ثقافة

8 منحوتات توثق علاقة الإنسان بالمكان وبالتنمية وعلاقة الطبيعة بالصناعة والتطور

30 نوفمبر 2022
في ملتقى "النحت العالمي" بالدقم: من سلطنة عمان إلى رومانيا
30 نوفمبر 2022

اختتم أمس في في مدينة نفون بالمنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم على هامش فعالية أمد الدقم 2022 ملتقى النحت العالمي بمشاركات دولية ليكون مشروع أكواخ نفون وجهة للنحت العالمي، وتنشيط الحركة السياحية بالمنطقة، حيث شارك في الملتقي أبرز النحاتين العالميين الذين تم اختيارهم وفقا لمنجزاتهم وأعمالهم البارزة في فن النحت من خمس دول، ويقام مخيم النحاتين لأول مرة في منطقة الدقم وشارك فيه نحاتون من سلطنة عمان وهم خليل الكلباني، ويوسف الرواحي، وأحمد الشبيبي، وشارك من خارج سلطنة عمان كل من محمد سحنون من تونس كلاوس هسنيكر من جمهورية ألمانيا وخوسيه ميلان من إسبانيا، وأنا ماريا نيجارا من رومانيا، وجورجي منشيف من بلغاريا.

وقال النحات الدكتور علي الجابري المشرف العام على ملتقى النحاتين العالمي في الدقم إن ملتقى النحاتين بنفون قد يكون الأهم في المنطقة ولأول مرة يقام في الدقم لأنه يستضيف 8 من أبرز النحاتين حول العالم منهم 5 نحاتين عالميين و3 نحاتين عمانيين وجاء اختيارهم على دراسة واضحة من خلال متابعة أعمالهم ومنجزاتهم النحتية وتقنياتهم المختلفة وذلك ليكون هناك تنوع في الملتقى، حيث يجد الزائر 8 أعمال مختلفة على الرغم من أن قيمتها هي واحدة: علاقة الإنسان بالمكان وبالتنمية وعلاقة الطبيعة بالصناعة والتطور، فجميع أعمال النحاتين ارتبطت بتلك الفكرة التي تم تجسيدها في القطع التي قاموا بنحتها والتي يصل ارتفاعها إلى 3 أمتار وجرى إنجازها على رخام عماني والتي استمرت لمدة 18 يوما.

من جانبه تحدث أحمد الشبيبي الفنان التشكيلي في مجال الخزف والنحت عن مشاركته في الملتقى قائلا: انطلقت فكرتي في القطعة المنحوتة من الدقم حيث من المتعارف عليه أن الدقم بها تكوينات صخرية كثيرة وتعتبر منحوتات طبيعية وتتميز الصخور الموجودة في المنطقة بأنها ذات أشكال جميلة حيث تبدأ من حافة صغيرة جدا مما يجعل الصخور تزداد جمالا و تبهر النحاتين والزائرين عند النظر إليها، وعملي هو عبارة عن غصن شجرة تخرج من الأرض وتحمل صندوق في الأعلى، فالفكرة جاءت من التكونات الجميلة للصخور بالمنطقة وتوثيق الأحداث والمنجزات كالمناطق الاقتصادية والموانئ والفعاليات الحالية التي تشهدها الدقم فجاءت الفكرة في كيفية التعايش بين البيئة والمنطقة الصناعية.

من جانبه أوضح خليل الكلباني مشرف أول فنون تشكيلية بوزارة التربية والتعليم أن القطعة التي قام بنحتها تحمل عنوان "من المحيط إلى الذات" وهي رسالة لشرح الحالة التي يعيشها الإنسان والتغيرات التي تحدث حوله فالقطعة عبارة عن علاقات خطية متداخلة بها نوع من الغموض والتشابك وهي الفكرة التي يريد أن يوصلها "الكلباني" للعالم من خلال قطعته الفنية، وموضحا أن المحيط به كم واسع وهائل من المعلومات والصور وقد تكون معلومات عابرة أو مجرد تشويش للرأي فيعيش الإنسان حالة من الصراع الكبير مع المحيط الواسع، هو عمل يمثل الواقع أو الفترة التي عاشها العالم في فترة جائحة كوفيد.

أما الفنان محمد سحنون أستاذ بالمعهد العالي للفنون والحرف بجمهورية تونس فأشار إلى أنه استوحى منحوتته من روح الخط العربي واستلهمها من التوازن الذي رآه متوفرًا في حديقة الصخور بالمنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم، مبينًا أن منحوتته انقسمت إلى قسمان قاعدة وعمل وبلغ ارتفاعها إلى 3 أمتار.

من جانبه قال النحات الألماني، كلاوس هسنيكر : أنه قدّم عملاً فنياً يتكوّن من 3 قطع تعكس التطور والنمو الذي تمرّ به الأشياء المختلفة في الحياة، إذ تأتي فكرة منحوتته من منطلق أن الأشياء تبدأ بأساس وقاعدة ترتكز عليها ثم تنمو وتتطوّر مع مرور الوقت مثلما هي الأشجار تبدأ دورة حياتها ببذرة نزرعها في باطن الأرض.

وقدمت النحاتة الرومانية، أنا ماريا نيجارا، منحوتة فنية يبلغ ارتفاعها 3 أمتار تعكس حركة المياه من أسفل الأرض وصعوداً إلى الأعلى من خلال تفاصيلها الدقيقة التي يتطلّب تنفيذها الكثير من الجهد والوقت والدقة والصبر لتخرج لنا مجسمًا فنيًا بمنتهى الجمال.

ويهدف ملتقى النحت بالدقم ليكون مشروع أكواخ نفون وجهة لفن النحت العالمي، واستقطابا للسياح، وللاستفادة من نتاجات الفعالية لتأثيث الفضاءات العامة الممتدة وإعطائها طابعا جماليا يتفاعل معه الزوار وتوفير زوايا للتصوير وتسجيل اللحظات وإثراء الحركة الفنية التشكيلية في سلطنة عمان بشكل عام وفي مشروع أكواخ نفون خصوصا.