"حس الأرض" يفوز بجائزة تواصل للأفلام القصيرة للشباب 2025
فاز فيلم "حس الأرض" للمخرجة ملاك الغافرية بالمركز الأول في مسابقة جائزة تواصل للأفلام القصيرة في دورتها الثالثة 2025، فيما حصل فيلم "ورود محرمة" للمخرجة دليلة الدرعية على المركز الثاني، وذهب المركز الثالث لفيلم "الساعة 25" للمخرج محمود الرواحي، وحصل فيلم "حوار مع الماضي" لريان الشريقية على المركز الرابع، أما المركز الخامس فكان من نصيب فيلم "رنة" لماجد النبهاني.
وكُرم الفائزون في حفل أقامته وزارة الثقافة والرياضة والشباب ممثلة بالمديرية العامة للشباب رعاه سعادة باسل بن أحمد الرواس وكيل وزارة الثقافة والرياضة والشباب للرياضة والشباب بقاعة IMAX بڤوكس سينما بمول عمان.
تفوق على الدورتين السابقتين
وألقى الكاتب والسينمائي د.عبدالله حبيب رئيس اللجنة كلمة لجنة التحكيم المكونة من لورا السيابي ومزنة المسافر وقيصر الهنائي، وأشار حبيب في كلمته إلى أن عدد الأفلام المتقدمة للدورة الثالثة من المسابقة بلغ ستة وأربعين فيلما، فيما كان قد بلغ خمسة وعشرين فيلماً في عام 2024، أي بزيادة مقدارها واحد وعشرون فيلماً عن الدورة السابقة، مشيرا إلى أنه لم يستبعد من تلك الأفلام في مرحلة الفرز الأولي سوى فيلم واحد فقط وذلك لإخفاقه في تحقيق أحد الشروط الرئيسة للمسابقة.
وأضاف: "نقول بسعادة بالغة إننا، على الصعيد الجمالي والتقني، شهدنا لأول مرة في السينما العُمانية توظيفاً احترافياً لتقنية الانتقال المونتاجي عبر التدوير الخاطف" (whip pan) في أحد الأفلام المتنافسة، وإن ثيمات، وموضوعات وأفكار، واهتمامات الأفلام المقدمة لهذه الدورة تفوق الدورتين السابقتين معاً في التنوع، والخصوبة، والتعدد، والثراء، بحيث إن السينما العُمانية قد تطرقت للمرة الأولى لموضوعات كانت تقع في دائرة "التابو"، والمسكوت عنه، وعدم التعرض لإشكالات وهموم يعلم الجميع بوجودها، ولكن لا يتحدث عنها أحد، وذلك من قبيل التحرش الجنسي بالأطفال، بل والاعتداء عليهم بذلك المعنى المقيت والشنيع، والإتجار بالبشر، والاغتراب الوجودي عن الذات والمحيط في عصرنا الذي يوصف بأنه عصر القلق والأزمات النفسية بامتياز، والغوص في مظلوميات المرأة وتهميش سرديتها". وتابع: "المبهج في الأمر أن معالجة مثل تلك الموضوعات قد تم بالطريقة التي اتفقنا عليها منذ البداية، ألا وهي أنه لا بد من الحرية في التعبير الفني، بما في ذلك الإبداع السينمائي، ولكن في الوقت نفسه، من حيث إن الحرية هي الشعور الإنساني الأعلى، والترجمة الأعظم والأرقى للشعور بالمسؤولية".
شهادات التنويه الخاص
ولفت حبيب إلى أنه وبسبب وجود أكثر من خمسة أعمال جديرة بالتكريم والإشادة، فقد استحدث في هذه الدورة منح "شهادات تنويه خاص"، لمن يستحقها، مستلهمين في ذلك التقليد المعروف في المهرجانات السينمائية المحلية والإقليمية، والقارية، وعَبْرَ القارية، والدولية. وقال حبيب : "شهادة التنويه الخاص" تعني اعتراف اللجنة بالموهبة السينمائية الأصيلة التي يحوزها من حصل عليها، مع الحاجة إلى صقل موهبته وتطويرها، والمراهنة الإيجابية للجنة على مستقبل تلك الموهبة".
واختارت لجنة تحكيم المسابقة فيلم "الرجال الأقوياء" لأحمد الشقصي، وفيلم "بوتيك" لوسن خالد، وفيلم "همم" لبشرى خليفة، وفيلم "حكاية ظل" لهدى المحروقية، لتكريمها بشهادات التنويه من لجنة التحكيم.
الأفلام الفائزة
وأعاد الفيلم الفائز بالمركز الأول "حس الأرض" تصور "القفر"، وهي حرفة ومهنة عُمانية قديمة، في إطار سرد وجودي غني بالرمزية والحوار الثقافي. يعكس الفيلم عمق التراث العُماني من خلال رموز ودلالات ثقافية تعبّر عن العلاقة بين الإنسان والأرض والهُوية.
وتميز العمل أنه تم إنجازه بميزانية صفرية، وتعاون وتطوع كامل من الممثلين.
أما فيلم "ورود محرمة" الفائز بالمركز الثاني، تدور أحداثه في بلدة زراعية في التسعينيات حول أختين، زوينة وخديجة، اللتين تعانيان من سمعة سيئة ورثتها عن أهلهما بعد حادثة مقتل أمها على يد أبيها. تتزوج خديجة وترزق بابنة اسمها مريم، لكن زوجها يهجرها خوفًا من العار. تعاني الأختان من نظرات المجتمع القاسية واتهامات نساء الحارة لهن بالخطأ، فتقرران الهجرة من البلد بعد أن ضاق بهما الحال. أما فيلم "الساعة 25"، فيحكي عن شاب وجد شيئا غامضا قلب موازين حياته، وساعة أضافت سراً آخر لعالمه.
ويصادف البطل في فيلم المركز الرابع "حوار مع الماضي" قرصا صلبا يعود به إلى الماضي في حوار مع ذاته الصغيرة، ليستذكر ويكتشف من خلالها الكثير عن واقع ذاته الحالية. وسلط فيلم "رنة" صاحب المركز الخامس الضوء على العلاقة متوترة بين الأم والابن، بين الإهمال والمحاولة، فتعاتب الأم ولدها على كل ما فات، حتى ترن رنة.
وكانت الوزارة قد حددت شروط المشاركة في الجائزة، والتي تشمل قبول جميع أنواع الأفلام القصيرة (الروائية، والوثائقية، وأفلام الرسوم المتحركة ثلاثية الأبعاد، والأفلام الرقمية)،على أن تكون المشاركة مخصصة للعُمانيين، مع إمكانية الاستعانة بغير العُمانيين في التمثيل، إذا تطلبت الفكرة الإخراجية ذلك، بحيث لا تقل مدة الفيلم عن (دقيقة واحدة)، ولا تزيد عن ( 45 دقيقة).
