ثقافة

سوريا لا تنكسر.. والحرب عليها كانت ثقافية

24 نوفمبر 2021
المستشارة السياسية والثقافية للرئيس السوري لـ«عمان»:
24 نوفمبر 2021

النخب العربية غابت عن دورها في إنتاج المعرفة

نوثق روايات ما حدث في سوريا وسنتيحها للباحثين للدراسة العلمية

80% من ترابنا عاد ولا نرهن سيادتنا لروسيا أو إيران

حــوار ــ عاصــم الشــيــدي -

رغم عدم وجود اتفاق حول شخصية الدكتورة بثينة شعبان المستشارة السياسية والإعلامية للرئيس السوري بشار الأسد إلا أن، حتى، أعداءها يشهدون أنها الممثل الأفضل للحكومة السورية والمعبر الحقيقي عن فكرها والقادرة على المجادلة والمناظرة مهما كان الخصم قويا وعنيدا. وخلال العقد الماضي كانت الدكتور بثينة شعبان المتخصصة في الشعر الإنجليزي تتسيد المشهد السياسي والإعلامي في سوريا، بل أصبحت من بين الشخصيات المعروفة على نطاق واسع في جميع الدول. ويقول البعض أن بثينة شعبان اكتسبت الكثير من قوتها السياسية وحنكتها الإعلامية من قربها من الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد حيث كانت بالقرب منه لمدة عشر سنوات تحدثت عنها في كتاب حمل عنوان «عشرة أعوام مع حافظ الأسد».

وكانت معالي الدكتورة بثينة شعبان في زيارة للسلطنة خلال الأيام الماضية، ووسط كل الانشغالات التي كانت تحيط بزيارتها رحبت باللقاء وكانت متدفقة بالحديث، ومتأثرة عندما تتحدث عما حدث في سوريا، سوريا التي ترى فيها كل حضارة الدنيا.. فكان معها هذا الحوار:

أنت هنا لأسباب تتعلق بتوثيق التراث، ورغم أن هذا الجانب لا ينفك عن السياسة إلا أن له مساراته الخاصة، أحيانا، لو تطلعينا على تفاصيل المحاور التي ناقشتها مع المؤسسات المتخصصة في السلطنة حول هذا الجانب؟

- زيارتي جاءت تلبية لدعوة كريمة من سعادة الدكتور حمد الضوياني رئيس هيئة الوثائق والمحفوظات. لدينا في سوريا مؤسسة تعنى بالتوثيق الشفوي اسمها «وثيقة وطن» أتشرف برئاستها، وقد أمضينا يوم أمس في هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية وأعجبت أيّما إعجاب بالعمل الذي رأيته وهو فريد من نوعه في العالم العربي، وقد رأيت في هذه الهيئة منهجية في العمل وترابط بين كل وزارات الدولة وكل مؤسساتها لتوثيق كل ما لديها من وثائق هامة من أجل أن تحفظ للأجيال القادمة ويتحول إلى ذاكرة وطن.

= كما تحدثت مع معالي سالم المحروقي وزير التراث والسياحة حول المشتركات، وهناك الكثير من المشترك بين سلطنة عُمان وسوريا، سواء بالنسبة للتاريخ الطويل والعريق أو حتى من حيث الاستهداف الحضاري، وزرت المتحف الوطني وعرض عليّ سعادة جمال الموسوي أمين عام المتحف الوطني نماذج من الآثار السورية التي تكفلت سلطنة عمان بترميمها، والتي أنجز منها الكثير وقد أعيدت بعضها إلى سوريا وهي تتمثل في 100 قطعة نقدية تم ترميمها في المتحف الوطني وهذا جهد حضاري لا تملك سوريا أمامه إلا أن تجزل الشكر لسلطنة عمان لأنها تدرك أهمية هذا الإرث الحضاري بالنسبة للعرب وبالنسبة للإنسانية، كما أن السلطنة استعانت بمتحف الأرميتاج في روسيا من أجل ترميم بعض الآثار وبين المتحف الوطني ومتحف الأرميتاج تعاون مستمر وفق ما أعلم. وفي المجمل وضعنا أنا والدكتور الضوياني أسس متينة للتعاون بين بلدينا لتبادل الوثائق والخبرات والمنهجيات في المؤسستين وننطلق منه إلى عمل عربي متميز وهذا مهم لمستقبل أجيال الأمة العربية.

ما أحدثته الحرب من دمار في آثار سوريا كبير جدا، وربما كارثي.. هل تم حصر كل ذلك أم أن الوقت ما زال باكرا؟

-الحقيقة الجهود مستمرة في هذا الجانب، وتم حصر الكثير من الآثار المدمرة خاصة في حلب وتدمر ومناطق كثيرة في سوريا التي توصف بأنها متحف مفتوح للآثار.. وعلى سبيل المثال فإنه بعد أن تم حصر الضرر الذي لحق بسوق حلب القديمة تم ترميم جزء من هذه السوق وهناك أجزاء جار العمل على ترميمها بالتعاون مع منظمات متخصصة مثل منظمة آغا خان أو منظمات أخرى عالمية. لكن دعني أتحدث معك عن إجراءات ذكية واستباقية كان يقوم بها السوريون عندما يعرفون أن هناك استهداف لمناطق بها آثار، حيث كانت تنقل هذه الآثار إلى مناطق آمنة وهذا الأمر سهل في حفظ الكثير من الآثار خاصة في تدمر ولكن رغم ذلك كان هناك تدمير وكان هناك تدمير وكان هناك نهب وما زال الأمر مستمرا في المناطق التي ما زالت خارج سيطرة الدولة السورية حيث تشهد هذه المناطق تجريفا ممنهجا بحثا عن اللقى وعن الذهب والآثار التي لا تقدر بثمن.

وأنت تعلم أن بلداننا تستهدف لغناها الحضاري ونتيجة طمع الآخرين في ذلك الغنى من أجل نسبته لأنفسهم. ومن بين من وقف معنا في هذا الجانب لا بد أن أتحدث عن روسيا والصين فبفضل دعمهم أصبحت الأمور أفضل على المستوى الدولي.

هل كانت الحرب ثقافية في جوهرها؟

- جزء أساسي من الحرب ثقافي، والثقافي هو الهُوية. ما دفعنا أن نقيم مركزا للأبحاث هو أنني شعرت أن هذه الحرب تهدف إلى تدمير الهُوية الثقافية السورية بدءا من الحرف اليدوية مرورا بالكنائس والمؤسسات العريقة التي تفردت سوريا بها. ويمكن أن أضرب لك مثالا على هذه الفكرة لترى منهجية الأمر. من بين الهجمات التي استهدفت سوريا كان هناك استهداف مباشر ومقصود على معمل الخميرة، كان الأمر محيرا بالنسبة لي حتى عرفت أن سوريا البلد العربي الوحيد الذي لديه مصنع للخميرة فيما تُستورد الخميرة في بقية دول العالم، أيضا كان هناك استهداف مباشر ومقصود لمؤسسات إكثار البذور الزراعية بشكل علمي ومعروف أن سوريا تتميز في هذا الجانب وتستخدم البحوث العلمية لإكثار البذور لكن الإرهابيين احتلوا هذا المكان.

أيضا كانت العمليات الإرهابية تستهدف سجلاتنا المدنية الوطنية لأن من بين أهدافهم استهداف الذاكرة كما حدث في العراق حينما نهب السجل الوطني العراقي. ولأننا اطلعنا على ما حدث في العراق فإننا تعاملنا مع الموضوع بنجاح حيث تم حفظ نسخ من ذلك السجل في أماكن آمنة لا يطالها الإرهاب ولذلك فإن الضرر في هذا الجانب بسيط ومقدور على تصحيحه.

ولكن على الجميع أن يعي أن الثقافية العربية مستهدفة؛ لأن هوية هذه المنطقة يتسابق عليها الأعداء ليثبتوا أنهم هم أصل هذه المنطقة. وأذكر أنني تحدثت، قبل الحرب، مع عالم الآثار الإيطالي باولو ماتييه الخبير في آثار منطقة «ابلا» السورية وقال لي إن الإسرائيين بعثوا له «شيك» على بياض من أجل أن يضع عليه المبلغ الذي يريد مقابل «رُقْم» واحد من «ابلا» ليثبتوا أنهم كانوا هنا منذ زمن طويل، لكن باولو رفض العرض لأنه رجل نبيل وعالم حقيقي.

من بين مشاكلنا نحن العرب أننا لا نعرف قيمة ما لدينا من كنوز حضارية وتراكم تاريخي لهويتنا. المشكلة أننا نحن العرب لا نعرف قيمة ما ليدنا لدينا كنوز من التاريخ والأصالة وتراكم تاريخي لهويتنا. أيضا يحدثني مدير متحف معرة النعمان، وهي المتحف كان يضم أهم فسيفساء في العالم، إلا أن قوى الإرهاب قد سرقتها بعد أن أدخلت معدات خاصة لذلك. ما حدث كان عملية هدم وتدمير للحضارة السورية حتى لا يكون لدينا قوة حضارية وتاريخية.

بعد مضي عقد من الزمن هل أنجزتم في سوريا حوارا وطنيا للوقوف على حيثيات وتفاصيل ما جرى وتسليط الضوء بشكل حقيقي على مواطن القوة والضعف وكيف جرى ما جرى ولماذا؟

-هذا هو مشروعنا في «وثيقة وطن» حيث يتحدث الباحثون والباحثات مع السوريين في مختلف المناطق السورية ويدونوا شهاداتهم حول كل ما حدث ومن خلال هذه الشهادات نكتشف أين كانت الثغرات التي استطاع العدو أن ينفذ منها سواء كانت تلك الثغرات سياسية أو ثقافية أو إدارية. المؤامرة لم تعد نظرية ولكنها حقيقية، وما سمي «الربيع العربي» كان مؤامرة على هذه الأمة، ولكن حقيقة كانت لدينا ثغرات ولأننا في مؤسسة «وثيقة وطن» لا نعمل في إطار الربح ولا تحت مظلة المؤسسات الحكومية ولكن تحت مظلة معرفية نطلب من الناس الحديث بصدق، وهذه الروايات التي نسجلها سنقوم، نحن وغيرنا، بتحليلها واستكشاف مواطن الضعف وسنعرف كيف وقع ما وقع وكيف نمنع وقوعه مرة أخرى.

ما أولويات المرحلة الآن في سوريا، سواء على مستوى الحكومة أو على مستوى الشعب؟ وكم نسبة ما عاد من التراب السوري لسلطة الدولة؟

- التقدرات تقول إن 80% من التراب السوري صار تحت السيادة السورية ما عدا شمال غرب سوريا حيث يحتل الأتراك أجزاء من الأرض، والشمال الشرقي حيث يحتل الأمريكي أبار النفط.

أما الأولوية الآن بالنسبة للقيادة وبالنسبة للشعب فيتمثل في تحسين معيشة الناس رغم الحصار القاسي والمجرم الذي يفرض على سوريا، كما أن من ضمن أولوياتنا أن نتمكن من ترميم وإعادة إعمار بلدنا ليعود لدوره الريادي وهذا ليس صعبا بالمناسبة لولا الحرب الاقتصادي التي تمارس علينا الآن إضافة إلى الحرب الإعلامية، وهي كلها إجراءات قصرية من جانب واحد ولا تستند إلى منظمة الأمم المتحدة ولكن الولايات المتحدة وأوروبا قرروا فرضها وفرضوها.. رغم ذلك فإن هناك بداية لانفراجات على المستوى العالمي والمنطقة، وأعتقد أن الغرب عرف أنه هزم ولا يريد الاعتراف بالهزيمة ولكن شيئا فشيئا ستحدث تلك العودة، والغرب الآن يغض الطرف عمنّ يتواصل مع سوريا حتى يتواصل الجميع.

بما أنك تتحدثين عن «العودة» ما مكان اللاجئين في مخططات الدولة وخططها المستقبلية، وأعني بذلك اللاجئين في المخيمات أو حتى اللاجئين في دول العالم؟

- عقدنا مؤتمرين للاجئين وحضرته روسيا ودول أخرى تحتضن اللاجئين، وقبل أن أصل مسقط بأيام كان هناك مؤتمر سوري روسي حول الأمر نفسه، ونح نبذل قصارى جهدنا في هذا الجانب ولكن بعض الدول التي تستضيف اللاجئين تمنعهم من العودة إلى سوريا ويصرحون بذلك علانية عندما يقولون إن الوقت لم يحن بعد! اللاجئون من كل سوريا ولو عادوا فإنهم سوف يعمروا قراهم، والسوري ذكي وعملي ولو عاد أن يبقى في الخراب وسوف يعمر البلد. الدولة تكرس كل طاقاتها من أجل استيعاب عودة اللاجئين.

المراقب للمشهد السوري يجد أن هناك تحولات عربية.. هناك مسيرات تحج إلى دمشق من دول كانت قبل سنوات تجاهر بالعمل ضد سوريا وضد «النظام» فيها؟ ماذا حدث؟

- الأمر يعود إلى صمود سوريا، هذا الصمود أقنع الجميع أن هذا البلد غير فابل للانكسار، ومستمر في سياسته وفي قراره المستقل؛ والحرب في جزء منها كانت لمصادرة القرار المستقل في سوريا ولكن كبرياء الدول التي كانت وراء الحرب لا يجعلها تعترف أن الذي ارتكبته هو جرم، وإن اعترفت فإنها تقود نفسها إلى محاكم دولية، وهي الآن تغض الطرف عن هذه الوفود التي تصل إلى دمشق حتى يأتي العرب جميعا وكذلك الأصدقاء ومن ثم تعود الأمور إلى طبيعتها وحينها يرفع كل شيء عن سوريا.

في هذا السياق يمكن أن نسأل عن عودة سوريا إلى جامعة الدولة العربية؟

- ليس المهم، فقط، أن تعود سوريا للجامعة العربية، ولكن المهم أو الأهم أن نجد صيغة مختلف للعمل العربي المشترك؛ لأن الجامعة العربية لم تنفذ القرارات التي اتخذتها طوال تاريخها، ولم يشعر المواطن العربي أنها تضيف له جديد، وبعد هذه التجربة العربية الصعبة ترجو سوريا أن تكون عامل تغيير لصالح العمل العربي المشترك، والتفكير الاستراتيجي لصالح مشروع عربي متكامل يستفيد منه كل العرب ويحققوا حضورا على الساحة العربية والدولية.

هل أفهم أن سوريا لن تكون حاضرة في القمة العربية المتوقعة مارس القادم؟

- لا ليس كذلك. إذا دعينا سنحضر ولكن مع الحضور لدينا خطط؛ لأن سوريا بعد كل هذا الصمود وهذه التجربة الكبيرة التي أجهضت المخطط الذي كان يراد به تدمير سوريا بالكامل لا بد أن يسمع صوتها حتى لا يقع ما وقع على أي بلد عربي آخر.

البعض يقول أن سوريا التي تقاتل من أجل استعادة سلطتها على أراضيها تخسر في الوقت نفسه جزءا من سيادتها في ظل الوجود الروسي والإيراني؟

غير صحيح، روسيا وإيران موجودتان بدعوة من الدولة السورية وهما حلفتان وصديقتان لسوريا وتتعاملان مع سوريا بكل مودة واحترام.. والعرب يخلطون في فهمهم للشرق والغرب، وهما مختلفان تماما، روسيا والصين وإيران لا تتدخلان في الشؤون الداخلية السورية، وهذه الدول تؤمن بالندية والعلاقات المتوازنة مع كل الدول.. وبكل تأكيد هي ليست أمريكا ولا أوروبا وليس بينها وبين الدول العربية تاريخ من الاستعمار.

هل أخذك العمل السياسي عما كنته.. كاتبة في الدراسات الأدبية والشعرية؟

- نعم أخذني بعيدا عن اختصاصي، حيث أنني متخصصة في الشعر الإنجليزي، وكنت أنشر أبحاثا محكمة في مجلات دولية ولكن استعضت بالكتابة في مجال اختصاصي بالكتابة السياسية فأصدرت كتابين عن الرئيس حافظ الأسد وعن الرواية النسائية واكتب زاوية عن الشأن العام.. وأنا لا أعيش بدون كتابة وقراءة، اكتب لأعيش لأنه القراءة والكتابة جزء من حياتي، أمّا ما هو نوع الكتابة والقراءة فقد تأقلمت، فلا يمكن ألا أن أفكر بهذه المواضيع التي أعيشها يوميا.

من وجهة نظرك لماذا لم تستطع النخب العربي أن تكون على قدر المسؤولية والمساهمة في نجاة أوطانها مما حدث خلال العقدين الماضيين في العالم العربي؟ سوريا على سبيل المثال لا الحصر؟

- هذا سؤال كبير ومهم جدا لأنني شخصيا أعتبر أن أساس مشكلة هذه الأمة هو غياب النخب العربية، وغيابهم عن إنتاج المعرفة.. السباق في العالم اليوم يكمن في مجال إنتاج المعرفة وليس أي شيء آخر. لماذا يصر الغرب على عودة العلاقات مع إيران؟ بكل بساطة لأنها تنتج معرفة، وإيران اليوم تأتي في الترتيب رقم 16 في إنتاج الأبحاث في العالم وجامعاتهم من أرقى الجامعات، بينما لا وجود للجامعات العربية في تصنيف الجمعات العالمي.

أهمل العرب لغتهم التي هي أجمل اللغات لأنهم لا يحرصون على تعليمها لأبنائهم الذين يدخلونهم في المدارس الدولية.. أيضا عدم توفير الظروف لمراكز أبحاث قوية، وعدم وجود تمويل لها كل هذا أضعف النخب العربية، حتى مركز دراسات الوحدة العربية الذي كان منارة في يوم من الأيام يعاني من الكثير من الصعوبات. ونحن نناشد الممولين العرب من أجل تمويل الجهد الثقافي باعتباره أول واجب عربي، فالثقافة والفكر هما العصب الأساسي للهوية العربية.

أعتذر.. ولكن البعض يمكن أن يجيب على هذا السؤال أو هذا الطرح بالقول أن النخب كانت تبحث أيضا عن واقع آخر غير ذلك الذي كانت تعيشه في العالم العربي.. واقع تصورت أن تجده في الثورات أو أن تكون تلك الثورات منقذا مشروعا؟

لم تكن ثورات عربية.

على الأقل تصور البعض أنها كذلك في بداياتها الأولى؟

- حتى في بداياتها الأولى كانت مخططة وممنهجة، ودور النخب أن تفكر استراتيجيا، وأن تواجه الاسراتيجية التي تستهدفنا باستراتيجية أخرى. ما حدث هو محاولة العدو تفكيك دولنا العربية من الداخل عبر شراء الذمم من أجل التفكيك، وما لم نعي هذا الموضوع ونكون متجذرين كصخر في أوطاننا وبلداننا لن نربح الرهان.

ما هي القوى الإقليمية الموجودة في المنطقة اليوم؟ لا توجد أي قوى عربية كلها قوى غربية، لا يشكل العرب قوة إقليمية بسبب تفككهم وعدم منهجيتهم في إنتاج المعرفة ووضع آليات العمل التي تؤهلهم أن ينافسوا الآخرين سواء في المنطقة أو العالم، لا حلّ لأي بلد عربي إلا من خلال الانضواء في مشاركة عربية تحقق للعرب حضورا إقليميا ودوليا.

هل تشكل في سوريا أدبا يجسد ما حدث خلال العقد الماضي؟

- لا يوجد من يشكل هذا الأدب ولكن هناك أعمال تصدر في سوريا والأعمال مستمرة.. اليوم ما زال جزء من أرضنا محتل وسوف نحرر هذه الأرض وهذه الفترة ستغذي المفكرين والباحثين لعدة سنوات.. لا يمكن أن تتصور قساوة ما حدث في سوريا وحجم الصمود والإخلاص الذي حدث للشعب السوري وكل هذا سيكون مادة لذلك الأدب، وهذه تجربة سيكون لها تفاصيل كبيرة لكتابة تاريخ هذه الفترة والمنطقة.