No Image
ثقافة

أعمدة بعلبك الأثرية تحتضن أوبرا "كارمن" الشهيرة "بنكهة لبنانية"

26 يوليو 2025
قدم رسالة "إلى كل من يقاوم الخوف والجوع والظلم في الشرق
26 يوليو 2025

بيروت (لبنان) ـ "أ.ف.ب": على أدراج القلعة الأثرية الرومانية وبين أعمدتها المهيبة وسط سهل البقاع في شرق لبنان، افتُتحت مساء أمس مهرجانات بعلبك الدولية بعرض لأوبرا "كارمن"، ببصمة لبنانية ونكهة شرقية، اتسم بضخامة مشهدية وموسيقية، وشاءه المنظمون رسالة "إلى كل من (...) يقاوم الخوف والجوع والظلم في الشرق".

وتفاعل الجمهور بحرارة مع هذه النسخة من أوبرا جورج بيزيه التي طعّمها المخرج اللبناني-البرازيلي جورج تقلا بلمسة شرقية، وطوال خمس دقائق صفّق وقوفا نحو 2200 شخص جاؤوا من مختلف المناطق اللبنانية، ومن بينهم عدد كبير من الأوروبيين المقيمين في لبنان، واستند العرض إلى رؤية معاصرة للأوبرا التي ألّف بيزيه موسيقاها قبل 150 عاما انطلاقا من قصة قصيرة كتبها الفرنسي بروسبير ميريميه.

وفي العام الفائت، شكّلت حفلة موسيقية واحدة أقيمت في ضواحي بيروت بديلا "رمزيا" من إقامة مهرجانات بعلبك ببرنامجها المعتاد وفي موقعها المألوف، نظرا للمواجهات التي كانت قائمة بين إسرائيل وحزب الله اللبناني وطالت مناطق عدة من بينها بعلبك، قبل أن تتسع لاحقا وتشمل عملية برية إضافة إلى الضربات الجوية العنيفة.

ورغم وقف لإطلاق النار أُعلِن في نوفمبر 2024، لا تزال ضربات جوية إسرائيلية تستهدف بصورة شبه يومية مناطق لبنانية عدة، من بينها بلدات قريبة من مدينة بعلبك. وأعلنت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم الثقافة (يونيسكو) خلال مواجهات العام الفائت مَنح عشرات المواقع التراثية اللبنانية، ومن بينها قلعة بعلبك المدرجة في قائمة التراث العالمي، "حماية موقتة معززة"، بعدما استهدفت ضربات إسرائيلية عدة مواقع قريبة منها.

وقدّمت الميتزو-سوبرانو الفرنسية ماري جوترو شخصية كارمن، وجسّدت دور المرأة المناضلة سياسيا والمتمردة على التقاليد التي تعيش شغفها وتدفع ثمن اختياراتها بوعي كامل. وأدّى التينور جوليان بير دور عاشق كارمن دون جوزيه، فيما تولت السوبرانو الفرنسية فانينا سانتوني دور خطيبته ميكايلا. أما شخصية مصارع الثيران إسكاميو الذي تُغرم به كارمن فأُسنِدت إلى الباريتون جيروم بوتييه.

تميّز العمل بمشاركة فنانين لبنانيين في مختلف جوانبه. واستعان المخرج بمغني اوبرا لبنانيين اسوة بفادي جانمبار وغرايس مدور وميرا عقيقي وسواهم بمشاركة كورس الجامعة الأنطونية، بينما تولّى المايسترو توفيق معتوق قيادة أوركسترا الحجرة التابعة لـ"راديو رومانيا"، وصمّم ربيع كيروز 210 قطعة أزياء موزعة على 65 شخصية، بأسلوب مستوحى من التراث اللبناني لكن بلمسة عصرية خارجة عن القوالب المعتادة. أما الديكور فكان عبارة عن لوحات رسمها نبيل نحاس رافقت تطور الأحداث عبر عرضها ضوئيا على جدران القلعة.