سعيد الفارسي يكشف ملامح التراث الثقافي البحري.. ويتوغل في أعماقه

"عُمان": أقامت قناة الفنر للعلم والمعرفة جلسة حوارية حول "ملامح من التراث الثقافي غير المادي البحري" وذلك يوم الأربعاء الماضي، حيث أدار الجلسة يونس النعماني، مستضيفا الباحث والمتخصص بالتراث البحري سعيد بن عبدالله الفارسي، ليكشف العديد من الجوانب المتعلقة بالتراث البحري في حديث شيق متخصص.

بدأت الجلسة بوضع النقاط الرئيسية على الحروف، حيث تحدث الفارسي عن الأهمية الجغرافية التي تتمتع بها السلطنة لاسيما ارتباطها وقربها من العديد من المسطحات المائية والتي نشأت على إثرها عدد من المناشط والأعمال البحرية التي ارتبطت بحياة العماني منذ القدم، ذكر الفارسي منها السفر والتنقلات البحرية سواء أكانت الداخلية منها أو الخارجية، إضافة إلى حرفة الغوص وصيد اللؤلؤ، وكل تلك الأنشطة أنتجت ثراء بالموروث الثقافي غير المادي (البحري).

وتطرق الفارسي في حديثه حول بداية ظهور التراث البحري حيث كان ذلك في ٢٠٠٣م بعد إقرار اليونسكو لاتفاقية صون وحفظ التراث، واستعرض الفارسي في حديثه تعريف التراث غير المادي حيث قال: "عرفت اليونسكو التراث الثقافي غير المادي على أنه الممارسات والعادات والتقاليد وأشكال التعبير (اللغات) والمعارف والمهارات وما يرتبط بها من الآلات والقطع والمصنوعات والأماكن الثقافية، والتي تعتبرها المجموعات والجماعات والأفراد جزء من تراثهم الثقافي"، ووضع الفارسي تعريفا مبسطا للتراث غير المادي بقوله: "هو تفاصيل حياة الإنسان اليومية بشكل مبسط".

وانتقل الباحث سعيد الفارسي بحديثه لمجالات التراث غير المادي "البحري"، والمتمثلة في: المعتقدات الشعبية، الصناعات التقليدية والحرف، الأساطير الخرافية، الحكاية الشعبية، قوانين وسنن البحر، الفنون الشعبية، الأمثال الشعبية، التداوي الشعبي.

وتوقف الفارسي حول المعتقدات الشعبية المرتبطة بالتراث البحري: كالمعتقدات المرتبطة بالنساء والأطفال (الجشاب، النفساء)، ومعتقدات أخرى مرتبطة بأدوات الصيد، وسلوك الصيد.

وفيما يخص الأساطير والخرافات قال الفارسي: "أبرز الأساطير هي أسطورة "بابا درياه" وهي مرتبطة بحرفة الغوص، وهذه كلمة فارسية كدلالة على وحش يهاجم سفن الغوص ويخطف أحد البحارة، لهذا كان البحارة يتناوبون ليلا لحراسة السفينة خوفا من هجوم (بابا درياه)، وأسورة "أبو شريع" هي اعتقاد أن أحد الجان يتشكل على هيئة سفينة ويظلل البحارة في البحر، وأسطورة أخرى أيضا تدعى (ابو البقر)".

واستعرض الفارسي أيضا في حديثه جانب الأمثال الشعبية والتي قسمها إلى أقسام مختلفة، أمثال مرتبطة بالطيور والأسماك والأصداف وقدم مثالا عليها: "اللوهة تصيد، والبنغور ياكل"، والأمثال المرتبطة بالأحوال المناخية، وذكر مثالا لها: "إذا هب البري اخطف شراعك"، وأمثال مرتبطة بأسماء الأشخاص، وأمثال مرتبطة بحرفة الغوص.

وسرد الفارسي بعض الحكايات الشعبية التراثية المرتبطة بالتراث البحري: كحكاية الثعبات واللؤلؤة، وحكاية سمكة البدحة، وحكاية الثعبات والبحار، وتحدث عن طرق التداوي والعلاج المرتبطة بالبحر، والفنون الشعبية المغناة التي يستخدمها البحارة عادة كنهمات سحب الشباك، ونهمات التجديف، ونهمات خطف الشراع وغيرها.

تجدر الإشارة إلى أن الفنر للعلم والمعرفة هي مؤسسة ثقافية عمانية تأسست عام ٢٠٢٠م، مهتمة بالجوانب الثقافية، وإقامة الفعاليات والمناشط عبر منصات التواصل الاجتماعي الخاصة بها، وعبر قناتها على اليوتيوب.