No Image
بريد القراء

تطور تقني في المدارس

13 نوفمبر 2025
13 نوفمبر 2025

حمد بن ناصر الريامي

بعد مرور ٤٠ سنة على دراستي في مدرسة المتنبي الثانوية بولاية إبراء آنذاك، والتعليم الأساسي حاليًا، كان لي الشرف أن يكمل ثلاثة من أولادي -المنتصر وخليفة والمعتصم- دراستهم الثانوية فيها أيضًا، ويستكمل في هذا العام الدراسي الابن الرابع عبدالملك (والذي أتمنى له التوفيق والنجاح مع جميع الطلبة والطالبات في هذا الوطن العزيز).

ومع مرور تلك السنوات، أجد هذا الصرح العلمي الشامخ، الذي درس فيه آلاف من أبناء ولايات شمال الشرقية وليس ولاية إبراء وحدها، يتطور في كل عام دراسي، بعدما تعاقب على إدارته مجموعة من المديرين وحمل رسالة أمانة التدريس المئات من المعلمين والهيئات الإدارية المختلفة. وفي كل عام نجد التجديد والتحديث في الأسلوب الإداري، وكذلك تطوير نظام التدريس ليتواكب مع عصر التقدم الحضاري والإلكتروني.

وما أبهرني وزاد من إعجابي هذا العام هو إنشاء المجموعات عبر شبكة التواصل الاجتماعي (الواتساب) لأولياء الأمور لمتابعة كل ما يخص أبنائهم من الحضور والانصراف والانضباط وسلوكياتهم ومستواهم الدراسي، وكذلك المشاركة في الحلقات والورش الدراسية، إضافة إلى الأنشطة والفعاليات المصاحبة داخل وخارج المدرسة وحتى المشاركات الخارجية. ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل تتقاطر رسائلهم النصية حتى في الإجازات الأسبوعية والفترة المسائية، لتوضيح مواعيد الامتحانات القصيرة لمختلف المواد، ليتمكن ولي الأمر من متابعة ابنه بشكل مستمر والتعرف على مراحل الدراسة ووقت الاختبارات داخل المدرسة، ثم متابعة نتائجه وتحصيله الدراسي.

ومن المؤكد أن هذا الأسلوب التربوي الحديث واستغلال تقنيات عصر التواصل الاجتماعي جعل أولياء الأمور قريبين من أبنائهم، خاصة مع التركيز على طلبة الصف الثاني عشر باعتبارهم الأهم في هذه المرحلة، وهم بحاجة إلى متابعة دقيقة ومتواصلة من قبل إدارة المدرسة وأولياء الأمور، ليكون اهتمام الطالب أكبر، ومحصلة نتائجه الدراسية مرتفعة، ويكمل هذا العام الدراسي بكل ثقة لتحقيق طموحه في الالتحاق بإحدى الجامعات والكليات، أو حسب الأمنية والرغبة التي اجتهد من أجلها بين الحياة الدراسية والعملية.

هذا الصرح العلمي الشامخ لم يكن ليتطور إلى هذا الأسلوب الحديث لولا قناعة إدارة المدرسة، بكل من فيها من مدير الإدارة والأخصائي الاجتماعي وهيئة التدريس بأن ولي الأمر جزء من العملية التربوية، وأن البداية تكون دائمًا من البيت حسب نشأة الطالب، وهو المحور الأساسي، وبعدها تكمل المدرسة دورها ليرتفع معه التحصيل الدراسي بشكل أفضل، باعتبار هذه المرحلة هي مرحلة جني ثمار السنوات السابقة، بعد 12 سنة من الدراسة والجهد والمثابرة وسهر الليالي والصبر والتحمل والتفكير والضغط النفسي، إضافة إلى طموحات الأسرة في رؤية فلذات أكبادها في أفضل المواقع الأكاديمية والعملية.

وأخيرًا، كلمة شكر وعرفان تقف عاجزة أمام هذا العمل الاحترافي الجميل مع هذه المجموعة المخلصة من إدارة المدرسة وهيئتها التدريسية، التي تواصل رسالتها بكل أمانة وإخلاص، لأن همها الأول وشغلها الشاغل هو أن ترى هؤلاء الطلبة من المتفوقين، وأن ينالوا نصيبهم من المقاعد في الدراسات العليا، تأكيدًا لما بذلوه ويبذلونه طوال العام الدراسي، وأن يكملوا مسيرتهم بعدها نحو التوظيف والواجب الوطني لخدمة هذا الوطن العزيز في مختلف المواقع تحت ظل القيادة الحكيمة لجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله ورعاه-.