قثبلق
قثبلق
تحقيقات

تخوف وقلق الناس من تطعيمات «كوفيد-19» غير مبرر!! واللقاحات من أعظم الإنجازات الطبية في العالم الحديث

21 فبراير 2021
21 فبراير 2021

تؤدي إلى مجتمع معافى خالٍ من الأمراض المعدية والأوبئة

الكوادر الصحية تعبّر عن فرحتها بأخذ اللقاح لزرع الأمل ورفع المعنويات في وجود نهاية قريبة للفيروس والسيطرة عليه

تضافر الجهود لتطوير اللقاحات بتعاون شركات صناعة الأدوية والحكومات الوطنية والمنظمات الدولية على نطاق واسع

لقاح أكسفورد-أسترازانيكا أول لقاح صدقت على نتائجه مجلة لانسيت الطبية المرموقة ويوفر حماية 76% في الأشهر الأولى كجرعة واحدة فقط

الصحة تحث المواطنين والمقيمين بسرعة الاستجابة والتوجه للمؤسسة الصحية فور الإخطار بمراحل أخذ اللقاح

لكسب الثقة دعوة الفئات المستهدفة بعدم الالتفات للشائعات وأخذ المعلومات من المصادر الرسمية الموثوقة

تحقيق - عهود الجيلانية

تصوير - فيصل البلوشي

أبدى البعض تخوفه من لقاح كورونا «كوفيد-19» باعتباره لقاحًا جديدًا لفيروس مستجد ظهر بصورة مفاجئة وأحدث خللًا كبيرًا في النظام الصحي محليًا وعالميًا، كما يرون أن اللقاح لم يأخذ الوقت الكافي للدراسات العلمية والتأكد من التجارب السريرية ناهيك عن التخوف حول ما يسمعه البعض وما يروجه الآخرون عن أضرار اللقاحات الجديدة، إلا أن وزارة الصحة دائما ما تدعو إلى الابتعاد عن الشائعات والأقاويل وأخذ المعلومات المتعلقة باللقاح من المصادر الرسمية الموثوقة معتبرة اللقاحات من أعظم الإنجازات الطبية في العالم الحديث التي منعت وقوع الملايين من الوفيات فهي تخضع لاختبارات صارمة قبل طرحها في السوق، ودعت الوزارة الفئات المستهدفة لأخذ التطعيمات المضادة لـ«كوفيد-19» لتقليل مضاعفات المرض، ومنع ظهور طفرات وسلالات جديدة.

ونستعرض في هذا التحقيق مدى ثقة الناس في مأمونية لقاح كورونا وفوائد التطعيمات واللقاحات ضد الأمراض وأسباب تخوف البعض من كفاءة اللقاح وما تستدعيه المرحلة القادمة من تكثيف الجوانب التوعوية في تغيير نظرة المجتمع.

 

خميس السعيدي[/caption]

وفي هذا الجانب يقول خميس سيف السعيدي: ثقتي في حكومتنا، وفي اهتمامها ورعايتها المتواصلة بأبنائها المواطنين منذ بداية الجائحة وانتشارها واهتمام جلالة السلطان هيثم بن طارق - حفظه الله ورعاه - ومتابعته للوضع الصحي في السلطنة بشكل خاص لحيثيات الجائحة هي دليل واضح على مدى الاهتمام الذي يوليه جلالته للقطاع الصحي ودعمه بكافة السبل الكفيلة للتعامل مع التطورات الناتجة عن انتشار فيروس كورونا والحد منه، هذا الأمور جعلني بكل ثقة أن أتلقى الجرعتين الأولى والثانية من لقاح فايزر-بيوتنك، وأنا على قناعة بأن وزارة الصحة لن تقبل أن تقدم لمواطنيها أي لقاح في السلطنة ما لم تتأكد قبل من مأمونية الدواء وفعاليته واعتماده من بلد المنشأ ويجب الابتعاد عن الأقاويل المختلفة التي تشكك وتقول إن اللقاح غير آمن.

وشكر خميس السعيدي معالي الدكتور أحمد بن محمد السعيدي وزير الصحة على جهوده المثمرة وكافة الطواقم الطبية على تواصلهم في توفير الرعاية الصحية لكافة أبناء السلطنة خلال الجائحة.

 

شهاب الشكيلي[/caption]

وقال شهاب بن حمد الشكيلي إخصائي علاج طبيعي بقسم التأهيل الطبي بالمستشفى السلطاني حول مأمونية اللقاح: إيمانا منا بالتوكل على الله والأخذ بالأسباب بعد إيجاد لقاح مضاد لفيروس «كوفيد-١٩» كلنا ثقة في وزارة الصحة من ناحية المصداقية في التعامل وجلب اللقاحات وأمان اللقاح نفسه وإن تعددت المصادر فكلها موثوقة بما أنها مصدّقة من منظمة الصحة العالمية ومصرح بها من وزارة الصحة العمانية.

وأضاف الشكيلي: نحن الكوادر الصحية نتبع الآلية التي وضعتها الوزارة في توزيع اللقاحات والفئات المستهدفة وأنا كنت ضمن الفئة المستهدفة ولكن وضعت في المجموعة الثانية لأخذ اللقاح بحكم إصابتي بالفيروس مسبقا والتعافي منه بفضل الله فحاليًا لم آخذ اللقاح ولكنني مقبل على أخذه في المرحلة القادمة لما له من أثر إيجابي في رفع المعنويات النفسية خلال عملنا والكوادر الطبية الأخرى إضافة إلى الفوائد الطبية المعروفة التي من أجلها أوجد اللقاح.

وأشار إلى أن اللقاحات الخاصة بفيروس كورونا كلها تحمي الشخص من الإصابة بالفيروس ولكن يجب التأكيد على اتباع كافة الإرشادات الوقائية للحد من انتشاره علاوة على استمرارية رفع الفرد من مناعته بمختلف الطرق سواء من ناحية التغذية الصحية أو رفع النشاط البدني وممارسة الرياضة بشكل عام حسب ما يتناسب مع الفرد ومراجعة الطبيب المختص.

زرع الأمل والطمأنينة

 

أصيلة الحديدية[/caption]

وعبّرت أصيلة بنت محمد الحديدية ممرضة قانونية أولى ومسؤولة قسم «كوفيد-19» بالمستشفى السلطاني عن فرحتها عند سماع خبر وصول اللقاح المضاد لفيروس كورونا إلى السلطنة فقالت: جاء الأمل معه محملًا بأخبار العافية والاطمئنان بعد أن هلكت عقولنا قبل أجسادنا من التعب والرجاء بأن الحياة ستعود مجددا كما كانت في السابق.

وأضافت: اللقاح عندما أخذته زرع الأمل في نهاية قريبة للفيروس والسيطرة عليه، ولله الحمد أخذت اللقاح وكنت متفائلة وعلى يقين بأن اللقاح ذو جودة عالية ويمكن الحصول على مناعة مكتسبة بصورة أجسام مضادة ضد فيروس كورونا مما رفع من معنوياتي أثناء العمل ورفع ثقتي بنفسي، كما أن اللقاح يوفر الحماية والحصانة ضد الفيروس للأشخاص المحيطين بي لا سيما الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة.

وقالت عائشة بنت محمد وهي ليست من الفئات المستهدفة حاليا بالمرحلة الأولى وتتوقع أن تكون ضمن المرحلة القادمة: ما زلت مترددة في الحقيقة في مأمونية لقاحات كورونا لأنها لم تأخذ الوقت الكافي لدراستها وأرى أن إنتاج اللقاحات بهذه السرعة جاء نتيجة منافسة بين الشركات فربما يحتاج الوضع لبذل المزيد من الجهد العلمي والوقت الكافي لإنتاج لقاحات ذات كفاءة عالية في حماية كافة أفراد المجتمع والقضاء على الفيروس. وأضافت: تحتاج الشركات والدول إلى المزيد من الدراسات العلمية والأبحاث حتى وإن كانت اللقاحات الحالية فاعلة ولكنها بنسب ضعيفة لا توقف انتشار الفيروس نهائيا، كما هناك الكثير من الشائعات والأقاويل حول هذه اللقاحات منها أنها تؤثر على صحة الإنسان مستقبلًا وبعضها ليست بذات الفاعلية خاصة مع كورونا المتحور، ومنها تؤثر على الأشخاص المصابين بالأمراض المزمنة وآثارها الجانبية المحتملة وناهيك من جانب آخر أنه يجب الاستمرار في تطبيق إرشادات الوقاية من العدوى رغم أخذ اللقاح.

وتأمل عائشة أن تكثف وزارة الصحة جهودها في إقناع أفراد المجتمع أن كان اللقاح بالفعل مجديا من خلال الحملات والبرامج الداعمة التوعوية بأهمية أخذ اللقاحات المضادة بفيروس كورونا أسوة بالتطعيمات السابقة التي وضعتها وزارة الصحة وتكثيف التوعية بجودته وفاعليته إن كانت الحكومة على ثقة تامة بكفاءته في حماية جسم الإنسان من فيروس كورونا المستجد.

وفي تردد البعض ومن القصص التي نسمعها حولنا في أخذ اللقاح تقول إحداهن: كنت على ثقة تامة بدعوة وزارة الصحة الفئات المستهدفة بأخذ اللقاح ولكن انتابني بعض التوتر والشك عند معرفة إصابة أحد أفراد أسرتي ببعض الأعراض بعد أخذ اللقاح، وتقول: أتمنى أن لا أغيّر ثقتي وتوجهي تجاه لقاح كورونا فقد كنت على يقين بضرورة أخذ اللقاح. في حين تشجع آخرون من كبار السن من الفئات المستهدفة وهم بعمر أكبر من 65 سنة ليس بقناعة في أخذ اللقاح وإنما جاء بعد تشجيع من قبل أبنائهم في ضرورة أخذ اللقاح لتوفير الحماية اللازمة لهم وزرع المزيد من الأمل والطمأنينة في حمايتهم من شراسة الفيروس مستقبلا.

فوائد التطعيمات

 

بدر الرواحي[/caption]

وتواصلت جريدة «عمان» مع وزارة الصحة وطرحت عدة تساؤلات حول فوائد التطعيمات واللقاحات والمناعة التي تنتجها ضد الأمراض ودور التوعية في تغيير نظرة المجتمع وتخوفهم من اللقاح الجديد، وردا على الاستفسارات أجاب بدر بن سيف الرواحي مدير مكافحة الأمراض المعدية بوزارة الصحة، قائلا: تعمل اللقاحات على تهيئة جهاز المناعة ضد أي «هجمات» مستقبلية من مرض معين.

هناك لقاحات مضادة لكل من مولدات الأمراض الفيروسية والبكتيرية، أو العوامل المسببة للمرض. والتطعيم (اللقاحات) يساعد على تطوير المناعة من خلال محاكاة العامل المسبب للمرض الذي يتعرض له الجسم مما يساعد الجسم على أن تكون أجساماً مضادة ضد المرض، والتطعيم مثله مثل الأدوية التي يتناولها الناس، ومن الطبيعي أن يسبب بعض الأعراض الجانبية، إلا أن هذه الأعراض في الغالب -إن حدثت- تكون خفيفة وتتمثل في ارتفاع الحرارة وألم موضعي وتورم مكان الحقنة. هذه الأعراض الطفيفة هي ظاهرة عادية ويجب توقعها وقت قيام الجسم ببناء جهازه المناعي.

وتحمي التطعيمات من الإصابة ببعض الأمراض المعدية ومضاعفاتها الخطيرة، وبالتالي تؤدي إلى مجتمع معافى خالٍ من هذه الأمراض المعدية والأوبئة التي تسببها.

وعن اللقاحات المضادة لفيروس كورونا «كوفيد-19»، أوضح الرواحي قال: لقاح كورونا «كوفيد-19» يهدف إلى توفير المناعة المكتسبة ضد مرض الفيروس وجاء هذا بعد تظافر الجهود لتطوير لقاحات «كوفيد-19» منذ بداية العام على شكل عدد متزايد من الأعمال التعاونية بين شركات صناعة الأدوية والحكومات الوطنية والمنظمات الدولية والعدد المتزايد لشركات التكنولوجيا الحيوية في العديد من البلدان التي تركز على لقاح «كوفيد-19».

وشكلت المنظمات تحالفات دولية للإسراع في تطوير اللقاح والاستعداد لتوزيعه بما في ذلك منظمة التحالف العالمي التي سهلت هذا التعاون والبحث المُسرَّع والتواصل الدولي على نطاق واسع.

تخوف الناس

وحول تخوف البعض من أمان لقاح كورونا وفاعليته، أفاد مدير مكافحة الأمراض المعدية أن اللقاحات تعتبر على نطاق واسع واحدة من أعظم الإنجازات الطبية في العالم الحديث، تمنع من حدوث بين مليونين وثلاثة ملايين حالة وفاة كل عام.

وتخضع اللقاحات لاختبارات صارمة قبل طرحها في السوق من خلال اختبارها أولا في المختبرات وعلى الحيوانات قبل إخضاعها للتجارب السريرية التي يشارك فيها متطوعين ومن ثم يتم نشر هذه الدراسات في المجلات العلمية المرموقة حول العالم ومن ثم يتم اعتماد نتائج التجارب السريرية من قبل المنظمات الوطنية الدولية المعنية بتسجيل واعتماد المستحضرات الطبية. ومثال على ذلك لقاح أكسفورد-أسترازانيكا هو ثاني لقاح ترخصه وكالة تنظيم الأدوية والمنتجات الصحية البريطانية وأول لقاح صدقت على نتائجه مجلة لانسيت الطبية المرموقة مشيره إلى أنه آمن وتأثيراته الجانبية نادرة، كذلك يوفر حماية 76% في بداية الأشهر الثلاثة الأولى كجرعة واحدة فقط ويكون الأشخاص أقل عرضة لنقل المرض حيث تم حتى الآن تطعيم أكثر من 8 ملايين شخص حول العالم.

ودعا الرواحي إلى أخذ اللقاح لكي يقلل احتمالية مضاعفات المرض، ويقلل احتمالية أن تكون طفرات وظهور سلالات جديدة، كما يمنع انتشار الفيروس، وحتى يوفر حماية للفرد والمجتمع أجمعين.

التوعية وثقة المجتمع

وعن دور التوعية في تغيير نظرة المجتمع وتخوفهم من اللقاح الجديد، أفاد قائلا: تقوم الوزارة بنشر كل المعلومات المتعلقة باللقاح والفئات المستهدفة وتحث المواطنين والمقيمين المبادرة بسرعة الاستجابة والتوجه للمؤسسة الصحية فور الإخطار بأنك ضمن الفئة المستهدفة باللقاح، والالتزام بأخذ الجرعة الثانية من اللقاح بعد 4-6 أسابيع من تاريخ أخذ الجرعة الأولى، وذلك للحصول على الفاعلية المنشودة، حيث إن جرعة واحدة من اللقاح تعد غير كافية، والانتباه بأن مفعول اللقاح يبدأ بعد 7-14 يوما من أخذ الجرعة الثانية للحصول على الفاعلية المنشودة، وقبل انقضاء هذه المدة لا يزال الشخص عرضة للإصابة بالعدوى وينبغي عليه التوجه للمؤسسة الصحية للمعاينة في حالة ظهور أي أعراض للمرض، ومواصلة الالتزام بالإجراءات الوقائية الأخرى المعمول بها مثل غسل اليدين، ولبس الكمامة، والتباعد الجسدي، بعد أخذ جرعات اللقاح، حيث إن أخذ اللقاح لا يلغي الالتزام بهذه الإجراءات، وعدم الالتفات للشائعات وأخذ المعلومات المتعلقة باللقاح من المصادر الرسمية الموثوقة.

وذكر الرواحي حول صمود لقاحات كورونا أمام تحورات الفيروس قائلا: لا يوجد حتى الآن تأكيد بأن اللقاح لن يكون فاعل ضد السلالات الجديدة حيث ما زالت الدراسات متواصلة للإجابة عن هذا السؤال -ينبغي متابعة المستجدات بهذا الشأن- إلا أنه أشارت بعض البيانات الأولية إلى أن الاستجابة المناعية ضد بعض السلالات المتحورة تتأثر حيث قد تنتج إصابات في من أصيبوا سابقا بالعدوى أو من تلقوا لقاح كوفيد سابقا، وتجري حاليا متابعة السلالات المتحورة وخصوصا تلك التي تم الكشف عنها في جنوب إفريقيا والبرازيل، والمملكة المتحدة.

وأشار بدر الرواحي إلى الأعراض المحتملة بعد أخذ لقاح كورونا فقال: قد تختلف الأعراض باختلاف اللقاح المستخدم واختلاف ردات فعل الأجسام المختلفة تجاهها. وتتراوح الأعراض المصاحبة لأخذ اللقاح بين الألم الموضعي موقع الحقنة والاحمرار والتورم وبين الشعور بالحمى، الغثيان وآلام المفاصل والإعياء العام وهذا يدل على بدء استجابة الجهاز المناعي للجسم للقاح، ولم تسجل أعراض جانبية جسيمة أثناء مرحلة التجارب السريرية. وكما أنه لله الحمد تم استخدام اللقاحات في السلطنة حيث تم تطعيم أكثر من أربعين ألف شخص في السلطنة حتى الآن ولم تظهر أي أعراض خطيرة حيث تراوحت الأعراض بين الأعراض الجانبية البسيطة كالشعور بالحمى لمدة يومين وألم موضعي مكان الحقنة.

وأكد بدر الرواحي أن هناك خطة واضحة لمراحل التطعيم القادمة والفئات المستهدفة وضعتها الوزارة على مراحل مختلفة حسب توافر كميات اللقاحات والتوريد كما اعتمدت الوزارة استراتيجية تغطية 60% من السكان بحيث تم تقسيمها إلى مراحل للفئات الأكثر عرضة للإصابة بالمرض والمضاعفات.

وتتوفر اللقاحات في المؤسسات الصحية المعلن عنها في كل محافظات السلطنة والموجودة على الحسابات الرسمية لوزارة الصحة لتواصل الاجتماعي. في حالة وجود أي استفسار عن لقاح ضد فيروس «كوفيد-19» يرجى التواصل مع الوزارة عن طريق مركز الاتصال (24441999).