ثقافة

الأدب الشعبي

01 سبتمبر 2025
01 سبتمبر 2025

Image

ــــــــــــــــــــــــــــــــ القصيدة الأولى ــــــــــــــــــــــــــــ

دار الكرام

رسينا مثل ما ترسي رواسي ميحة آل كيوم

رواسي ما تطاولها سوى هامات أبناها!!

هذا التوظيف الجميل لـ"ميحة آل كيوم" تلك القرية الوادعة في الجبال، والمتربعة في أحضان الطبيعة، تجعل من هذا البيت قصيدة بذاته، وتشبيه غير اعتيادي، وغير مستخدم كثيرا في الشعر الوطني، حيث يبقى الوطن هو الجزء المقدس من القلب، تلك القطعة التي تخفق دون توقف، تعيد حركات الكون إلى مكانها، وتستعيد نبض الفؤاد، ليبقى خافقا بالحب، مولعا بالمكان، الذي ترعرعنا فيه، وعشنا في ظلاله، وأصبح رمزا للانتماء، والحياة.

الشاعر داوود الكيومي يبدع في لوحته التالية، المكتنزة بحب الوطن، والانتماء للمكان، والجذور الأولى للسيرة، لنقرأ العشق القادم.

سلام الله على دار الكرام الوافيين عزوم

ديار العز والهيبة من أقصاها إلى أقصاها

ديار تكعم الظالم وتنصر عاجز مظلوم

تعز وتحمي اللي قد نخاها ولاذ بحماها

إذا عال الغشيم وثارت الهيجا برق وخصوم

ألا يا مجمل الساعات أبركها وأغلاها

وردناها المنايا كن تحايا العيد عقب الصوم

جماجم هالعدا في ساحة العزوة فرشناها

عمانيين والأمجاد ماجتنا بحَب خشوم

من أفواه الأسود الضارية جبرٍ نزعناها

رسينا مثل ما ترسي رواسي ميحة آل كيوم

رواسي ما تطاولها سوى هامات أبناها!!

ولجل عمان والسلطان بأرواح ودمانا نسوم

عمان السيرة الكبرى.. الزمان بعزها تباهى

وتبقى خيرة الأوطان دارٍ للمكارم دوم

إله الكون يكرمها بأفضاله ويرعاها

داود بن سليمان الكيومي

ـ

Image

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ القصيدة الثانية ـــــــــــــــــــــــــــ

باب الأمل

لما فقدت الأمل في كلّ إنسان

ناديت ربي في عتيم الليالي

يبقى الضوء في آخر النفق أملا يتجدد، ويعاود منحنا التفاؤل، فحين تضيق علينا الدنيا بما رحبت، ويتخلى الآخرون عنا، نلجأ إلى الله كي ينقذنا من هذا البؤس، واليأس، ويمنحنا قوة الإيمان، ورسوخ الأمل، فليس لنا ملجأ، ولا ملاذا سوى العودة إلى الخالق الذي أعطى كل شيء خلقه، ثم هدى، فالمؤمن لا يجد راحة، ولا سلاما إلا بين يدي ربه..

الشاعر يوسف البلوشي يضع دعاءه بين يدي ربه، ويوكل أمره إلى الله، حين ضاقت عليه الحياة، وتخلى عنه من حوله..

لما فقدت الأمل في كلّ إنسان

ناديت ربي في عتيم الليالي

ناديت ربٍ بيده الأمر والشان

بيده زمام الأمر أول وتالي

يا الله يا خالق من الطين الانسان

أنت عليك المعتمد واتكالي

بنور وجهِك أشرقت كلّ الأكوان

يا المعطي اللي منه أطلب سؤالي

الواحد الماجد فردٍ ومنّان

الغالب القاهر مُنشي الجبالِ

الأوَّل، الآخر، راحم، ورحمن

عالِم إلهي أنته بكل حالي

عبدُك على الباب واقف وحيران

ومنكَ الهداية يا عظيم الجلالِ

بجاهِ النبيّ محمد من نسل عدنان

حقق إلهي مطلبي وابتهالي

يوسف البلوشي

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ القصيدة الثالثة ــــــــــــــــــــــــــــــ

سوالف الذكرى

Image

تأخذني لأيام الصبا أعذب سواليفي

وأرسم على الذكرى لوحات فنية

يبقى المكان الأول ذلك الحبل السري الذي يربطنا بالشعر، يريح أعيننا حين مشاهدته، وينقذنا من ضيق المدينة حين تخنقنا، ونذهب إليه في أوقات خلوتنا، نستعيد ذكرياته، ويمنحنا الثقة التي نحتاجها حين تفقد الأشياء بريقها في أعيننا، فنكتب أشعارنا، ونبهج أنفسنا، ونعيد الروح إلى قصائدنا.

الشاعر سعيد السم يسترجع ذاكرته، وذكرياته، ويشكل قصيدته وروحه من جديد، في مكان له في القلب مكانة.

أهوى من المدائن لي جوها ريفي

ويا حَبذا لو هي من الطين مبنيّة

تأخذني لأيام الصبا أعذب سواليفي

وأرسم على الذكرى لوحات فنية

يا كيف عـاد لـو كان فيها معاريفي

تأخذ شقا روحي وللأشواق حنيّة

والشعر إذا جاء على ذوقي وكيفي

ما بيني وما بينه وصْلات كونية

أهيم بغيومه شتوي وشي صيفي

أحيان للعاطفة وأحيان وطْنية

الشعر في موجه خيال توصيفي

لو جات أبياته في وصف لـ بنيّة

سريت بي يا شوق أهدي مواليفي

أعظم شعور الوفاء وأرسلها علانية

وأفتح لعيون الغلا باقي مظاريفي

صريحة ولا فيها استعارات مكنيّة

وإلّا ترى هذي من بوحي وتعريفي

وأشواق في قلبي للوجد معنيّة

كتبتها من مداد الغيم وخريفي

لا جات تترنم بأنغام شجنيّة

سوالف الذكرى ما تبرح على طيفي

كنّها على موعد بأوقات زمْنيّة

والهاجس اللي زار لأشجاني لطيفي

من عمق وجداني أهديته أغنيّة

سعيد بن مسعود السم بيت سعيد

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ القصيدة الرابعة ــــــــــــــــــــــــــــــ

زهرة الحي

Image

دنياي صارت مثل زهرة بلا ري

الغيم فوقي، والمزن ما سقنّي!!

يبقى الشاعر ذلك الكائن المرهف الحس، الذي يرى الأشياء بشفافية، ويسرح مع خياله كلما غابت شمس العشق عنه، ويجعل من تلك المشاعر قوة تمنحه الشعر، والكتابة، وحين تخفت روحه، يشهر سيف قصيدته، ويكتب كي يخرج من دائرة الجمود إلى مساحات الحركة، والجمال.

الشاعر علي الفجري يصف لحظاته المفرحة، وشعوره الداخلي الذي يسكنه في أوقات اللقاء التي تمنحه الكثير من الجمال، والحب.

دامك بقربي دوم لا تشعلي الضي

أخاف نورك يسرق الضي منّي

ولا ترحلي من قبل لا ياتي الفي

ولا تقطعي أرجوك حبل التمنّي

دونك حياتي يا الحبيبة ولا شي

أتذكر الماضي وأضحك وأغنّي

دنياي صارت مثل زهرة بلا ري

الغيم فوقي، والمزن ما سقنّي!!

ما أدري أنا ميت ولاّ أنا حي

شيءٍ أخذ قلبي أحسّه سكنّي

ملّيت أنا من كثر ما أتبع الغي

أركض ورا الأحلام وليت أنصفنّي

نار المحبة في الحشا تشعل الكي

ودموع عيني من الجفا عذبنّي

ليت الليالي تعود يا زهرة الحي

ونعيش أنا وأنتي فـْ سعادة وتهنّي

علي بن حمدان الفجري