ثقافة

باليه بحيرة البجع.. استعراض بهلواني برفقة «سيان الأكروباتية الصينية»

19 أبريل 2024
العرض الثاني اليوم على خشبة دار الأوبرا السلطانية
19 أبريل 2024

«عمان»: تستضيف دار الأوبرا السلطانية على مدى يومين غير متتاليين -أمس الخميس، واليوم السبت- باليه بحيرة البجع، من تقديم فرقة «سيان الأكروباتية الصينية»، وتميز العرض الفني الساحر ذو الحكاية التقليدية باستعراض فنون رقص الباليه بين أبطال العرض وبين المجاميع، وتنوعت تلك الفنون بين الأداء الراقص الجماعي والألعاب البهلوانية، كما يمكن وصف الأداء بالرياضي الاستعراضي في عدد من فقراته، مثل القفز على جذوع الأشجار المرنة لمسافات طويلة اعتلى فيها المؤدون ارتفاع مسرح دار الأوبرا بحركات رشيقة وخفيفة وصعبة في آن واحد، وكانت كل الفنون المعروضة تنم عن تدريب طويل ربما لازم أعضاء الفريق منذ الصغر.

أما الحكاية التي تم استعراضها بصمت الفنانين، واتضحت ملامحها من خلال القصة التي تم استعراضها كتابيا باللغتين العربية والإنجليزية في شاشات المقاعد، فقد دارت في أيام الزمان السحيقة، حيث كانت الغابات تعج بالأسرار والسحر، وكانت هناك بحيرة تُعد ممرًا إلى عوالم الخيال والحكايات في غابةٍ بعيدة عن عيون البشر، كانت تتجول فيها أميرة جميلة باهرة الجمال، كانت تتمتع بأنوثة تسر القلوب وجمال يأسر الأبصار، وكانت روحها شجاعةً لا تلين، وفي يومٍ من الأيام، وأثناء تجولها اليومي بجوار بحيرة السحر، انقضى عليها ملك الصقور السوداء، كائن ذو قوة خارقة وشرٍّ مُظلم، وبالرغم من شجاعتها وإرادتها الحديدية، لم تتمكن الأميرة باهرة الجمال من مقاومة هجومه القوي، وبدت قوته السحرية لا تقهر، فتحولت الأميرة الجميلة إلى بجعة بيضاء اللون، وسرعان ما أطلقت عنان الصيحات الحزينة، ولم يمض وقتٌ طويل حتى وصل صدى هذه الفاجعة إلى أذن أمير مغوار يعيش في مدينة بعيدة جدا، كان قلبه يخفق بقوة عندما علم بما حدث للأميرة التي أحبها من خلال وصفها وحكايتها، ولم يتردد لحظةً واحدة في الانطلاق نحو مصيرٍ مجهول، ولكنه مليء بالأمل، وقطع الأمير المسافات البعيدة، محاولًا تخطي كل الصعاب، ومحمِّلا على عاتقه مسؤولية إنقاذ الأميرة من هذا اللعنة الشريرة، تحت أشعة الشمس المشرقة وفوق تلال الجبال الشاهقة، وبين غاباتٍ مظلمةٍ ونهرٍ هادر، سار الأمير بكل ثقةٍ وإيمان، ووصل الأمير أخيرًا إلى مكان الواقعة، حيث كانت تفتقد الأمل وتغلف الحزن، دخل في نزالٍ مروعٍ مع ملك الصقور السوداء، فصرخت السماء وتصارعت الرياح، وتلاحمت القلوب وتصارعت الأرواح، وبعد معركةٍ شرسةٍ دامت ساعات، استطاع الأمير هزيمة الشرير وكسر التعويذة، وبعد ذلك حمل الأميرة الجميلة البجعة البيضاء في ذراعيه، والفرح يغمر قلبه، واستعادت أحضان الحب وسط الجمال الطبيعي للبحيرة، ومع كل لحظةٍ تمر، يشعران بالسعادة والرضا، وهكذا، عاش الأمير والأميرة سويًا حياةً جديدة مليئة بالحب والأمل والسلام، ولم تملأهما إلا أصداء الضحكات ورقصات البجع.

وسارت تلك الأحداث بفقرات ومشاهد وفصول، تخللتها مواقف تضمنت العديد من العروض البهلوانية ورقص الباليه والفنون الرياضية الأدائية، في إشارة إلى عبور الأمصار والدخول في بلدان مختلفة الثقافات يتضح ذلك من خلال الأزياء وأداء الممثلين والديكور الذي تحول تارة إلى بحيرة، ثم إلى بلد الفراعنة ومحطات كثيرة آخرها وصول الأمير إلى البحيرة المسحورة «بحيرة البجع».

كل ذلك كان بمصاحبة موسيقى «بحيرة البجع» التي تعد واحدة من روائع الموسيقي الرومانتيكي الروسي تشايكوفسكي، والتي ألفها في الفترة من عام 1875-1876، والتي تم عرضها تسجيليا، فقد كان تركيز العمل على الاستعراض الرهيب الذي حبس أنفاس الجمهور من خطورة بعضها.

وبالحديث عن «سيان الأكروباتية الصينية»، فكما جاء في كُتيِّب العرض، فإنها فرقة صينية تأسست حديثا في عام ٢٠١٩م، وتتكون من لاعبين أكروباتيين بارزين من فرقة جواندونج الأكروباتية وفرقة العلم الأكروباتية في تشنجداو. أدت الفرقة مجموعةً من الأعمال الدرامية الأكروباتية الممتازة والكلاسيكية التي فازت بعدة جوائز. ومن ضمن هذه الجوائز جائزة أفضل فرقة أكروبات في العالم، وجائزة مسابقة المهرج الذهبي لمسابقة مونت كارلو الدولية للألعاب الأكروباتية، وجائزة رئيس الجمهورية الفرنسية. كما قدمت الفرقة عروضها لقادة الصين وقادة الدول الأخرى، وقد أعادت الفرقة إنتاج العرض الأكروباتي الصيني الرائع «بحيرة البجع» منذ بداياتها الأولى، وأنتجت أعمالا درامية أكروباتية مثل «حلم تشانجان» و«الفريق رقم ثلاثة».