حكاية الرياضة الفلسطينية قبل نكبة 48
ثمة إجماع في الوسط الرياضي الفلسطيني على أن الأبحاث والدراسات حول تاريخ الرياضة الفلسطينية سطحية ومستعجلة وتميل للعرض الصحفي لا للتوثيق والبحث الجاد، من منا يعرف اسم أول فريق رياضي لكرة القدم في فلسطين قبل نكبة48 ؟ من منا يعرف اسم أول مدري رياضي فلسطيني، وأول مشاركة رياضية فلسطينية دولية،؟ من منا يعرف أول ملعب رياضي فلسطيني بمواصفات عالمية،؟
في مناهجنا لا ُيذكر تاريخ الحركة الرياضية الفلسطينية، ويكبر الفلسطيني وهو لا يستطيع الرد على سؤال ابنه عن اسم أهم لاعب كرة قدم أو غير كرة القدم.
التقيت بالاستاذ ياسين نظمي الرازم، في شارع الملك سليمان بالقدس، أهداني نسخة من كتابه الصادر حديثا جدا عن دار الجنان للنشر والتوزيع في الأردن، جاء في 344 صفحة من القطع الكبير:( حكاية الرياضة الفلسطينية قبل نكبة 48). لستُ من هواة الرياضة، ولا أتذكر أني تابعت مباراة محلية أو عالمية، لكن الذي يهمني جدا، كفلسطيني يعيش في بلاد مهددة بالمحو، والطمس، هو فكرة التوثيق، وأن أعرف كل شيء عن حياة شعبي قبل 48، في المجالات كافة السياسية والاجتماعية والاقتصادية والتعليمية. دفاعا عن تاريخي وهويتي وأمكنتي.
هذا الكتاب المهم ليس فقط للرياضيين، على كل فلسطيني أن يقرأه، على كل طالب في فلسطين أن يدرسه، سواء عبر منهاج علني او خفي او عبر مبادرة للمعلم، هو لكل فلسطيني محب لبلاده ومنتمي لفكرة استقلاليتها وحريتها وعودة لاجئيها.
قدم الكتاب الأستاذ عيز العصا الذي كتب:( يمكن القول أن هذا الكتاب قد تميز بشموله لكثير من الاحداث السياسية البغيضة التي تشكل ذات الصبغة التآمرية القائمة على الخداع، والتي تشكل في استراتيجية بريطانيا في استعمارها فلسطين، فقد تتبع الباحث جميع ما أمكنه الوصول اليه من ممارسات توارت خلف المظاهر الرياضية وأورد كثيرا من الأمثلة على ما هو موصوف وعلى المستويات كافة، ويضيف الأستاذ عزيز: هكذا نجد أنفسنا أمام عملية توثيق دقيقة، الى حد ما، للحالة الرياضية الفلسطينية، التي تؤكد على قوة الشعب الفلسطيني وحيويته، وقدرته على الفعل في مواجهة استعمار بريطانيا، العظمى للأرض والثروات، وما تمتلك من قوة عسكرية مفرطة).
يكتب مؤلف الكتاب في مقدمته،:( أن أحد الأصدقاء استغرب حين علم أني أعكف على كتابة كتاب عن تاريخ الحركة الرياضية، الفلسطينية منذ مطلع القرن الماضي: 1900 وحتى نكبة فلسطين. وجاء استغرابه على هيئة سؤال: هل كان هناك حقا رياضة فلسطينية في تلك الأيام؟.
عن منهجية البحث يكتب المؤلف: (تم اتباع منهجية خاصة في البحث وذلك بالاعتماد عما توفر بين يديّ ووقع تحت بصري من كتب ومؤلفات وأخذت ما حاز على اجماع الباحثين والكتاب الذين عاشوا تلك الفترة). قسّم المؤلف الكتاب الى فصول: الرياضة في أواخر العصر العثماني، والرياضة البريطانية وعلاقاتها مع الرياضيين العرب واليهود ومرحلة تأسيس الندية الرياضية في فلسطين، والألعاب الرياضية في فلسطين، وحركة رياضية عربية فلسطينية مزدهرة قبل نكبة العام 1948 و حكاية الصراع الرياضي الصهيوني الفلسطيني، والعلاقات الرياضية العربية مع الحركة الرياضية الصهيونية والصحافة الرياضية الفلسطينية.
هذا الكتاب يسد فراغا كبيرا في توثيق الحركة الرياضية الفلسطينية، ويساهم في ترسيخ الهوية الفلسطينية والوجود الفلسطيني . شكرا أستاذ ياسين.
المؤلف في سطور
ياسين نظمي عبد الجليل الرازم مواليد عمان الاردن 25/7/1963 درست في مدارس راس العامود والقدس وخريج الكلية الابراهيمية تخصص ادارة أعمال وعملت موظف في وزارة الشباب والرياضة / المجلس الأعلى للشباب والرياضة لمدة 25 عام / مؤسس نادي الأنصار المقدسي عام 1990ورئيس النادي وعضو اداري لفترات متعاقبة / عضو رابطة أندية القدس / امين صندوق اتحاد الاعلام الرياضي الفلسطيني سابقا/ امين سر الاتحاد الفلسطيني لكرة الطاولة سابقا/ اصدرت العديد من المجلات الرياضية لرابطة اندية القدس / كتابي الأول صدر عام 2023 حمل اسم ( قطوف من تاريخ الرازم في القدس والخليل منذ العهد العثماني .
