No Image
بريد القراء

مركز مصادر التعلم .. فيض عطاء لا ينفد

07 نوفمبر 2025
07 نوفمبر 2025

يعد مركز مصادر التعلم مساحة الإبداع والتميز الفكري. فهو يضم مزيجا متنوعا من مصادر المعلومات، سواء المطبوعة أو الرقمية أو الألعاب التعليمية، وبذلك يكون البحث فيه والتعلم بطرائق تفاعلية ماتعة. وهو المكان الأنسب لتعلم مهارات جديدة، وتفعيل التقنيات المختلفة، وإنجاز المشاريع والمتطلبات المدرسية.

لذا فإن الزيارة الميمونة لحضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم – حفظه الله ورعاه - لمركز مصادر التعلم، والاطلاع على ما يحويه، ويقدمه للبيئة المدرسية، ما هو إلا تأكيدا للأهمية التي يمثلها المركز بالمدرسة، والدور البارز الذي يلعبه في خدمة العملية التعليمية، ورؤية جلالته – أبقاه الله - لمستقبل هذه المراكز، وأدوارها الحديثة القادمة، التي تواكب تطورات التعليم في سلطنة عمان.

وهي دعوة كريمة من لدن جلالته – أعزه الله - لكل أخصائي مصادر تعلم إلى التمسك بهذه المهنة النبيلة، وبذل مزيد من الجهد والعطاء في سبيلها، والسعي إلى تطويرها، والتطلع إلى جعلها رائدة، ومواكبة لكل جديد من شأنه خدمة التعليم عامة، والمجتمع المدرسي خاصة.

إذ يعد مركز مصادر التعلم الوجهة الأنسب لكل معلم أراد التغيير في نمط حصته الدراسية، وإضافة جو من المعرفة التفاعلية، وتعزيز تجربة التعلم لطلبته، لما يوفره المركز من أجهزة وبيئة ملائمة للتعلم، تختلف في طبيعتها عن الصف الدراسي، مما يعزز هذه التجربة، ويترك الأثر الإيجابي لدى الطلبة تجاه هذه المادة الدراسية.

فمع دخول التقنية لمجال التعليم، وظهور التقنيات الحديثة المستخدمة في التعليم الرقمي، توجهت مراكز مصادر التعلم إلى تطبيقها، فأصبحت بعض المراكز توفر تجربة التعليم بمساندة تقنيتي الواقع المعزز والواقع الافتراضي، لجعل هذه التجربة أكثر استيعابا ومتعة. وفعّلت بعض المراكز المساعدات الذكية، وروبوتات المحادثة الفورية؛ لتوفير إجابات سريعة لتساؤلات المستفيدين من المجتمع المدرسي.

ووفرت بعض المراكز عددا من التطبيقات الذكية، التي تساعد الطلبة والمعلمين في تصميم الدروس التعليمية، وإنجاز المتطلبات المدرسية بطريقة احترافية وجودة عالية. فاستخدام هذه التطبيقات يساعد في تحسين العمل، وتوفير الوقت والجهد.

وهنا تتجلى الجهود العظيمة التي يقوم بها أخصائي مصادر التعلم، لتفعيل المركز وتطوير خدماته، ومساندة العملية التعليمية، وتحسين جودة مخرجاتها.

فنراه يقدم ورشا تدريبية في مجالات متنوعة، ويستقطب متخصصين من خارج المجتمع المدرسي؛ لتقديم معارفهم المختلفة وتشاركها، سواء مع الطلبة أو المعلمين، ويسعى إلى تنظيم مسابقات تعليمية وترفيهية، وإقامة فعاليات مثرية، يحيي عن طريقها المناسبات الوطنية والمهنية والتخصصية، مؤكدا بذلك الدور المهم لمركز مصادر التعلم، وتفاعله البناء مع المجتمعين المدرسي والخارجي، حاملا على عاتقه مسؤولية نشر المعرفة، ومساندة طلبة العلم، وإيجاد بيئة محفزة للتعلم والإبداع.

دمتم مشاعل نور، تضيء دروب العلم، ودامت مراكز مصادر التعلم فيض عطاء لا ينفد.