No Image
تحقيقات

هل المصور العماني هو الخلل في تطوير قطاع السينما المحلية؟

07 يناير 2023
بين نقص في الدعم وشح في التخصص ..
07 يناير 2023

هيثم سليمان: " لا يوجد لدينا في السوق العماني ما يكفي للإقتراب من قول كلمة "كافية" فيما يتعلق بالمصورين السينمائيين"

محمد المحروقي: "في التصوير لو اجتمعت الموهبة مع التخصص سيكون الناتج جميلا"

عدنان البحري: "أفكار المصورين في شبكات التواصل الاجتماعي جبارة.. وهي شرارة لمستقبل السينما العمانية"

خالد العبري: "قطاع السينما في عمان مغيب.. رغم أنه اقتصاد قائم في بعض الدول"

محمد الفارسي: "المصور العماني شامل.. والمقاطع المعروضة في شبكات التواصل مليئة بالأخطاء التي لا يراها إلا المتخصص"

تتجه أنظار العالم إلى السينما كونها صناعة ومصدر اقتصاد وثروة كبيرة إذا ما تم الاعتماد عليها، ويأتي المصور أحد أركان النجاح للعمل السينمائي، لا سيما أنه هو العين التي ترى المشهد قبل المشاهد، وتكون ذات مقدرة على اختيار الزاوية الجمالية التي بإمكانها أن تصنع المشهد بأسلوب جديد ومغاير، إلا أن المصور غالبا ما يكون كاليد الخفية التي تبدع من خلف الكواليس.

وبالحديث عن المصور العماني الذي يسعى ويحاول أن تكون له بصمة في صناعة السينما العمانية، تدور أحاديث حول عدم قدرته على بلوغ تلك المكانة التي تخوله للإشتغال فيما يخص التصوير السينمائي، وهنا وجب الوقوف مع بعض المشتغلين والمهتمين والمختصين في مجال التصوير والإخراج والسينما، لإلقاء الضوء حول إمكانيات المصور العماني، والخلل الذي يحول دون تطور وظهور السينما العمانية.

إمكانيات المصور ..

تباينت آراء المشاركين في التحقيق بين مؤكد على امتلاك المصور العماني لإمكانيات ومهارت تؤهله ليكون أحد عناصر نجاح الأعمال السينمائية إذا امتلكت جميع مصادر القوة، وبين ضرورة إعادة النظر في تلك الإمكانيات التي لا تكون المهارة هي وحدها كافية، بل هو بحاجة لمزيد من الخبرة والدراسة، ويبدأ محمد الفارسي حديثه بالتعريف بماهية المصور حيث يقول: "هناك اختلاف بين المصورين ومسمياتهم، ولابد لنا من معرفة الفارق بين كل مصور وآخر قبل الخوض في حديث عن إمكانياتهم ومهاراتهم وقدراتهم، حيث يتشابه مصوروا الفيديو على اختلاف تخصصاتهم في معرفة القواعد، فالمصور التلفزيوني: يعتبر عمله بسيط وسريع وتكلفته أقل، ووقته أقل، وجودته أقل، ويشتغل على 25 فريم في الثانية، ويعتمد على الكم أكثر من الكيف، فهو ملتزم بالوقت، أو بموسم محدد. بينما العمل السينمائي: كاميراته أغلى، فالجودة تكون أعلى، والسينمائي يعمل على 24 فريم في الثانية، وهو أدق بكل تفاصيله، والعمل السينمائي يركز على العمل بحد ذاته، ولايهم فيه الوقت، فهناك أعمال تكون فترة الاشتغال فيها تمتد إلى سنة أو أكثر، وطبعا تكلفته باهضة، فالأدوات أغلى، والطاقم أكبر".

ولا يشكك الفارسي في إمكانيات المصور العماني حيث يقول: "المصور العماني مصور عالمي، وأنا واحد من هؤلاء وتجاربي تشهد على ذلك من خلال مشاركتي في التصوير لمعظم القنوات الكبرى، ويمكننا القول ان المصور العماني مصور شامل فهو يقوم بتصوير شتى أنواع المجالات، ولا يمكن أن يحصر في نوع محدد".

تجربة تنقصها الخبرة ..

وحول خبرة المصور العماني يقول عدنان البحري حول ذلك: "الخبرة توجد لدى المصور العماني، والتجارب الشخصية والمؤسسية، ولكن ينقصه الاحتكاك ببيوت خبرة عالمية أو إقليمية، أما التجربة فهي موجودة وحاضرة، ودليل على ذلك الجوائز التي يحصدها السينمائي العماني، والأعمال التي تنتشر مؤخرا تثبت جدارة المصور العماني، ولكن التجربة العمانية بحاجة فقط لصقل أكثر".

وأضاف: "القدرات والمهارات التي يمتلكها المصور العماني كافية وكفيلة بأن توصله إلى مراتب عليا في هذا المجال، وهناك العديد من المصورين أجادوا وبلغوا مكانة عالية وحظوا بإشادة في كثير من المهرجانات، ولغة الأرقام هي الدليل والإثبات على ذلك، وأعتقد لو أن هناك منظمة رسمية فعلية وحقيقية تتبنى السينما لبلغنا قمة الهرم في الوطن العربي".

ويقول محمد المحروقي حول إمكانيات المصور العماني: "المصور العماني سواء على مستوى الفيديو أو الفوتو أبدع وهذا واضح على صعيد الأعمال التلفزيونية أو في ما يتم عرضه على مواقع التواصل الألكتروني، والخبرة كفيلة أن تتكون من خلال الممارسة فكيف لا تكون له خبرة، وهو بشكل مستمر يبدع في التصوير".

فيما تختلف وجهة نظر هيثم سليمان في ما يخص المصور السينمائي حيث يقول: " لدينا شح كبير فيما يسمى بالمصورين السينمائيين، حيث أن هناك فرق ما بين مصور الفيديو والمصور السينمائي، فمصور الفيديو هو من نراه يصور الإعلانات والأعمال الوطنية والكليبات ويقوم بتصوير فيديو المؤسسات، وهذا مستوى يمكن أن يصل له أي مصور مبتدئ ثم ينتقل إلى مراحل الاحتراف وبسرعة رهيبة جدا، وعادة لا يحتاج إلى مسار أكاديمي، أو خبرة عالية لاكساب هذه المهارات...

بينما المصور السينمائي قصة مختلفة تماما، فهو في بداية الأمر شخص شغوف بالسينما، ولديه علم ومعرفة بحيثيات الاشتغال في الأعمال السينمائية، حيث انه يعرف ما هو السيناريو وما هي القصة، ويعرف الملامح المناسبة التي يمكن أن تلتقطها عدسته في وجوه الممثلين، ويحس بالعمل والقصة، يعرف متى يختار اللقطة المقربة، ومتى يأخذ اللقطة الواسعة، ومتى يأخذ لقطة فوق الكتف، ومتى يأخذ لقطة ثابتة، لهذا فمصور السينما لديه الكثير من الأشياء التي تعتمد على دراسته وخبرته، فلابد أن يكون الشخص قد درس وتخرج من جهة متخصصة ليخرج كمصور سينمائي، لهذا يمكننا القول أننا في سلطنة عمان يوجد لدينا شح في مصوري السينما، وقد لا يتجاوز عددهم أصابع اليد الواحدة، الذين يمكن القول بأنهم يملكون حس مصور السينما، وقادرين على إعطاء أي مخرج سينمائي لقطات ومشاهد سينمائية، وللأسف لا يوجد لدينا في السوق العماني ما يكفي للإقتراب من قول كلمة "كافية" فيما يتعلق بالمصورين السينمائيين".

وحول ما يحتاجه المصور العماني لتطوير مهاراته إذا ما وضعنا في الحسبان أنه قد يكون مفتقرا لبعض أساسيات الأداء الفعلي للتصوير السينمائي فيقول خالد العبري: "أصبحت المعلومات متاحة ويمكن للمصور العماني أن يطلع على كافة المعلومات والمهارات من خلال شبكة الإنترنت والمواقع والتطبيقات المختلفة، فنحن لا نملك مواد أكاديمية في عمان تسمح بدراسة تخصص الإخراج والتصوير السينمائي، لذلك يضطر البعض للسفر للخارج للدراسة المتخصصة، والاحتكاك بأصحاب الخبرات مما يؤهلهم لتعلم المهارات اللازمة".

التعلم أساس التطوير ..

ويؤكد هيثم سليمان على ضرورة أن يسعى المصور لتطوير وإعادة تأهيل لمهاراته وصقل الموهبة بالدراسة فيقول: "هناك فرص كثيرة متاحة للمصور إذا كان يعتمد على التعليم الذاتي، ولا ينتظر الدعم الحكومي فيما يخص السينما، فالحكومة ليست مهتمة كثيرا بالجانب السينمائي، رغم أن الحكومة تدعم الجمعية العمانية للسينما والمسرح، إضافة إلى بعض الأندية المهتمة بالجانب السينمائي، ومسابقات في مجال السينما، ولكن يظل الاشتغال السينمائي الاحترافي شبه معدوم، والذي يعتمد على أبجديات وأدوات الاشتغال على السينما بالشكل الصحيح، وبالتالي هناك فرص كثيرة للمصور لو بدأ كمصور عادي، ولكن لو أراد التوجه للشق السينمائي يجب أن يعلم نفسه بنفسه، ولابد أن يدفع من جيبه، من خلال مشاركاته حتى على المستوى الخارجي، والاحتكاك بغيره من المصورين أصحاب الخبرة، إضافة إلى الدراسة المتخصصة في السينما، ولكن يمكننا القول بأن المصور لابد أن يدرك أن الوصول إلى الاحتراف يحتاج إلى التضحية، سواء على مستوى المادة ويدفع من جيبه للدراسة، ومستوى الوقت، أو على الاحباطات والعراقيل التي قد تواجهه، أما على مستوى الفرص من الجهات الرسمية فهي موجودة ولكن ليست كافية".

ويقولها محمد الفارسي صراحة: "لا يوجد لدينا مصورين حقيقيين دارسين دراسة أكاديمية في ما يخص التصوير السينمائي"، مؤكدا على أن معظم المصورون يشتغلون على أنفسهم من خلال المشاركة في الدورات والورش المتخصصة سواء داخل أو خارج السلطنة.

نقص الفرص ..

وقد تكون مشكلة الفرص المتاحة للمصور العماني هي أحد الأسباب التي تحد دون بلوغه العالمية، ويقول عدنان البحري حول ذلك: "لا توجد فرص متاحة للمصور ولكن كل شخص يعمل على فتح الأبواب لنفسه، لا سيما من خلال الإعلام الرقمي الحديث مثل وسائل التواصل الاجتماعي، اعطت فرصة ومساحة للمصور، وساعدته على الظهور، ولكن السؤال إلى متى سيظل يشتغل المصور على نفسه بهذه الطريقة مادام أن هناك ركود سينمائي، وحتى الخطابات الرسمية التي تأتي من مختلف الدول لسلطنة عمان عادة تكون عن طريق الجهات المعنية بالسينما، ولا يتم البحث عن أصحاب المواهب والقدرات أو من نشاهد إبداعهم في وسائل التواصل الاجتماعي".

ويقول خالد العبري: "تنقصنا المادة والتمكين، وذلك من خلال إعطاء مشاريع حقيقية للشباب، فالأفلام مكلفة جدا تصويرها وإنتاجها وإخراجها، وتطلب مبالغ ليست قليلة".

وحول ظهور المصور العماني فيقول محمد المحروقي: "هناك فرص متاحة بشكل كبير وواسع سواء على الصعيد المحلي أو الدولي ليظهر المصور العماني ويشارك وينافس، فقط الشيء الوحيد الذي يحتاجه المصور للمنافسة والظهور هو العمل على ذلك وأن لا يكون مقتصرا على الصعيد المحلي بل يحاول ان تكون مشاركاته دولية ليظهر بشكل أكبر وأوسع".

شبكات التواصل الاجتماعي..

ويؤيد محمد المحروقي الاشتغال على الأعمال الفنية من قبل الشغوفين بالتصوير ولكن مع ضرورة صقل ذلك بالتجربة والدراسة والخبرة، وهو واقع ينتشر بشكل واسع في وسائل التواصل الاجتماعي حيث يقول: "لو أتيحت الفرصه لغير المتخصصين في التصوير لأبدعو ولكن هناك فرق بين التصوير في مواقع التواصل، وبين التصوير التلفزيوني أو السينمائي، ولو اجتمعت الموهبة مع التخصص سيكون الناتج جميل".

ويرى عدنان البحري الأفكار التي تظهر في شبكات التواصل الاجتماعي من قبل المصورين على أنها "أفكار جبارة"، ويضيف: "يمكن لتلك الأفكار أن تقود السينما العمانية لمراتب عليا، وهي بمثابة شرارة لمستقبل السينما، ولكن الإيمان بمثل هذه الأفكار في مواقع التواصل الاجتماعي، ولها اهتمام من المؤسسات المختصة، والالتفات لها من قبل المعنيين بالسينما العمانية".

ورغم إشادة هيثم سليمان بالأفكار المعروضة بشبكات التواصل الاجتماعي بوصفه لها بالإبداعية والمميزة والمقدرة على التلاعب بالكاميرا، والمستويات المختلفة من الجودة والأفكار خارج الصندوق، إلا أنه يؤكد على أنها لا تتعدى أفكار تصوير عادي ولم تسخر في جانب السينما، وتحتاج إلى صقل ومعرفة وتعليم، ويقول: "الفيديوهات في شبكات التواصل الاجتماعي قد تشكل لبنة وأساس بسيط يمكن أن يتكئ عليه المصور للانطلاق إلى التصوير السينمائي، وهو مرحلة أعلى بطبيعة الحال من التصوير العادي"، ويضيف: "كمية الأعمال والفيديوهات المعروضة للمصورين وقدراتهم الفنية جدا رهيبة ورائعة وممتعة ولكن يجب تسخيرها للجانب السينمائي من خلال تطعيمها بأدوات السينما، ونحن المشتغلون في قطاع السينما نشعر بالأسى حين نرى شركات كبيرة تملك محتوى كبير في التصوير، وإمكانيات لمصوري الفيديو، ولكن نفس الشركات لا تريد الإشتغال على الأفلام، وهذا يمكن أن يكون حجر عثرة في طريق تطور المصور السينمائي العماني".

ورغم تأكيد محمد الفارسي على متابعته واطلاعه على ما يعرض في شبكات التواصل الاجتماعي إلا أنه يقول بأن معظم الأعمال أو المقاطع تحوي مجموعة كبيرة من الأخطاء ولكن المتلقي العادي يعجب بها، بينما المتخصص يمكنه أن يرى الأخطاء ويسعى لتقديم المعلومات لمن هم لا يملكون الخبرات.

خلل السينما العمانية..

وبالسؤال عن الخلل الذي يواجه السينما العمانية إذا ما وضعنا إمكانيات وقدرات المصور العماني في الاعتبار فيبدو أن المصور ليس هو الخلل الحقيقي كما وصفه المشاركون في التحقيق، فيقول خالد العبري حول ذلك: "الخلل يكمن في المنطومة وثقافة صناعة الأفلام غير الموجودة بشكل مطلق، والجهة المنظمة لهذا القطاع لا تعمل بشكل سليم، وقد يكون هذا القطاع مغيبا، بينما هو اقتصاد بحد ذاته، وبعض الدول تداركت هذا الموضوع واشتغلت عليه بشكل جيد، لكن بشكل عام لا يوجد ضخ رغم أنه قطاع له مردود كبير".

ويقول عدنان البحري: "هل توجد سينما حقيقية في عمان!! وإن كانت موجودة إلى أي مدى وصلت، حتى إلى دور العرض المحلية لم تصل إلا القليل من المبادرات الفردية، والسينما بطبيعة الحال تحتاج إلى دعم وضخ مالي كبير لإنتاج الأفلام، ولو كان هناك إنتاج سينمائي فكان سيكون هناك مردود كبير، ولكن ما نشهده الآن ليس أكثر من مبادرات فردية وتجارب مؤسسية، وحتى ما يقدم من أعمال سينمائية بسيطة أو ما يسمى بالسهرات السينمائية تسند الأعمال من قبل الجهات الرسمية إلى أشخاص محددين وأسماء متكررة وقد يكونوا أقل مهارة، بينما يوجد في الساحة من يمتلك قدرات فنية إنتاجية ولا توكل لهم الأعمال".

تطوير السينما العمانية ..

ويقول هيثم سليمان: "تطوير السينما العمانية معضلة تكاد تتشابه مع الكثير من الدول العربية الأخرى، وعند الحديث عن تطوير السينما العمانية هناك عدة عناصر يجب أن توضع في الاعتبار من ضمنها تطوير المصور، وهذا في حد ذاته خلل يجب الحديث عنه، فنحن لدينا مؤسسات أهلية مثل الجمعية العمانية للسينما والمسرح، طبعا هي تقدم أحيانا ورش وبرامج لتطوير المصور السينمائي ولكن ليست الورش الاحترافية التي تساهم في صقل مواهب الشباب، وتظل في نسبة 50 % ورش مبتدئة وليست كثيرة الصقل، و 50% ورش قد تكون احترافية وتساهم في صقل مواهب الشباب، وأيضا هذه الورش لا تجد التسويق الكافي، بحيث يعرف عنها كل المصورين في عمان وينخرطوا فيها لتطوير، المصور العماني بحاجة لتدارك موضوع الخلل والتي تتمثل في: تطوير المصور لذاته، ولا بد أن يكون المصور العماني لديه الرغبة في تطوير مهراته في التصوير السينمائي، ويكون مستعد لتطوير نفسه".

ويضيف هيثم: "الخلل الثاني يتمثل بالمعرفة بالمعدات الممناسبة، حيث نرى استخدام المعدات السينمائية في أعمال عادية، وعلى الرغم من الميزانية الضخمة المدفوعة للعمل لاسيما مع استخدام المصور للمعدات الضخمة للإشتغال على المحتوى البصري، لابد أن يكون هناك تخصصية، حيث أن تكون لدينا دراية بسوق الأدوات المحلية أو الموجودة في الأسواق المجاورة، ولا تجلب الأدوات السينمائية إلا للإشتغال في الأعمال السينمائية، لأن هذه الأدوات مخصصة وموجهة للسينما، وكما يقال "اعطي الخبز خبازه"".

ويقول هيثم سليمان أن الخلل الأكبر يكمن في المعرفة والاطلاع على الآخر، فـ"المصور العماني منطوي على نفسه" حيب قوله، ويضيف: "يمكن أن تحصل على المعرفة من خلال اليوتيوب أو بعض الورش التي يشارك فيها، و60% كله تجارب فقط، ولكن ما ينقص العماني في تطويره، وهو أحد أوجه الخلل في تطوير السينما العمانية من خلال المصورين هو المشاركة في الملتقيات الخارجية، ونحن لدينا شح في مشاركة المصورين العمانيين للمهرجانات السينمائية، والملتقيات الخارجية، والسيمنارات والرحلات المهمة الخارجية المتعلقة بالسينما، والتوجه لمراكز الصناعة السينمائية في العالم، لذا لابد أن تكون لدى المصور الرغبة للإنطلاق إلى الخارج والتعرف على زملائه والاحتكاك بهم وأخذ الخبرة منهم، فهم كذلك أخذوا الخبرة بشكل واسع من خلال المشاركة والاحتكاك بالآخر، فإذا كنا نحن لا نستطيع إحضار أصحاب الخبرة لنتعلم منهم، وذلك بسبب كلفتهم المرتفعة، فالأفضل أن أذهب أنا إليه حيثما يكون لأخذ الخبرة منه، من خلال حضور ورشة له في إحدى الدول، أو ربما حضور مهرجان يكون هو حاضرا فيه ومحاولة إجراء حديث معه والتعلم من خبرته ولو القليل، فنحن للأسف هذا العنصر غائب، عنصر السعي للمعرفة خارج الوطن".

ولا يضع محمد المحروقي اللوم على المصور العماني في تطوير السينما العمانية، حيث يقول أن الخلل قد يكون في المحتوى أو على مستوى التمثيل أما فنيا فنحن نتميز وننافس.