نفط عمان يكسر حاجز 80 دولارا لأول مرة منذ 4 سنوات
الأسعار العالمية تصعد 2٪ .. والمخزونات الأمريكية عند أدنى مستوياتها -
عواصم ـ وكالات ـ «عمان»: تخطى الخام العماني امس 80 دولارا لأول مرة منذ 4 سنوات مضت، بلغ سعر نفط عُمان تسليم شهر نوفمبر القادم أمس 80.02 دولار أمريكي. وأفادت بورصة دبي للطاقة أن سعر نفط عُمان شهد أمس ارتفاعًا بلغ دولارا أمريكيًا واحدًا و98 سنتًا مقارنة بسعر يوم الجمعة الماضي الذي بلغ 78.04 دولار أمريكي. تجدر الإشارة إلى أن معدل سعر النفط العُماني تسليم شهر أكتوبر المقبل بلغ 72 دولارًا أمريكيًا و64 سنتًا للبرميل منخفضًا بمقدار 53 سنتًا مقارنة بسعر تسليم شهر سبتمبر الجاري.
وقالت دائرة شؤون النفط بحكومة دبي أمس: إن دبي حددت سعر البيع الرسمي لخام الإمارة دون علاوة أو خصم عن العقود الآجلة للخام العماني ببورصة دبي للطاقة.
ويطبق فرق السعر على متوسط التسويات اليومية لعقد أقرب استحقاق للخام العماني تسليم ديسمبر في نهاية أكتوبر لتحديد سعر البيع الرسمي لخام دبي تحميل ديسمبر.
وارتفعت أسعار النفط اثنين بالمائة أمس مع تقييد العقوبات الأمريكية لصادرات الخام الإيرانية ما يتسبب في شح في الإمدادات العالمية بينما يتوقع بعض المتعاملون طفرة في سعر الخام قد تصل به إلى مائة دولار للبرميل.
وسجلت العقود الآجلة لخام برنت أعلى مستوى منذ مايو عند 80.47 دولار مرتفعة 1.63 دولار بما يزيد على اثنين بالمائة لكنها تراجعت طفيفا إلى نحو 80.40 دولار للبرميل.
وزادت عقود الخام الأمريكي غرب تكساس الوسيط 1.18 دولار لتسجل 71.96 دولار للبرميل. ومخزونات النفط الخام التجارية الأمريكية عند أدنى مستوياتها منذ أوائل 2015 وسط سوق شحيحة. وفي حين يظل الإنتاج قرب مستوى قياسي يبلغ 11 مليون برميل يوميا فإن خفوت نشاط الحفر بالولايات المتحدة في الفترة الأخيرة يشير إلى تباطؤ.
وقالت شركتا تجارة النفط ترافيجورا ومركوريا أمس إن برنت قد يرتفع إلى 90 دولارا للبرميل وقد يتجاوز المائة دولار في أوائل 2019 حيث ستتسم الأسواق بشح المعروض فور تطبيق العقوبات الأمريكية على إيران من نوفمبر.
ويتوقع جيه.بي مورجان أن تفضي العقوبات إلى فقد 1.5 مليون برميل يوميا في حين حذرت مركوريا من أن ما يصل إلى مليوني برميل يوميا قد يخرج من السوق.
وتبحث منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) والمنتج الكبير روسيا زيادة الإنتاج لتعويض نقص المعروض من إيران لكن قرارا لم يُعلن حتى الآن.
واستبعدت السعودية أكبر منتج في أوبك وروسيا أكبر المنتجين الحلفاء لها خارج المنظمة أمس الأول أي زيادة إضافية فورية في إنتاج الخام في رفض عملي لدعوات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى التحرك لتهدئة السوق.
وقال وزير الطاقة السعودي خالد الفالح للصحفيين: «لا أؤثر على الأسعار» وذلك في الوقت الذي عقد فيه وزراء الطاقة بالدول الأعضاء في أوبك ونظراؤهم ببعض المنتجين المستقلين اجتماعا في الجزائر. وانتهى الاجتماع دون توصية رسمية بأي زيادة إضافية في الإمدادات.
وكان مصدر مطلع على مناقشات أوبك أبلغ رويترز الجمعة الماضي أن المنظمة والمنتجين الآخرين يناقشون إمكانية زيادة الإنتاج بواقع 500 ألف برميل يوميا.
توازن العرض والطلب
وقال مسؤول نفطي كويتي كبير أمس: إن أسعار النفط العالمية ستكون جيدة للمنتجين والمستهلكين عند حوالي 70 دولارا للبرميل حيث ستسمح باستثمارات النفط والغاز دون الإضرار بالطلب. وقال نزار العدساني الرئيس التنفيذي لمؤسسة البترول الكويتية خلال مؤتمر البترول لآسيا والمحيط الهادي: «نحتاج إلى تحقيق توازن بحيث لا تضر الأسعار المرتفعة بالطلب... وفي ذات الوقت تشجع أيضا على الاستثمار» لذا أعتقد أن أسعارا عند حوالي 70 دولارا ستكون مقبولة للموردين والمستهلكين على حد سواء».
أبلغ وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك التلفزيون الروسي الرسمي أن أسعار النفط المرتفعة غير مفيدة لأي طرف وذلك بعد أن استبعدت أوبك وحلفاؤها من منتجي النفط غير الأعضاء في المنظمة أي زيادة فورية في إنتاج الخام. وقال نوفاك خلال مقابلة سُجلت معه في الجزائر التي استضافت اجتماع أوبك والمنتجين المستقلين أمس الأول: «على جميع الدول أن تستهدف شيئا واحدا: توازن العرض والطلب. أسعار النفط المرتفعة ليست مفيدة لأي أحد»، وقال وزير الطاقة السعودي خالد الفالح بشكل منفصل للقناة التلفزيونية ذاتها متحدثا من خلال مترجم: إن أسعار النفط «متوازنة على نحو جيد للغاية» مضيفا: «نتوقع فائضا في المعروض في 2019، ربما نضطر عندها إلى معاودة الخفض».
من جانبه قال وزير النفط الإيراني أمس إن اجتماع أوبك لم يعط ردا إيجابيا على طلبات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قائلا: إن «حلم الولايات المتحدة» بوقف صادرات النفط الإيرانية تماما لن يتحقق. ونقلت وكالة الطلبة الإيرانية للأنباء عن الوزير بيجن زنغنه قوله:«تسعى الولايات المتحدة إلى وقف صادرات النفط الإيرانية تماما ولو لشهر واحد، لكن ذلك الحلم لن يصبح حقيقة».
أرامكو تتوقع زيادة تجارتها
قال أكبر مسؤول بشركة أرامكو السعودية للتجارة أمس: إن الشركة تتوقع زيادة حجم تجارتها النفطية إلى ستة ملايين برميل يوميا في 2020 بزيادة 50 بالمائة عن المستويات الحالية. وأضاف إبراهيم البوعينين رئيس الشركة ومديرها التنفيذي خلال مؤتمر البترول لآسيا والمحيط الهادي: «في الوقت الحالي.. نحن عند أربعة ملايين برميل يوميا ومع التوسع أعتقد أن هدفنا ستة ملايين برميل يوميا». وتابع: أن التحوط يغطي نحو 50 بالمائة من منتجات النفط التي تبيعها الشركة وتقدر عند 2.5 مليون برميل يوميا. وقال: إن الشركة تدرس أيضا بناء طاقتها في تجارة الغاز الطبيعي المسال مستخدمة مكتبها في سنغافورة كمركز تداول. وأضاف: أن الشركة تعتزم إقامة مكتبها الأوروبي في جنيف أو لندن وتستهدف فتح مكتب في الفجيرة لإدارة المخزون النفطي. وقال البوعينين: إنه يتوقع أن ينمو مكتب الشركة في سنغافورة ليوظف ما بين 30 و40 شخصا في غضون العامين المقبلين.
وتتوقع أرامكو للتجارة الاستفادة من تحول السفن صوب أنواع الوقود الأقل تلويثا في 2020 تنفيذا لتعليمات المنظمة البحرية الدولية. وتابع: «التأثير الجانبي لتعليمات المنظمة البحرية الدولية هو وجود فائض من زيت الوقود عالي الكبريت وهو في حالتنا أمر إيجابي لأننا نعاني من عجز في زيت الوقود وسيسهم ذلك في تلبية احتياجات توليد الكهرباء منه».
يرأس البوعينين الذراع التجارية لأرامكو السعودية منذ 2016.
تأسست أرامكو السعودية للتجارة في 2012 لتسويق المنتجات المكررة والزيوت الأساسية والبتروكيماويات. وبدأت تداول النفط الخام غير السعودي والمنتجات المكررة من مصافيها الخارجية في الأعوام الأخيرة مع سعي أكبر بلد مصدر للنفط في العالم إلى تعظيم الأرباح.
تفريغ أول شحنة
قال مسؤول سعودي: إن ناقلة عملاقة محملة بأول شحنة من النفط الخام لمشروع مصفاة تكرير مشترك بين بتروناس وأرامكو السعودية تقوم بتفريع حمولتها أمس.
وقال إبراهيم البوعينين الرئيس والمدير التنفيذي لشركة أرامكو للتجارة خلال مؤتمر البترول لآسيا والمحيط الهادي: «أول شحنة يجري تفريغها من ناقلة عملاقة».
وأفاد مصدران وبيانات شحن على تومسون رويترز أيكون أن الناقلة نافارين المحملة بمليون برميل من الخام العربي المتوسط السعودي ومثلها من خام البصرة الخفيف وصلت ماليزيا في 21 سبتمبر وهي ترسو الآن بمرفأ بنجيرانج النفطي. أقيم مشروع مجمع التطوير المتكامل للتكرير والبتروكيماويات (رابيد) باستثمارات 27 مليار دولار ويقع بين مضيق ملقا وبحر الصين الجنوبي وهما ممران لشحنات النفط والغاز المتجهة إلى الصين واليابان وكوريا الجنوبية. وستبلغ الطاقة التكريرية لمجمع رابيد 300 ألف برميل يوميا وستكون وحدات البتروكيماويات قادرة على إنتاج 7.7 مليون طن سنويا. ومن المقرر بدء عمليات التكرير في 2019 ثم إنتاج البتروكيماويات في غضون ستة أشهر إلى 12 شهرا من ذلك.
وقال البوعينين: «هذا جزء من استراتيجية المصب. آسيا سوق رئيسة لنا ومعظم الطلب من هذه المنطقة». ولم يتسن الاتصال ببتروناس المملوكة للدولة للتعقيب.
