No Image
ثقافة

أربعة من الباحثين يطرحون الإشكاليات ويغوصون في تجليات النقد الثقافي

23 نوفمبر 2021
في ندوة أقامتها مؤسسة بيت الزبير
23 نوفمبر 2021

أقامت مؤسسة بيت الزبير ندوة بعنوان (النقد الثقافي: إشكاليات وتجليات) بمشاركة أربعة من الباحثين والمتخصصين في مجال النقد الثقافي وهم: الناقد السعودي عبدالله الغذامي، والناقد المغربي إدريس الخضراوي، والناقد العماني خالد البلوشي، والكاتب العماني محمود الرحبي. وأدار الحوار الباحث العماني خالد المعمري.

بدأت الندوة مع الدكتور عبدالله الغذامي الذي أكد على أن الفرّق بين النقد الثقافي والدراسات الثقافية فارق منهجي، فالنقد الثقافي يعتمد منهجيات دقيقة ومحكمة ويلتزم بها، بينما الدراسات الثقافية تتيح المجال للاجتهادات الحرة وتنهل من كل المنابع المعرفية دون أن تتبنى منهجيات معينة. وكذلك فرق بين النقد الأدبي الذي يبحث عن الجمال وبين النقد الثقافي الذي يقف على الأنساق مما يجعل الفرق بينهما وظيفيًا. كذلك تطرق لمفهومي الجملة الثقافية والمؤلف المزدوج اللذين استفاد منهما في مباحثه حول النقد الثقافي.

أما خالد البلوشي فقد استهل مداخلته بتعريفه الخاص حول مصطلح النقد الثقافي رغم تأكيده على صعوبة تكوين تعريف جامع للمصطلح، فهو يرى النقد الثقافي بأنه النقد الساعي إلى كشف السلطة الكامنة في المتفق عليه من المؤسسات. وقد خصص ورقته للحديث عن النقد الثقافي من خلال القصة القصيرة في عمان، حيث يرى أن الغالب في النتاج القصصي العماني انقسامه إلى قسمين: قسم يختزل الإنسان حاشرًا مشاعره وعواطفه في أنماط محددة معروفة سلفًا، وغالبًا له أيديولوجية مثل: معالجة الواقع أو مؤانسة القارئ أو مقارعة السلطة. أما القسم الثقافي فهو ما يقدم الخبرة الإنسانية لا من خلال موقف واضح المعالم وإنما من خلال النفاذ في نفوس الشخصيات والغوص العميق فيها. ومن ثم فإن حضور الكاتب غير واضح كما في القسم الأول. وتناول قصة المغلغل لعبدالله الطائي كمثال تطبيقي لبحثه.

أما إدريس الخضراوي، فقد كان عنوان مداخلته "دراسات ما بعد الكولونيالية الأفق النظري ومفهوم الأدب" حيث توقف عند دراستين أولهما للباحث الفرنسي إيف كلفارون بعنوان الفرانكوفونية وما بعد الكولونيالية والعولمة أما الدراسة الثانية فهي للباحث المغربي الأستاذ خالد الزكري بعنوان الحداثات العربية. منطلقًا منهما إلى تفكيك معنى النقد الثقافي وتحولاته وأشكاله ومؤثراته.

أما المداخلة الأخيرة فقد كانت للكاتب محمود الرحبي الذي خصص حديثه عن الذاكرة النسوية بوصفها موضوعًا للنقد الثقافي. وقدم قراءة في كتاب (نساء في غرفة فرجينيا وولف) للكاتبة الكويتية سعاد العنزي، معللًا سبب اختياره لهذا الموضوع إلى أن النقد الثقافي ينفتح على العديد من العلوم منها النسوية، وكذلك كون مشاغل المرأة والنسوية واحدًا من السياقات التي يتبناها النقد الثقافي، خاصة أنه استفاد منها في بعض أطروحاته من فهم علاقة المرأة والرجل والمجتمع وآليات التخاطب الثقافي الصادر للمرأة ومنها.

يذكر أن أوراق هذه الندوة ستضم في كتاب سيصدر قريبًا عن المؤسسة يتناول بشكل أوسع النقد الثقافي وإشكالياته وأبرز تجلياته. كما سيضم أوراقًا أخرى لعدد من الباحثين والنقاد في العالم العربي.