6532
6532
ثقافة

ديوان "همس الخواطر في بوح المشاعر".. توثيق الشعر الشعبي والفنون التراثية للأجيال القادمة

05 ديسمبر 2021
280 نصا شعريا لـ 14 شاعرا شعبيا ومساجلات شعرية واسعة
05 ديسمبر 2021

أضيف حديثا إلى رفوف المكتبة العمانية إصدار شعري جديد، تناول الجانب الشعبي العماني، إذ صدر عن مجموعة من الشعراء الشعبيين ديوان "همس الخواطر في بوح المشاعر"، اشتغل عليه 14 شاعرا، وهم الشاعر حمود بن علي الرواحي، والشاعر خميس بن جمعة المويتي، والشاعر محمد بن حميد الحارثي، والشاعر ربيع بن ملاح الهديفي، والشاعر خليفة بن سالم العلوي، والشاعر عبدالله بن محمد النعماني، والشاعر سيف بن علي الرحبي، والشاعر صالح بن راشد العلوي، والشاعر عبدالله بن عامر الغنيمي، والشاعر سيف بن سالم الرحبي، والشاعر مبارك بن سالم القاسمي، والشاعر أحمد بن حمود الحبسي، والشاعر صالح بن جمعة المشرفي، والشاعر أحمد بن خلفان الغسيني.

واحتوى الديوان على 15 فصلا، فلكل شاعر فصل متكامل ضم 20 قصيدة من القصائد الشعبية، إضافة إلى فصل أخير ضم المحاورات الشعبية المشتركة والسجالات، طبع الإصدار في 400 صفحة في مطبعة مزون، وضم الديوان مقدمة جاء فيها: ".. حمل ديوان اسم (همس الخواطر في بوح المشاعر)، والذي يأتي بعد أن تم إصدار الديوان الموسوم بـ ( الوافي في نظم القوافي) الأول ليلخص فكرة الذات الإنسانية، وهي تعبر عن مكنونها الداخلي باتجاه القضايا الوطنية وحب هذا الثراء، وهي تنتقل بين الأركان الأربعة للأرض العمانية الطيبة، في الحواضر والبوادي، تنسج قصة الإنسان ورحلته وكفاحه الأبدي من أجل العيش والعمل ليبقى دوما، بما يتركه من إرث خالد.... إن هؤلاء الشعراء المشاركين في هذا الديوان، يقدمون لنا عصارات الأذهان والوجدان... وتأتي هذه القصائد في الشعر الشعبي لتحمل التنوع في الخارطة العمانية من الشمال إلى الجنوب، حيث تطوف بكل الربوع لتلتقط لوحاتها من البحر والجبل والسهل والوديان، من تضاريس عمان بمختلف الأشكال والألوان، وروح الانسان..".

مادة سمعية

وتحدث لـ "عمان" الزميل الشاعر عبدالله بن محمد النعماني، أحد فريق إعداد الديوان والمشارك فيه بمجموعة من النصوص الشعرية: "جاءت فكرة اصدار الديوان المشترك من خلال مجموعة (واتس أب) تضم مجموعة من شعراء الشعر الشعبي، وكان أعضاء المجموعة يستعرضون تجاربهم الشعرية فيه، فجاءت فكرة إصدار الديوان المشترك، يشترك فيه 14 شاعرا، فكان الديوان عبارة عن 14 فصلا، كل فصل باسم شاعر من الشعراء، إضافة إلى فصل أخير يضم المساجلات الشعرية بين شعراء المجموعة".

وتابع النعماني: "تم تكوين فريق إعداد الديوان من المجموعة ذاتها، بهدف إعداد القصائد ومراجعتها وإبداء الملاحظات حولها، لتقديمها إلى دائرة المطبوعات والنشر بوزارة الإعلام، وجاءت الموافقة على إصدار الديوان المكون من 400 صفحة تقريبا، وتم طباعته في مطبعة مزون".

اختتم النعماني بقوله: "هناك نية لتحويل الفصل الأخير من الديوان، وهو فصل المساجلات، إلى مادة سمعية، كذلك هناك نية لطباعة جزء ثان من الديوان".

الفنون الشعبية

بدوره قال الشاعر خميس بن جمعة المويتي أحد أعضاء فريق إعداد الديوان والمشارك فيه: "الجميل في هذا الديوان أنه مشترك بين 14 شاعرا من مختلف محافظات السلطنة، وهي محافظات جنوب الباطنة، والداخلية، وشمال وجنوب الشرقية، ومسقط، وجميع الشعراء لهم باع طويل في المجال، والنصوص هي خليط بين الشعر الارتجالي، والايقاعي، والتعريب، والزفين، وغيرها".

وتابع المويتي: "لإصدار الديوان أهداف عديدة، من أهمها حفظ هذا الموروث عن الاندثار، وحفظه للأجيال القادمة، رأينا في مجموعة الواتس أب أن هناك إثراء حقيقيا وتحاور هادف ونصوص جيدة، وبالتالي الهاتف لا يؤمن والتقنية لا تُضمن، لذلك جاء فكرة الطباعة والتوثيق".

واسترسل المويتي بقوله: "الديوان يحتوي على نصوص لفنون شعبية من أهمها فن العازي، والرزحة بمختلف أنماطها، رزحة القصافي، و رزحة لال العود، ورزحة الناحية القصيرة، ورزحة الناحية الطويلة، وفن التغرود، والهمبل، والطارق، والونة، وفن المسبع، وفن الميدان، وفن التشحشح، وفن الحيلوه، وجميع هذه الفنون نماذج منها وردت في هذا الديوان".

ومما قاله الشاعر خميس المويتي: "الديوان بتمويل خاص من الشعراء أنفسهم، وحصل على موافقة الجهة المختصة وهي وزارة الإعلام وتم إصدار رقم إيداع دولي ومحلي، وبعد البحث رسينا على مطبعة مزون لطباعة الديوان، وقبل ذلك تم تشكيل فريق إعداد ومراجعة برئاستي وبعضوية كل من ربيع بن ملاح الهديفي، وحمود بن علي الرواحي، وعبدالله بن محمد النعماني، وأحمد بن خلفان الغسيني، ومبارك بن سالم القاسمي، وصالح بن جمعة المشرفي، وسيف بن علي الرحبي، وسيف بن سالم الرحبي، وكان هذا الفريق بمثابة مصفاة تراجع القصائد من ناحية الوزن والمفردات وإيقاع الكلمة واللحن الموسيقي، لأن هذه الفنون تعتمد على الإيقاع الموسيقي والوزن وإنساج الكلمة، وكما يقول الأولون (الكلمة إذا ما كانت منسجة تكون مثل العظم ما تدور)".

نماذج

احتوى الديوان على ما لا يقل عن 280 قصيدة، إضافة إلى المساجلات الشعرية والحوارات الفردية، ومما نذكره في هذه المادة، مساجلة شعرية بعنوان "محافظة مسندم:

خميس المويتي:

الحمد لله دائم نثني بالشكر

وسحايبك يا غيث تمضي ماطرة

تسقي ربوع السلطنة بر وبحر

م شمالها لجنوبها متباشرة

ربيع الهديفي:

نحمد ونشكر ربنا طول العمر

يلي بفضله سلطنتنا زاهرة

والخير قادم من مسندم ينهمر

وبيعم دولتنا العزيزة العامرة

عبدالله النعماني:

مسندم لها تاريخ دايم ينذكر

وسط الكتب تلقى الأسامي مسطّرة

متوشحة بالعز ملبوس الفخر

درة حصينة وبالمجد متفاخرة

مبارك القاسمي:

عينه على تراب الوطن في كل شبر

يفكر يخطط في يمينه وميسره

الله يوفق سيدي عالي القدر

وتبقى عمان العز دايم نيرة

صالح العلوي:

تمضي بمسيرة ثابتة بحكمة وفكر

كل منجز عين الحقيقة تحاضره

يبقى الفخر يلنا على طول الدهر

وحب الوطن وسط الحشى يا مكبره

حمود الرواحي:

من جود قائدنا النعائم كالمطر

فاضت علينا والمعالم شاهرة

وعمان تستاهل من القائد كثر

طول وعرض والخير فيها مكثره

عبدالله الغنيمي:

الشعر يحلو بالوطن لو مختصر

بحسن القيادة عمان دايم مخضرة

وكل مجتهد ينال حظه وينتصر

وهذي مسندم بمكرماته منورة

سيف بن سالم الرحبي:

حكمة وسياسة سيدي وبعد النظر

نحو التقدم والتراث نطوره

ومن فكر صائب تطوير مسندم أمر

أرض الأصالة ومكعام الجبابرة

خليفة العلوي:

بعد الأمر صغتوا المثل شعر ونثر

على المعاني بالصياغة الماهرة

هذا الفكر بعد النظر يقفى الأثر

سلطان فكره من فكر العباقرة

سيف بن علي الرحبي:

نهضة حديثة وعهد زاهر مستمر

ومكارم القائد علينا وافرة

ومسندم التاريخ مكعام الخطر

حاضر وماضي من سنين غابرة

صالح المشرفي:

يا مسندم التاريخ حاضرك ازدهر

السلطان هيثم صدر لك أوامره

واستعجبوا أهل البصارة بالخبر

من حكمته فلّت قفول معسره

خميس المويتي:

غيث المطر من وين ما ينزل يسر

ومكارم السلطان غيث مخيره

من فكرته أرض الوطن تنبت زهر

يا الله يا حافظ تحفظه وتنصره