لا تبقي لهم أثراً

إذ لم يكن بعد كسر الجبر من أثر

إن هذا الأمر يدعو إلى الفخر والاعتزاز بالشعر العُماني الاستنهاضي الذي تواكب حضوره بدءا من تلك الشعلة المبكرة وراح يصدر الصرخة تلو الأخرى المنبعثة من نفوس مكلومة لعل أصدق برهان لها ما وجدناه عند الشعراء المقيمين أيضاً، فها هم شعراء عُمان الأم :هلال بن بدر وعبدالله الخليلي، وأبو سرور، وهلال السيابي، وعبدالله الطائي وخالد بن مهنا البطاشي وسعيد بن خلف الخروصي تهزّهم مأساة فلسطين، فيستصرخون بني قومهم مبكرا، وتلك الصرخات كانت نواة لصرخة عمانية حملها جيل الشباب من بعدهم على نحو ما نجد في رائعة صالح العامري " أغنية الحجارة" التي كتبها إبان ثورة الحجارة وفيها يقول:

تمردي فالحصى ما كان أغنية

فغردي أنت. نجمُ النصرِ ما أفلا

لا للشجيراتِ في أرضي مشّوهةً

لا للسنابلِ تشكو السحّر والمللا

لا للسياطِ على لحمي، أنا وطن

إذا تكلم كان العاشقُ الثملا

ثوري على الشعر، ثوري فوق نكبتنا

إذا احتجبنا، إذا قلنا الهوى جُمَلا

ثوري على الخُطَب الرعناءِ وازدردي

بداوة تمتطي الصـحراء والجَمَــلا

أنا فلسطينُ قد تمضي السنون ولا

أمضي، أضاجعُ في بيت الهوى أملا

تكلمي أنتِ.. يا أحجار وانفعلي

ويا عروبة نامي واشربي عَسَلا

تكلمي أنتِ.. خلّي عرسنا حجراَ

إذا قذفناهُ صَلّى النصرُ وابتهلا