1836242
1836242
ثقافة

طاهرة جمال تعزف الألحان على أوتار القلب بصوت الكمان

04 ديسمبر 2021
قصة شغف موسيقي بدأت من الصغر..
04 ديسمبر 2021

وقفت مؤخرا عازفة الكمان «طاهرة بنت جمال البلوشية» على مسرح العرفان، أذهلت الجمهور بعزفها المنفرد والجماعي مع الفرقة، تارة تمتزج روحها الفنية بشعورها الوطني في نوفمبر المجيد، ليتمايل وتر كمانها السحري بمعزوفات وطنية، وتارة أخرى تحلق روحها بين أقطار شتى، تنتقي معزوفة، وتختار أيقونة غنائية لتطرب الجمهور بصوت لحن أغانيها، واستحضرت عددا من أغاني التراث العراقي، وأغاني الفنانة «رحمة رياض» التي كانت ضيفة مسرح العرفان لتقدم «طاهرة» صوت أوتارها إلى جانب صوت رحمة رياض، وتشكل معها ثنائية فنية بين إحساس الكمان ومشاعر الغناء.

الكمان مرتبط بالروح..

لم يكن الكمان في أي لحظة لـ«طاهرة» أداة موسيقية فحسب، بل هو اكتمال روحي، وجزء جسدي لا يتجزأ من كيانها، بدأ منذ نشأتها، واستمر 30 عاما من العطاء، منذ أن كانت في الحادية عشر من عمرها، إلا أنها تقول: «الموسيقى لم تكن هوايتي، ولم أكن أعلى أني أملك هذه الموهبة في صغري، ولكن بتشجيع الأهل التحقت بالفرقة السلطانية للموسيقى والفنون الشعبية، وهناك تم اختباري في العزف على آلات متعددة، واختيار آلة الكمان بدأ هناك أيضا، وكان الاختيار الذي امتد حتى الآن».

وتضيف: «انجذبت للكمان منذ أن تم اختياره لي، شكلا وصوتا، وقبل أن أبدأ بالعزف عليه شعرت أن هذه الآلة تليق بي كأنثى، وهي حتى بشكلها تمثل المرأة وإحساسها وجمالها».

ربما تكون الفطرة أحيانا أشد تأثيرا من الرغبة، وهو ما حدث مع «طاهرة»، فهي الطفلة الموهوبة التي قادتها فطرتها لتتوج بـ«عازفة الكمان الأولى».

موهبة صقلتها التجارب..

انطلقت «طاهرة» برفقة الفرقة السلطانية للموسيقى والفنون الشعبية، بالعزف في محافل مختلفة، وخاضت خلال هذه الأعوام مسيرة المشاركة في مسارح متنوعة، ولم تكتف فقط بموهبتها الفطرية، وممارساتها العملية، بل تخطى الأمر لصقل ذلك بالدراسة النظرية التي بفضلها استطاعت «طاهرة» أن تبني سلما للنجاح في طريقها الفني، تقرأ النوتة وتضيف إليها إحساسها، وتعزف الوتر كما لا يمكن نكران موهبتها ومهاراتها، وتسيطر على الجمهور المتذوق للحن والنغم.

تجيد طاهرة عزف مختلف الأشكال الموسيقية والغنائية للموسيقى العربية. وتقول: «لقد تأثرت ببعض عازفي الكمان العظماء في العالم العربي».

طموح وشغف..

تحدثني طاهرة عن طموحها الذي لا تعرف له حدود، تسعى من خلال «كمانها» إلى أن تبلغ العالمية، وتقول: «أريد إيصال صوت كمان المرأة العمانية إلى جميع أنحاء العالم، وأترك بصمة اللحن العماني للمرأة العازفة في شتى بقاع الأرض».

وتضيف: «هناك شيء ما في صوت الكمان يجعل قلبي يتزايد نبضه.. صوت اللحن المترجم بأوتار الكمان يبعث إشارات عاطفية يحس بها الجمهور ويتذوقها كل مستمع محب للفن».

مشاركات مختلفة..

تعزف طاهرة على الكمان في العديد من المحافل، داخل وخارج سلطنة عمان، وتشارك دائما في احتفالات يوم المرأة العمانية، كما شاركت بأداء منفرد في حفل الفنان العالمي جهاد عقل بدار الأوبرا السلطانية العمانية عام ٢٠١٦.

وعزفت منفردة على المسرح الكبير في دار الأوبرا المصرية بمهرجان الموسيقى العربية عام 2006. وقدمت بعض المشاركات المتعددة مع جمعية هواة العود العمانيين في سويسرا وفرنسا وبريطانيا والفلبين واليابان. كما شاركت في افتتاح ملعب المونديال العربي في قطر.

مشاركة «طاهرة» الدولية الأخيرة كانت في مهرجان ومؤتمر الموسيقى العربية في القاهرة والإسكندرية إلى جانب الفرقة السلطانية للموسيقى والفنون الشعبية، إضافة إلى عزف منفرد في دار الأوبرا المصرية.

الموسيقى دواء الروح..

تؤمن طاهرة أيضًا بقوة الموسيقى في علاج الذات. تقول بحماس: «لقد وفرت لي آلة الكمان سنوات من العزف المبهج في العديد من الظروف المختلفة، لطالما اعتقدت أن الموسيقى تساعد الشخص على الشفاء والتعافي. بالنسبة لأي شابة تقرر اتخاذ هذه الخطوة، فإن الأمر يستحق ذلك»، وتضيف: «لن يساعد العزف النساء على تكوين وتقوية شخصياتهن فقط، بل يمنحهن أيضًا السلام الداخلي، بالإضافة إلى الفوائد الصحية التي يكتسبها المرء. كانخفاض مستويات الاكتئاب والقلق والمشاكل الصحية الأخرى المرتبطة بالتوتر، العزف على الكمان هو وسيلة ممتازة للتخلص من التوتر وطريقة رائعة لتوسيع دائرتك الاجتماعية».