No Image
ثقافة

"الذاكرة في السّرد".. كتابٌ يبحث الإجابة حول جدوى الكتابة !

31 مايو 2023
31 مايو 2023

الجزائرـ "العُمانية": صدر عن دار ميم للنشر بالجزائر كتابٌ بعنوان "الذاكرة في السّرد" للباحثة حياة مختار أم السعد. تضعُ هذه الدراسة، بين يدي القارئ، مجموعة من الأفكار تُحاولُ الإجابة عن سؤال ملحّ هو لماذا نكتب؟ وما حاجتُنا اليوم للكتابة في عالم ازداد انفتاحُه، وكثُرت أزماتُه وتشنُّجاتُه، حتى بات الفردُ فيه لصيقًا بمشاكله أكثر من أن يُمسك كتابًا، وكأنّ الزمن يُهرولُ من بين أيدينا ولا نستطيع الإمساك به؛ لأنّنا ضعنا وسط شبكات من العلاقات الافتراضية التي تُخرّبُ عوالمنا الداخلية، وتزيدُنا ابتعادًا عن كينونتنا وما حلمنا يوما بتحقيقه. ويُؤكّد الناشر، في تقديم هذه الدراسة على أنّ الأقلام العربية التي وعت أهمية الذاكرة، قبل أن يَكتب الآخر عنها، كثيرةُ، لأنّ بعض هؤلاء الكتّاب اشتغلوا على الذاكرة من منطلق التّشوُّهات الدّاخلية والانسلاخات الهوياتية التي تؤرّقهم. كما يطرحُ الكتابُ جملة من الأسئلة المرتبطة بسؤال الغاية من الكتابة، لعلّ أهمّها كيف يكتب السرد العربيُّ المعاصرُ هذه الذاكرة، ولماذا يُعيدُها إلينا؟ وهل يسترجعُها كما هي أو يُحمّلُها أبعادًا أيديولوجية وثقافية واجتماعيّة وسياسية تُمليها عليه قناعاته وولاءاتُه الرمزية؟

من جهة أخرى، تتساءل المؤلّفةُ عن مدى وعي الكُتّاب العرب بأنّ عمل الذاكرة في الأغلب غير واعٍ؛ لأنّها تتعرّض أكثر من غيرها لخطر الخضوع لتلاعبات الزمن والمجتمعات، ولهذا سخّر فلاسفةٌ غربيُّون بارزون أقلامهم للكتابة عن الذاكرة وأزماتها بحثًا عن تحريرها من هيمنة المؤسّسات الشمولية التي خندقت الذاكرة في مسائل تخدمُ المركزيات الغربيّة، وكان الغرضُ من الكتابة عن الذاكرة مرتبطٌ فقط باسترجاع الماضي لأغراض تعليميّة أو تربوية أو اعتباريّة، وارتبط أيضا بغرض تفتيق الذاكرة وتحريرها من الكتابات الشُّموليّة التي تحكّمت فيها طويلا، وهيمنت على سرديتها.

يُشار إلى أنّ د. حياة مختار أم السعد، مؤلّفةُ الكتاب، حاصلة على شهادة دكتوراه في قضايا الأدب ومناهج الدراسات النقدية والمقارنة، وتشتغل حاليًّا أستاذة بجامعة الجزائر، ولها العديد من المؤلّفات، أهمُّها "تداوليّة الخطاب الروائي" (2015)، و"النقد والخطاب" (2016).