الصحراء في الذاكرة العُمانية تكشف مخبوءاتها
تغطية ـ فيصل بن سعيد العلوي تصوير ـ خليفة الحراصي
أختتم النادي الثقافي فعاليات ملتقى "سيرة الصحراء في عمان" الذي انطلق الأحد واستمرت فعالياته حتى أمس ، جامعا بين البحوث العلمية والعروض الفنية والأنشطة الحرفية التي استلهمت الصحراء العمانية كفضاء ثقافي وحضاري، فيما يواصل المعرض التشكيلي "أوهاد" أعماله حتى الثاني من أكتوبر المقبل.
وتوزعت فعاليات الملتقى على باقة من الأنشطة، إذ افتتح بمعرض "سف وغزل" للمنتجات الحرفية المستوحاة من الصحراء العمانية، تلاه تنظيم حلقة عمل بعنوان "البلاطات الخزفية – رسائل من طين" قدّمها الفنان أحمد الشبيبي، إلى جانب حلقة عمل "صناعة النسيج اليدوي" التي قدمتها أنوار الشبلية، وحلقة عمل أخرى بعنوان "ألوان الصحراء" قدمها الفنان عبدالمجيد كاروه.
كما شهد الملتقى عرض فيلمين وثائقيين، الأول بعنوان "دانة وأنا ... رحلتنا إلى الماعز" للمخرجة مزنة المسافر، والثاني فيلم "بنت الرمل" للمخرج صلاح الحضرمي، إلى جانب جلستين حواريتين الأولى بعنوان "من شظايا النيازك إلى قوافل اللبان.. توثيق الصحراء العُمانية" التي سلّطت الضوء على الوثائق والاكتشافات الأثرية وشواهد النيازك، والثانية بعنوان "الأسطورة والرحلة... قراءات في الصحراء العمانية بوصفها نصًا ثقافيًا" التي تناولت حضور الصحراء في المخيال الأدبي والشعري.
الأسطورة والرحلة
وفي الجلسة الحوارية التي أقيمت أمس وأدارها الكاتبة فاطمة إحسان بعنوان "الأسطورة والرحلة... قراءات في الصحراء العمانية بوصفها نصا ثقافيا"، شارك فيها عدد من الكتّاب والباحثين، وقدمت خلالها ثلاث أوراق رئيسية تنوعت بين الشعر والأدب وخطابات الرحالة الغربيين، وقبيل انطلاق الجلسة عُرض فيلم "بنت الرمل" للمخرج صلاح الحضرمي.
وفي مداخلته التي حملت عنوان "شعر الصحراء المغنّى في عمان"، أشار الكاتب سماء عيسى إلى أن الدراسات المبكرة أسهمت في توثيق التراث الحكائي والأسطوري في الصحراء العمانية، لعل أبرزها ما قام به الرحالة البريطاني برترام توماس في كتابه "العربية السعيدة" في ثلاثينيات القرن الماضي، حين قطع الصحراء من جنوب عمان إلى شمالها، مسجّلا حكايات عن بني هلال وبطولات أبي زيد الهلالي وذياب بن غانم. وأضاف أن البدو كانوا يحفظون تلك المواويل والأساطير، وقد دوّن توماس بعضها نقلا عن الرواة في منطقة الشنة.
وتوقف سماء عيسى عند تجربة البروفيسور تي. جونستون الذي وثّق أكثر من 120 حكاية شعبية من ظفار، وقدمها في محاضرة بجامعة أكسفورد عام 1980، ثم طُبعت لاحقا في كتاب حمل عنوان "حكايات فولكلورية من ظفار". واعتبر عيسى أن هذا العمل الرائد كشف عن قيم أساسية مثل التضحية والشجاعة ووفاء الجِمال لأصحابها، إضافة إلى حضور صورة المرأة في الحكايات بين الإخلاص والخيانة، إلى جانب عالم السحرة والجان كجزء من المخيال الشعبي.
كما تناول أعمال الباحثة ميرندا موريس التي أقامت بين البطاحرة في الفترة (1976-1980) وسجلت نصوصا شعرية وغنائية باللغة البطحرية، قبل أن تُترجم إلى الإنجليزية، مبينا أن هذه النصوص أسهمت في إزاحة الستار عن موروث مجهول ظل طويلا بعيدا عن التوثيق.
وانتقل سماء عيسى بعد ذلك إلى تفصيل الثيمات الشعرية في الصحراء العمانية، مبينا أنها امتداد صريح لثيمات الشعر الجاهلي. فالحياة القاسية في الصحراء ولّدت شعرا يفيض بالألم والحنين إلى الحبيب الراحل، والارتباط العاطفي بالناقة والخيل، والإحساس العدمي بقرب زوال الحياة. وأوضح أن هذا الشعر يُكتب غالبا باللهجة البدوية التي تعد فرعا أصيلا من الفصاحة العربية القديمة.
وضرب الباحث أمثلة من الفنون الشفهية العمانية التي جسدت هذه التجربة، ورافق الشاعر ناصر الجابري هذه المداخلة بأداء نماذج من شعر الصحراء المغنّى في سلطنة عمان، مستعيدا روح البادية وأصداء الفنون المرتبطة بها.
وأشار سماء عيسى إلى أن طبيعة حياة البدو القائمة على الترحال المستمر جعلت من الرحلة ثيمة متكررة في أشعارهم، حيث تتلازم مع مشاعر الفقد والموت والعطش والجوع أو حتى اعتداءات القبائل. واستشهد بنصوص من فن الرزحة تعبّر عن ذلك الشعور الجمعي المأساوي، كما توقف عند بُعد فلسفي أعمق في بعض القصائد التي تقارب العدمية، إذ يقارن الشاعر بين بؤس حياته وحياة الطير المحلّق، مؤكدا أن المصير إلى الفناء لا محالة، واعتبر أن هذه الثيمات توضح أن الشعر المغنّى في الصحراء العمانية لم يكن مجرد غناء للترفيه، بل هو صوت ثقافي يحمل معاناة الإنسان الصحراوي ويعكس فلسفته في مواجهة الزمن وقسوته، تماما كما فعل شعراء الجاهلية.
وختم سماء عيسى ورقته بالإشارة إلى أن الفنون مثل الرزحة والتغرود والونة والطارق لا يمكن فصلها عن هذا الإرث الشعري، فهي ليست فقط فنونا أدائية، بل وثائق حيّة لمخيال الصحراء العمانية، وحاضنة لأساطيرها ووجدان أبنائها عبر العصور.
الربع الخالي في الخطاب الغربي
من جانبها ألقت الكاتبة أزهار أحمد ورقة الباحث الدكتور هلال الحجري بعنوان "صورة الربع الخالي في الخطاب الغربي"، واستهلت الورقة بالإشارة إلى أن الربع الخالي أسَرَ منذ وقت مبكر خيال المستكشفين الإنجليز والرحالة الأوروبيين، الذين صاغوا صورته باعتباره عقوبة جغرافية ورمزا للنفي والصمت والمنفى الداخلي. وقد حضرت هذه الصورة في الروايات الشعرية والنثرية على السواء، لتتطور لاحقا من فضاء مجهول لا يخترق إلى رمز للتحدي والتأمل.
ورصدت الورقة صورة الصحراء في الكتابات الكلاسيكية لرحالة مثل بيرترام توماس، الذي قطع الربع الخالي عام 1931م من صلالة حتى قطر، ووصف نفسه في كتابه "العربية السعيدة" بالمخترق الأوحد لهذه البقعة المجهولة، مؤطرا رحلته في إطار البطولة الفردية والإنقاذ الإمبراطوري لبريطانيا. وأشارت إلى أن هذا الخطاب لم يكن معزولا عن المزاج الاستعماري الذي نظر إلى الصحراء كـ "أرض عذراء" قابلة للامتلاك، وهو ما يتضح من استعارة توماس للأنوثة في توصيفه لهذه المساحات.
كما استعرضت الورقة إسهامات الرحالة جون فيليبي وويلفرد تيسيجر، الذي خاض رحلتين عبر الربع الخالي بين عامي 1946 و1948، وصاغ في كتابه "الرمال العربية" تجربة وجودية جعلت من الصحراء مرآة للتحول الداخلي، حيث تتجلى الوحدة والصمود ومواجهة الخوف والبحث عن المعنى. وأشارت إلى أن تيسيجر، على عكس بعض المستكشفين الآخرين، قدّم رؤية أكثر رومانسية منصفة للبدو وثقافتهم، إذ وصفهم بالشجاعة والكرم والصبر.
وتوقفت الورقة عند صورة الربع الخالي في الشعر الإنجليزي، كما في قصائد ألان سيليتو وجيري مورفي وفرجس ألين وجين ديركوت وجون كينيدي، حيث جرى تصوير الصحراء بصفتها فضاء غامضا وخالدا، يتراوح بين الرومانسية الاستشراقية والمجازات التي ترى فيها مشهدا بدائيا نقيا، أو فضاء مهددا بالتيه والخطر. وأوضحت أن هذه الصور تكشف عن اختلاط الغرابة بالرهبة، وعن إسقاطات الغرب على الصحراء باعتبارها لوحة فارغة لمخاوفه ورغباته.
كما تناولت الورقة تطور صورة الصحراء في الأدب الغربي الحديث، حيث لم تعد الربع الخالي مجرد ساحة مغامرة أو رمز للبدائية، بل أصبحت ملاذا لأرواح أنهكتها الحروب والمدنية الحديثة. ففي بعض النصوص المعاصرة تحولت الصحراء إلى مشهد داخلي يوازي التجربة الإنسانية في صراعها مع العزلة والفراغ.
واستشهدت الورقة برواية ديفيد روبينز "الربع الخالي" التي أبرزت تناقضات النظرة الغربية، فهي من جهة لا تنفصل عن الإرث الاستشرافي الذي يصور العرب باعتبارهم متخلفين يحتاجون إلى الخلاص، ومن جهة أخرى تحاول أن تمنح الصحراء قيمة داخلية بوصفها فضاء لتجليات الذات والصراع مع الفراغ. وأكدت أن مثل هذه الروايات تكشف صعوبة تخلّص الأدب الغربي من بقايا الخطاب الاستعماري، حتى وهو يسعى إلى نقده.
ولفتت الورقة إلى أن مجمل النصوص الغربية ـ سواء الرحلات أو الأعمال الأدبية ـ قدّمت الربع الخالي كرمز للفراغ الكلي، والحافة الأخيرة للعالم المعمور، وميدان اختبار للإنسان الغربي في مواجهة الطبيعة القاسية، وهو ما جعل الصحراء مجالا لإسقاط التحولات الفكرية الغربية، من النزعة الرومانسية التي مجّدت الغموض والبطولة، إلى الخطابات الاستعمارية التي جعلت منها موضوعا للهيمنة والسيطرة.
واختتمت ورقة الدكتور هلال الحجري بالتأكيد على أن صورة الربع الخالي في الخطاب الغربي تعكس أكثر مما تعكسه عن الصحراء نفسها، إذ تكشف عن رؤية الغرب للعالم، وعن بنيته الثقافية في التعامل مع "الآخر" الشرقي، محوّلة المكان من واقع جغرافي إلى نص ثقافي متعدد الدلالات والأسقاطات.
الصحراء شعرا ونثرا
كما قدّم الكاتب والروائي محمد الشحري ورقة بعنوان "الصحراء في الأدب العماني شعرا ونثرا"، استعرض فيها حضور الصحراء في المدونة الشعرية العمانية والسرديات الأدبية الحديثة، بوصفها فضاء ثقافيا ووجوديا عميق الدلالة، يختزن رموز الحرية والانتماء، ويعكس في الوقت ذاته قسوة الحياة ومخزونها من الأساطير والرموز الميثولوجية، واستهل "الشحري" ورقته بالإشارة إلى أن موضوع الصحراء بما يحمله من رمزية وغنى ثقافي يستحق أن يكون محورا لأطروحة أكاديمية، نظرا لتعدد أبعاده في الشعر العماني الفصيح والنثري. واعتبر أن تاريخ عمان، كما يصفه الدكتور محمود السليمي، هو تاريخ شعرها، وهو ما جعل الشعر ـ لا سيما الشعر الفصيح ـ الحاضن الأبرز لتجربة الصحراء في الأدب، وأوضح أن الصحراء حضرت في الشعر العربي منذ البدايات بوصفها الأكثر التصاقا بالوجدان مقارنة بالأجناس الأدبية الأخرى، فهي فضاء الحرية والانطلاق، على الرغم من قسوتها وهلاكها.
وتوقف "الشحري" عند جدل المصطلح بين "أدب الصحراء" و"كتابة الصحراء"، مشيرا إلى رأي الباحث التونسي حسن المؤذن الذي اعتبر أن مصطلح كتابة الصحراء أوسع وأدق، لأنه يشمل النصوص الشفوية والشفهية المنطوقة، إلى جانب النصوص المكتوبة.
ثم استعرض الحضور الشعري للصحراء في عمان، مبرزا وفرة المفردات المرادفة لكلمة الصحراء في النصوص الشعرية الفصيحة، وأوضح أن هذه المرادفات ترددت بكثرة في قصائد الشعراء العمانيين، لما تعكسه من تنوع في صور الصحراء ووصفها.
وأشار "الشحري" إلى أن الشعراء العمانيين جسّدوا الصحراء عبر صورتين: ذاتية وموضوعية، وفي الصورة الذاتية، عبّروا عن الحنين إلى الأهل والأحباب والديار، وعن مشاعر الترحال والفقد، أما الصورة الموضوعية، فحملت وصفا للمكان بكل عناصره: الكثبان الرملية، النجوم، القمر، والطيور، إلى جانب حركة القوافل والضعون.
واستشهد بعدد من النماذج الشعرية، منها تشبيه ابن رزيق محبوبته بميول الكثبان الرملية، ووصف ابن عرابة للمرأة عبر صور مستوحاة من رمال الصحراء، وإلى نصوص عبدالله الدرمكي التي شبّه فيها ناقته بيد تمسح رأس اليتيم دلالة على الحنو، واعتبر أن هذه الصور تظهر حضور المكان بوصفه ثيمة موضوعية أساسية في الأدب العماني.
ولم يقتصر "الشحري" على الشعر الفصيح، بل أشار أيضا إلى حضور الصحراء في الشعر النثري الحديث، مستشهدا بنصوص سيف الرحبي، ولا سيما ديوانه "رجل من الربع الخالي" (1990)، حيث تتحول الصحراء إلى فضاء فلسفي عميق يختزن الهزيمة والحنين والبحث عن المعنى، كما استشهد بنصوص شعراء آخرين مثل خميس قلم وسما عيسى، الذين قدّموا الصحراء كرمز للوجع والغياب.
كما تناول حضور الصحراء في الرواية العمانية، مشيرا إلى تجربة محمد عيد العريمي في روايته "الحياة بين الصحراء والماء"، التي ربطت بين فضاء الصحراء وتجربة الإنسان العماني الباحث عن الحرية والانعتاق.
وفي ختام ورقته أكد محمد الشحري على أن أدب الصحراء العماني يمتاز بخصوصية نابعة من البيئة الصحراوية نفسها، إذ يجمع بين الأسطورة والميثولوجيا والقصص الشفوي، ويجسد ثيمات الانتماء والهوية والرحيل والعزلة والصمت. واعتبر أن هذه الخصائص جعلت من الأدب العماني نصا ثقافيا فريدا يقدم رؤية مختلفة للعالم، من خلال استبطان الصحراء بوصفها فضاء وجوديا مفتوحا على الحرية والتأمل.
شظايا النيازك إلى قوافل اللبان
وكانت قد أقيمت ضمن فعاليات ملتقى "سيرة الصحراء في عمان أيضا جلسة حوارية بعنوان "من شظايا النيازك إلى قوافل اللبان .. توثيق الصحراء العُمانية"، أدارتها الدكتورة بدرية النبهانية، وشارك فيها عدد من الباحثين حيث قدمت الدكتورة حنان محمود ورقة بعنوان "الوثائق في الصحاري العُمانية – دراسة تحليلية"، أما الأستاذ الدكتور خالد أحمد دغلس، من قسم الآثار بجامعة السلطان قابوس، فقد تناول في ورقته الاكتشافات الأثرية في الصحراء العمانية ودورها في طرق التجارة القديمة. وأوضح أن الصحراء العمانية شكّلت حلقة وصل بين السواحل والواحات الداخلية، وكان لها دور محوري في شبكات التجارة الممتدة عبر الجزيرة العربية.
وكشفت "دغلس" أن اللقى الأثرية أن الإنسان استوطن المنطقة منذ مئات الآلاف من السنين حين كانت تزخر بالأنهار والبحيرات، واستمر حضورها مع تحوّلها إلى فضاء قاحل عبر محطات واحات استمرت كمراكز استقرار وعبور للقوافل التجارية، خصوصًا على طريق اللبان الذي انطلق من ظفار مرورًا بالصحراء إلى موانئ ومراكز داخلية.
وأشار دغلس إلى أن المكتشفات شملت أفران صهر للنحاس، وآثارًا لطرق ومسارات قوافل، ونقوشًا ورسومًا صخرية مرتبطة بالحياة الاقتصادية، مما يؤكد أن الصحراء كانت جزءًا أساسيًا من منظومة اقتصادية عالمية.
كما أوضح أن البحوث الأثرية تواجه تحديات كبرى بسبب قسوة البيئة، الأمر الذي يجعل توظيف التقنيات الحديثة – كالمسح الجيوفيزيائي وصور الأقمار الصناعية – ضرورة لتتبع مسارات القوافل وتحديد مواقع جديدة.
في حين قدم الدكتور علي الكثيري ورقة سلطت الضوء على الصحاري المنبسطة بوصفها مستودعًا لحفظ النيازك، وأوضح أن الصحاري الحارة، ومنها الصحراء العمانية، تعد من أغنى البيئات في العالم باحتضان النيازك التي تسقط وتبقى مستقرة لآلاف السنين، مقارنة بالمناطق الجبلية أو الغابات التي تتعرّض فيها النيازك للانجراف والاندثار.
وبيّن أن الصحراء العمانية الداخلية تتميز بعوامل جيولوجية وجغرافية تسهّل رصد النيازك، مثل رسوبيات الحجر الجيري الفاتح اللون التي تبرز عليها النيازك الداكنة، وغياب التضاريس المعقدة، وسهولة التنقل عبرها بسيارات الدفع الرباعي. وقد جعلت هذه الخصائص سلطنة عمان في المرتبة الأولى عالميًا في عدد النيازك المكتشفة بين الدول، والثالثة بعد القارة القطبية الجنوبية والصحراء الكبرى.
وأشار "الكثيري" إلى أن الإحصائيات الرسمية لدى الجمعية العالمية لعلوم النيازك والفضاء توثق 4974 نيزكًا عُمانيًا من أصل 77903 نيازك على مستوى العالم، أي ما نسبته 6.4%، وهي الأعلى بين الدول. كما أوضح أن النيازك العُمانية تتميز بخاصية فريدة، إذ تحتوي على أعلى تركيز من عنصري الباريوم (Ba) والسترونشيوم (Sr)، وهو ما يُعزى إلى طبيعة الرسوبيات الجيرية في الصحراء العمانية.
تجدر الإشارة إلى أن هذا الملتقى يأتي في إطار حرص النادي الثقافي على إبراز الصحراء العُمانية بوصفها مكوّنا أساسيا في الهوية الوطنية ورافدا للمعرفة الإنسانية، من خلال الجمع بين الدراسات الأكاديمية والأنشطة الفنية والتجارب الحرفية، بما يسهم في ترسيخ الوعي بأبعادها التاريخية والثقافية والجمالية، وفتح آفاق جديدة للحوار بين الباحثين والمبدعين والجمهور.
