ثقافة

عبدالله الكندي وواسيني الأعرج يفوزان بجائزة السُّلطان قابوس للثقافة والفنون

09 نوفمبر 2023
في مجال «دراسات الإعلام والاتصال» والرواية
09 نوفمبر 2023

لجنة تحكيم المجال السينمائي تحجب الجائزة لعدم استحقاق التجارب المتقدمة

أ.د . إحسان صادق : واسيني الأعرج استحق الجائزة لبراعته وتجديده المستمر ومساهمته الواسعة في خدمة الرواية العربية -

د.خلود ملياني : عبدالله الكندي أبحاثه متفردة وأعماله مميزة وسيرته الذاتية زاخرة كل ذلك رجح فوزه -

أعلنت جائزة السُّلطان قابوس للثقافة والفنون والآداب اليوم الفائزين في دورتها العاشرة بفوز المكرّم الأستاذ الدكتور عبد الله بن خميس الكندي في مجال دراسات الإعلام والاتصال عن فرع «الثقافة»، وفوز الروائي الجزائري الدكتور واسيني الأعرج في مجال الرواية عن فرع «الآداب» فيما حجبت لجنة التحكيم جائزة مجال الإخراج السينمائي عن فرع «الفنون». كان ذلك في المؤتمر الصحفي الذي عقده مركز السُّلطان قابوس العالي للثقافة والعلوم في مقره اليوم بحضور سعادة حبيب بن محمد الريامي رئيس المركز والدكتور محمد بن علي البلوشي أستاذ إدارة التراث المُشارك بقسم الآثار بكلية الآداب والعلوم الاجتماعية بجامعة السلطان قابوس والدكتور ناصر بن حمد الطائي مستشار مجلس إدارة دار الأوبرا السلطانية مسقط وأعضاء مجلس أمناء الجائزة إضافة إلى بعض أعضاء لجان الفرز والتحكيم.

وحول مبررات الفوز قال الأستاذ الدكتور إحسان بن صادق اللواتي أستاذ الأدب والنقد بجامعة السلطان قابوس عضو لجنة التحكيم في مجال الرواية عن فرع «الآداب»: الروائي الجزائري المعروف الدكتور واسيني الأعرج قامة إبداعية روائية لها حضورها على المستويات الوطنية والقومية العربية والدولية، فمنجزه الروائي كافٍ للحديث عنه إذ بدأ الإنتاج الروائي عام 1980م وإنتاجه متواصل إلى يومنا هذا، وعلى امتداد هذه المدة الطويلة التي هي ثلاثة وأربعون عاما من الإبداع أنتج 27 رواية، ورواياته بعضها روايات كبيرة الحجم، إذن هو متواصل طوال هذه الأعوام وليست عنده مراحل انقطاع كما نجده عند كثير من المبدعين العرب، إضافة إلى نتاجه المتواصل طوال 43 عاما فهو نتاج مميز كميا ونوعيا أما كميا فقد ذكرت أنه أنتج 27 رواية وأما نوعيا فإن نتاجه تميز بالغوص في المجالات والقضايا والهموم العربية بنحو مميز فهو عميق من جهة المضمون ومتميز من جهة التشكيل والصياغة والسعي في عالم التجريب الروائي لذلك ما قدمه هذا الرجل حقيقة يعتز به كل باحث ومثقف وأديب عربي له صلة بهذا المجال، أضف إلى هذا كله أن واسيني الأعرج لديه قدرة عجيبة على تجديد نفسه بمعنى أنك تقرأ له رواية في هذا العام وتقرأ له رواية في عام آخر فلعلك إذا لم تقرأ اسم الروائي على الغلاف لعلك تحسب أن المؤلف مختلف.. إلى هذه الدرجة، هذا الرجل قادر على تجديد إمكاناته، وقابلياته وتعمقه.. أضف إلى هذا كله أن الدكتور واسيني الأعرج خدمته للرواية ليست خدمة محصورة في نطاق الإبداع الروائي بمعنى ليس في نطاق كتابه الرواية فقط فهو أستاذ جامعي يخدم الرواية العربية في مجال البحث العلمي وفي مجال إقامة دورات التدريب على كتابة الرواية وفي مجال الإسهام في الصحافة والإعلام إضافة إلى حضوره المميز في مجال المشاركة في الملتقيات والندوات والمؤتمرات خدمة مميزة على كل الأصعدة وفي كل المجالات طبعا.

وأضاف «اللواتي» كانت هناك أسماء لها حضورها الإبداعي ولجنتنا اشتغلت بطريقة متدرجة فقد استلمنا بعد عملية الفرز الأولى 52 ملفا وفي المرحلة الأولى فرزنا هذه الملفات إلى 15 ملفا، وفي المرحلة الثانية قلصنا هذا العدد إلى خمسة ملفات ثم إلى ثلاثة ملفات إلى أن وصلنا إلى اختيار الشخص الفائز، وهذا كله يؤكد أنه كانت هناك منافسة وكانت هناك أيضا أسماء مميزة ولكن اللجنة ارتأت وبالإجماع أن لا ملف يرتقي إلى مستوى ملف واسيني الأعرج لذلك قررت منحه الجائزة.

مبررات فوز مجال « دراسات الإعلام والاتصال»

من جانبها قالت الدكتورة خلود بنت عبدالله محمد ملياني أستاذ مشارك بكلية الاتصال والإعلام ووكيلة الكلية بشطر الطالبات بجامعة الملك عبد العزيز بالمملكة العربية السعودية عضوة لجنة التحكيم في مجال دراسات الإعلام والاتصال عن فرع «الثقافة»: اللجنة وضعت مجموعة من المعايير لفرز المترشحين في الجائزة في مجال دراسات الاتصال والإعلام، وكان لدينا من المترشحين الذين تقدموا بالكثير من الأعمال المتخصصة حيث بدأنا عملية الفرز من خلال وضع معايير معينة تتناسب مع الشروط العامة للجائزة، وكانت هذه المعايير دقيقة وموضوعية وتم اختيارها لتغطي الأصالة والجدية والمساهمة في المجال من حيث تغطية الموضوعات الحديثة، و تميزت أعمال المترشحين بغزارتها ودخلنا في سبر أغوار هذه الأعمال وهناك أعمال متميزة تساهم بشكل كبير في المجال إلى أن توصلنا للفائز من خلال وضع النقاط لكل معيار ومن ثم جمعت النقاط واختير الفائز.

وأضافت «ملياني»: أما الأستاذ الدكتور عبد الله بن خميس الكندي فتميزت أعماله بالجدية والرصانة والمساهمة الكبيرة في مجالات الإعلام والاتصال وله مجموعة من الأبحاث المنفردة والأبحاث المشتركة والمشاريع البحثية المدعمة الكبيرة إضافة إلى الكتب التي تحاكي القضايا المتخصصة في مجال الاتصال والإعلام والصحافة وكانت أعماله مميزة وسيرته الذاتية زاخرة تغطي كل التفاصيل التي رجحت كفته للفوز بالجائزة.

حجب جائزة « الإخراج السينمائي»

من جانبه قال الناقد السينمائي المصري طارق الشناوي عضو لجنة تحكيم مجال الإخراج السينمائي عن فرع «الفنون»: تمتعنا في اللجنة بحرية مطلقة في الاختيار ولم يفرض علينا أي قرار سواء بالقبول أو الحجب، لذلك فإن القرار النهائي بالحجب هو قرار خاص باللجنة فقط.

وأضاف «الشناوي»: هناك الكثير من المبدعين العرب في المجال السينمائي يزيد عددهم عن المائة، لكن لم يتقدم أحد منهم للجائزة وهذا مؤشر إلى أن الجائزة أو الإعلان عنها لم يصل إليهم.. لقد تقدم 25 مخرجا من العالم العربي وهم ليسوا على المستوى المطلوب الذي يؤهلهم للحصول على جائزة بهذه القيمة الإبداعية المرموقة، وكان من المؤمل أن تجذب هذه الجائزة الكثير من المبدعين في الوطن العربي كونها الأكبر على مستوى العالم، إضافة إلى أنها تمنح الجائزة للمبدع دون تحديد عمره الفني أو حتى سنه، لذلك نستطيع القول ختاما حجب الجائزة ليس لأنه لا يوجد مخرج في الوطن العربي لكنهم لم يتقدموا للجائزة بسبب أن الإعلان عن الجائزة لم يصل إلى المستهدفين لذلك يجب إعادة النظر في ذلك.

بيان الجائزة

ألقى سعادة حبيب بن محمد الريامي رئيس مركز السلطان قابوس العالي للثقافة والعلوم بيان الجائزة مشيرا إلى أن جائزة السلطان قابوس للثقافة والفنون والآداب جاءت انطلاقًا من الاهتمام بالإنجاز الفكري والمعرفي وترسيخا للوعي الثقافي ودعما للمثقفين والفنانين والأدباء المجيدين، وهي جائزة سنوية تحتفل بالمنجَز الفكري على المستويين المحلي والإقليمي حيث تكون محلية في عام يقتصر التنافس فيها على العمانيين فقط، وتقديرية في العام الذي يليه يتنافس فيها العمانيون مع جميع إخوانهم العرب أينما كانوا سواء داخل نطاق الوطن العربي جغرافيا أو خارجه.

وقال «الريامي»: بلغ مجموع المتقدمين لمجالات الدورة العاشرة والذين استوفوا متطلبات الترشح 171 ففي دراسات الإعلام والاتصال «30 مترشحا»، وفي الإخراج السينمائي «25 مترشحا»، وفي الرواية «116مترشحا»، وتمت عملية تحكيم الأعمال على يد كوكبة من الأكاديميين والأدباء والنقاد والفنانين، ممن لهم خبـرة طويلة في مجالات الدورة العاشرة. وقد مرت بمرحلتين الأولى للفرز الأولي، والثانية للتحكيم النهائي.

وضمت لجان الفرز الأولي في مجال «دراسات الإعلام والاتصال» كلا من الدكتور عبيد بن سعيد الشقصي أكاديمي ومختص في الإعلام والاتصال الجماهيري، والدكتور خميس بن سليم أمبوسعيدي أستاذ الاتصال الجماهيري المساعد بجامعة التقنية والعلوم التطبيقية بنزوى، والدكتورة آمنة بنت حمد العبرية أستاذ الاتصال الجماهيري المساعد بجامعة التقنية والعلوم التطبيقية بنزوى، فيما ضمّت لجنة التحكيم النهائية في المجال كلا من الدكتور عبد المنعم بن منصور الحسني أكاديمي ومختص في الإعلام والاتصال الجماهيري والأستاذ الدكتور أحمد حيداس أستاذ قانون الإعلام بالمعهد العالي للاتصال والإعلام بجامعة محمد الخامس بالمملكة المغربية، والدكتورة خلود عبد الله محمد ملياني أستاذ مشارك بكلية الاتصال والإعلام ووكيلة الكلية بشطر الطالبات بجامعة الملك عبد العزيز بالمملكة العربية السعودية.

وفي مجال الإخراج السينمائي ضمت لجنة تحكيم الفرز الأولي الدكتور حميد بن سعيد العامري مخرج سينمائي رئيس الجمعية العمانية للسينما، والناقد السينمائي سماء عيسى، والمخرجة العمانية مزنة المسافر فيما ضمت لجنة التحكيم النهائية في المجال كلا من الشاعر والكاتب والسينمائي العماني عبدالله حبيب، والمخرج السينمائي السوري مانو خليل، والناقد السينمائي المصري طارق الشناوي. وفي مجال الرواية ضمت لجنة الفرز الأولي كلا من القاص والروائي العماني محمود بن محمد الرحبي، والروائية هدى حمد، والروائية بشرى خلفان فيما ضمت لجنة التحكيم النهائية في المجال كلا من الأستاذ الدكتور إحسان بن صادق اللواتي أستاذ الأدب والنقد بجامعة السلطان قابوس، والجزائري الدكتور أحمد يوسف أستاذ النقد الأدبي المشارك بجامعة السلطان قابوس، والأردني الأستاذ الدكتور نضال محمد الشمالي أستاذ السرديات وتحليل الخطاب بجامعة صحار. وأشار سعادة حبيب الريامي أن لجان الفرز الأولي باشرت أعمالها في الفتـرة من 13 إلى 17 أغسطس 2023م، وقامت بإجراءات التأكد من مطابقة السير الذاتية والأعمال المقدمة، مع الشروط والضوابط المحددة لكل مجال، وإعداد كشوف بالأسماء المرشحة للتحكيم النهائي، وأخرى للأسماء المستبعدة، مع بيان أسباب الاستبعاد لكل مترشح، وقد قام المختصون في مركز السلطان قابوس العالي للثقافة والعلوم بإرسال بيانات وأعمال المترشـحين إلى أعضاء لجان التحكيم النهائي، على أن يقوم كل عضو بدراسة السير الذاتية وكتابة تقرير فردي برؤيته النقدية تمهيداً لاجتماعهم في مسقط لتداول تلك التقارير، وتقديم تقرير موحد بالنتيجة التي خرجوا بها، واستقبل مركز السلطان قابوس العالي للثقافة والعلوم أعضاء لجان التحكيم النهائي خلال الفتـرة (5 ــ 8) نوفمبر 2023م، وعقدت كل لجنة اجتماعاتها على حدة، وتداول المحكّمون كافة الملاحظات والرؤى حول الأسماء المترشحة، وقد خلصت اللجان بإقرار نتائج الجائزة.

أفق واسع

من جانبه قال الدكتور محمد بن علي البلوشي أستاذ إدارة التراث المُشارك بقسم الآثار بكلية الآداب والعلوم الاجتماعية بجامعة السلطان قابوس «عضو مجلس أمناء الجائزة»: الجائزة تسعى دائما لتجديد المجالات، وقد وضع لأعمال الدورة الحالية عدد من الاشتراطات للترشح وعادة ما تكون واسعة النطاق لكي تتيح لأكبر عدد من المتقدمين المشاركة، وهناك اشتراطات وقياسات تتخذها لجنة التحكيم يفتح لها الأفق واسعا بخبراتها الممتدة كي تنظر لتلك الأعمال وتحاول تلك اللجان أن تصل إلى الخلاصة إلا أن العمل المتقدم أو التجربة هو من استحق الجائزة نحن ننتصر لما يقوله أعضاء لجنة التحكيم.

قيمة صارمة

وأكد الدكتور ناصر بن حمد الطائي مستشار مجلس إدارة دار الأوبرا السلطانية مسقط «عضو مجلس أمناء الجائزة» على أن جائزة السلطان قابوس للثقافة والفنون والآداب هي إحدى أكبر الجوائز على المستوى العربي ولها معايير وشروط خاصة لا يستهان بها، وإذا كانت الأعمال المشاركة لا ترقى لحجم الجائزة وسمعتها فيحق للجنة التحكيم بقراراتها الخاصة حجب الجائزة لعدم استيفاء المتقدمين الشروط، وعدم تناسب المشاركات مع حجم الجائزة وسمعتها.

مشيرا في الوقت نفسه إلى أن هذا الحجب لا يعني بأي شكل من الأشكال عدم وجود مخرجين مؤهلين للفوز بالجائزة أو مخرجين مستوفين للشروط.. الإشكالية فقط تكمن في أن هؤلاء المستحقين لم يتقدموا للمشاركة.