ثقافة

المجلس الأدبي يحتفي بالموروث العُماني في ولاية الكامل والوافي

28 سبتمبر 2025
28 سبتمبر 2025

اختتمت بولاية الكامل والوافي فعاليات الملتقى السادس عشر للمجلس الأدبي للشعر والموروث الشعبي، الذي تنظمه إدارة وشعراء المجلس في استراحة المُزُن بمحافظة جنوب الشرقية، بمشاركة واسعة من الشعراء والمهتمين بالموروث الشعبي، وسط حضور متوقع من محبي الفنون العُمانية الأصيلة.

حيث تضمن برنامج الملتقى مجموعة من الفعاليات التي تجسد الموروث العُماني وثراءه، حيث اختتم اليوم الأخير من البرنامج بمحاضرة تعريفية قدمها الباحث العماني ربيع عنبر حول الفنون التي صاحبت السفن في رحلاتها.

وأشار ربيع ملاح الهديفي، نائب رئيس المجلس الأدبي للشعر والموروث الشعبي إلى أن ربيع بن عنبر أبدع في سرده للتفاصيل وعرضه لتاريخ البحر والسفر والمشاق التي تكبدها العمانيون الأوائل في رحلاتهم البحرية، فقد تناولت المحاضرة تفاصيل سفر العمانيين من ولاية صور إلى زنجبار وعدد من الدول الإفريقية، وكذلك إلى الهند وإيران والبصرة، مبينا أن تلك الرحلات ارتبطت بالتجارة، حيث كان البحارة ينقلون التمور العمانية والمنتجات المحلية ويعودون محملين بالبهارات والمواد الغذائية والملابس، كما أوضح أن العمانيين استوردوا من زنجبار حطب الكُندل والبهارات، وكانت تباع في موانئ الخليج ثم تُنقل إلى الأسواق العمانية.

و سلطت المحاضرة الضوء على الصعوبات التي واجهها البحارة في تلك الرحلات، من أعطال تصيب السفن إلى الرياح الموسمية التي كانت تتحكم بمواقيت الإبحار، إضافة إلى الحوادث التي أودت بحياة مئات الركاب، حيث ذكر مثالًا لسفينة غرقت وعلى متنها 141 شخصا بينهم 41 امرأة.

كما تضمنت المحاضرة شرحًا تفصيليًا لأسماء السفن وأجزائها، وأسماء الأشرعة، والأساليب التقليدية التي كان البحارة يستخدمونها في صيانة السفن، مثل دهنها بزيوت مستخرجة من كباد وشحوم الأسماك، وهي مادة ذات رائحة قوية لكنها فعالة في حماية السفن من تسرب المياه.

كما تطرق الباحث الى الفنون البحرية والأهازيج التي تغنى بها البحارة في رحلاتهم البحرية وهم يجوبون البحر شرقا وغربا وأكد الهديفي، أن مثل هذه المحاضرات تثري الملتقيات وتفتح المجال أمام الأجيال الجديدة لفهم عمق التجربة العُمانية في البحر وما تحمله من إرث تاريخي وحضاري كبير.

كما شهد الملتقى أداء مجموعة من الفنون الشعبية العمانية مثل الرزحة ، والعازي، ورزحة النائحة القصيرة بحضور أهالي الولاية وضيوفها القادمين من مختلف محافظات سلطنة عمان مسيرة.

واختتمت الفعاليات بجلسة شعرية تحت رعاية حمد بن وني الهاشمي عضو المجلس البلدي بولاية الكامل والوافي، ضمت الجلسة ما يقارب ١٤ شاعرا تنوعت أشعارهم بين الوطنية والاجتماعية والعاطفية، التي كتبت بأشكال مختلفة وفنون مختلفة كالرزحة والعازي والطارق، والونة، التغرود ،الميدان والمسبع وغيرها من أشعار الفنون الأخرى التي تشتهر بها سلطنة عمان، وأدار الجلسة الشاعر أحمد بن خلفان الغسيني

وأكد خميس بن جمعة المويتي، رئيس المجلس الأدبي للشعر والموروث الشعبي، أن المجلس منذ تأسيسه وضع أهدافا واضحة تتمثل في جمع الموروثات العمانية ودمج الثقافات المختلفة، مع التركيز على استهداف النشء وتعريفهم بمفردات الفنون الشعبية، موضحا أن سلطنة عمان تتميز بتعدد البيئات والعادات والتقاليد، ما ينعكس على تنوع الفنون العمانية.

وأشار إلى أن المجلس نظم عدة ملتقيات في ولايات مختلفة، وصولاً إلى النسخة السادسة عشرة التي استضافتها ولاية الكامل والوافي، وتميزت بتكاتف المجتمع وحفاوة الاستقبال، حيث شهدت إقبالا واسعا ومشاركة شعراء وكتاب من ولايات ومحافظات متعددة.