1491575
1491575
تقارير

منابع النفط هل تكون الورقة الرابحة بيد أكراد سوريا..؟

17 يوليو 2020
17 يوليو 2020

دمشق - عمان - بسام جميدة -

تتجه الأنظار حاليا حول مناطق شمال وشرق الفرات التي تسيطر «قوات سوريا الديمقراطية» التي تشكل القوات الكردية نحو نصفها على نحو ثلث مساحة سوريا وهي مناطق واسعة من محافظات الحسكة والرقة ودير الزور وقسم من ارياف حلب.

النزاع البارد الساخن في الوقت ذاته مابين الحكومة السورية والفصائل الكردية هناك التي يدعمها الحليف الأمريكي بقوة من اجل إبقاء السيطرة على منابع النفط الهامة والثروة الزراعية التي تعتبر السلة الغذائية لسورية بسبب وفرة محصول القمح والشعير في تلك الأراضي.

تتمسك الفصائل الكردية، بعد الاجتماع الأخير الذي عقد مؤخرا وتم فيه توحيد الفصائل جميعها تحت شعارات ومطالب واحدة تبدو ظاهرة للعيان من اجل التفاوض على المساحات التي تقع تحت سيطرة «قسد» الواجهة العسكرية لجميع تلك الفصائل من اجل انتزاع الاعتراف بالحكم الذاتي لها على الأقل في محافظة الحسكة، بالمنابع النفطية التي تسيطر قسد على نحو 90% منها بالإضافة إلى 45% من إنتاج الغاز لتكون ورقة رابحة في التفاوض الذي تقوم به في العلن حينا وفي الخفاء أحيانا مع الحكومة السورية، التي تتمسك بوحدة التراب السوري وضرورة خروج القوات الامريكية من اراضيها.

الثروة النفطية

يبلغ مجموع الاحتياطي النفطي المؤكد في سوريا نحو ملياري برميل وهو ما يمثل أقل من (0.18%) من الاحتياطي العالمي. وبلغ إنتاج سوريا من النفط عام 2010 حوالي 400 ألف برميل يومياً، كان يتم استهلاك 250 ألف برميل محليا ويصدر الباقي. وتتركز أغلب حقول النفط في شرقي وشمال شرقي سوريا، وبعد خروجها من سيطرة الحكومة عقب اندلاع الأزمة السورية عام 2011 وحتى الوقت الحالي، لا يعرف حجم الانتاج منها، وما يعرف انها تقوم بتصدير قسم منه للخارج، وتبيع نسبة ضئيلة في أوقات متفاوتة للحكومة السورية عن طريق وسطاء. أما أهم حقول النفط والغاز وحجم انتاجها اليومي في عام 2010 فهي كالتالي:

حقل «العمر» كان ينتج 80 ألف برميل ويقع تحت سيطرة قوات سوريا الديمقراطية منذ أكتوبر 2017.

حقل «التنك» وهو الحقل الثاني من حيث الأهمية في دير الزور بعد حقل «عمر»، وقُدر إنتاجه بحوالي 40 ألف برميل يوميا، تُستخرج من 150 بئر نفطي. ولكن يُقدر انتاجه حالياً بين 5 -10 آلاف برميل يومياً فقط.

بالإضافة إلى حقول الجفرة، وكونيكو، هناك حقول التيم والورد والخراطة الواقعة جنوب المحافظة تنتج 50 ألف برميل وتخضع لسيطرة الحكومة.

أما في محافظة الحسكة، تقع جميع حقول النفط والغاز تحت سيطرة قوات سوريا الديمقراطية وهي:

حقول الرميلان تنتج 90 ألف برميل يومياً، ويقدر بعض الخبراء عدد الآبار النفطية التابعة لها بحوالي 1322 بئرا.

حقول السويدية تنتج 116 ألف برميل يومياً، ويُقدر وجود ما يقارب 25 بئرا من الغاز في هذه الحقول.

حقول الشدادي والجبسة والهول تصل إلى 30 ألف برميل في اليوم. حقول اليوسفية تنتج 1200 برميل يومياً.

كما يوجد حقلان للغاز في المحافظة وهما رميلان الذي ينتج مليوني متر مكعب يوميا والجبسة الذي ينتج 1.6 مليون متر مكعب يوميا.

أما حقول النفط والغاز الأخرى الموجودة في سوريا فهي تحت سيطرة الحكومة ورقة ضغط واحتجاجات متتالية.

دعم أمريكي

ويرى المحللون والمتابعين أن الفصائل الكردية تتمسك بمنابع النفط بدعم أمريكي لكي تفاوض على مطالبها التي تريدها واهمها انتزاع الحكم الذاتي على الأرض، بالرغم من حالة الفلتان الأمني الذي يعم غالبية المناطق بعيدا عن الحسكة، وكذلك وجود أصوات تنادي برحيل قسد والقوات الامريكية، وظهور احتجاجات تتنامى يوما بعد يوم، خصوصا في المناطق التي لايوجد بها سكان كرد وغالبيتها من العرب، ويؤكد الإعلامي محمود عبد اللطيف في تصريح «لعُمان» ان التيارات الكردية ومن خلال ما تسميه بالمصالحة، ذاهبة نحو تهميش بقية مكونات المنطقة، اذ ان الاتفاق الذي رشح عن عدة اجتماعات بين «قسد» والمجلس الوطني الكردي يقول بأن لكل منهما 40% من حجم السلطة في المنطقة الشرقية وما تبقى سيعطى لبقية المكونات، وذلك على الرغم من ان الخارطة الديموغرافية للمنطقة الشرقية تشير الى ان الكرد لا يمثلون سوى 35% من سكان محافظة والحسكة وواحد بالمئة فقط من سكان الرقة مع انعدام وجودهم في دير الزور.

كمان ان توجه «قسد» لعقد مصالحة واتفاقات مع تياري البارزاني والطالباني في شمال العراق يأتي كتمهيد منها لإعلان فك الارتباط مع حزب العمال كردستاني المصنف ارهابيا من قبل مجلس الامن الدولي، وهذا ما يحيلها الى خيار مقبول اكثر من المجتمع الدولي اذا ما ذهبت نحو حلم الدولة الكردية بالتشارك مع تيارات اقليم شمال العراق. في الداخل كانت «قسد» الجهة الوحيدة التي اعلنت التزامها بتطبيق قانون قيصر، فالبقاء في ظل الاحتلال الامريكي يعني بقاءها على خارطة السياسة والميدان وتأمينها من اي تهديد تركي مستقبلا، وعلى ذلك لا يبدو ان «قسد» تمتلك مشروعا وطنيا سوريا يمكن التعويل عليه في بناء جسور تواصل مع دمشق لحلحلة ملفات المنطقة الشرقية.