بريد القراء

أجمل قصيدة شعر في ديوان الكون

21 نوفمبر 2025
21 نوفمبر 2025

أيام الله كثيرة، والصباح ما هو إلا ميلاد يوم جديد، وما ضياء الشمس إلا معجزة ربانية من الله تعالى في هذا الكون الواسع. وما أن ينبلج فجر اليوم حتى تسلط الشمس أشعتها على إنجازات الأوطان التي تحققت على مدار الوقت الماضي، بينما تكشف الشمس أيضًا عن مشاريع آتية في المستقبل القريب. هذا النور الرباني يسطع في كل جانب من جوانب الوطن، يتحدث عن واقع مشرق، ويخلد أحداثًا عظيمة لا تنطفئ شموعها حتى وإن جاء الليل بظلامه، بل تزيد النجاحات وهجًا آخر لكل الناظرين في عمق الحاضر والمستقبل.

ومنذ البدايات، وشمس عمان وضاءة منيرة بتراثها وحاضرها ومستقبلها، فالشمس التي تشرق على هذا الوطن لم تغب عنه يومًا، بل ترافقه في فتراته منذ البدايات وحتى يومنا هذا. إذن هي شمس تكشف للزائر عن حضارة عظيمة كانت قائمة ولا زالت، وحاضر عماني مشرق.

إن الفطرة البشرية دائمًا ما تتعجل حدوث الأشياء، وهذا ما يجعلها تفقد أو تنسى جوانب مهمة كانت جزءًا من تكويننا البشري رغم أننا نستمد قوتنا من ماضينا الجميل. فعندما نقلب بعضًا من أوراق الماضي نجد أننا نحتاج إلى استعادة شيء من ماضينا الذي نحبه ولا يمكننا التخلي عنه أبدًا.

فالأجيال الجديدة تؤمن بأن الماضي هو جزء مهم من الحاضر والمستقبل، وهذا هو سر تمسكنا بما تركه لنا الأجداد من ملاحم وطنية خالدة في ذاكرة الوطن.

حضارتنا عريقة، وأوراق الزمن معلقة في رزنامة الأبنية القديمة تحكي قصص الكفاح الطويل. فالتاريخ العماني زاخر بالكثير من البطولات والمآثر العظيمة، واحتفالنا باليوم الوطني يأتي امتدادًا راسخًا ووفاءً لما سبق، واستذكارًا لكل شيء لا يزال ضياؤه وضاءً. فهذه الحضارة هي من منحتنا القدرة على العطاء أكثر، فعمان وطن يجمع ما بين "التاريخ والحاضر والمستقبل".

كثر هم من تغنوا بحب الوطن، فمنهم من قال: "إن حب الوطن لا يتوقف، فهو السند والظهر لمن لا ظهر له، وأنه أجمل قصيدة شعر في ديوان الكون، وملاذ الأجداد والأبناء، وأن من يغترب عنه يدرك قيمته، فالوطن هو مهد الصبا، ومصدر الذكريات، ومنبع الحياة".

أيضًا هناك حقائق راسخة في عقول شعوب الأرض، جميعها تؤكد للعالم بأن: "الإنسان بلا وطن هو إنسان بلا هوية، ولا ماضٍ أو مستقبل"، ولذا كان الذود عن الأوطان هو مسألة حياة أو موت بالنسبة للإنسان تمامًا. وكما قال جيفارا: "لا يهمني أين ومتى سأموت بقدر ما يهمني أن يبقى الوطن". أما شاعرنا الكبير محمود درويش فيسأل: "ما هو الوطن؟!" ويردف قائلاً: "ليس سؤالًا نجيب عليه ونمضي.. إنه حياتك وقضيتك معًا".

أما الكاتب أحمد التومي، فيقف على ناصية الحديث بقوله: "إن الوطن كيان معنوي يشغل حيزًا كبيرًا في النفوس الكريمة، وتجسيد الوطن في الأشخاص قبح عظيم، فالأشخاص تُحب وتُكره.. تُمدح وتُذم.. بينما الوطن يتربع مترفعًا عن كل ذلك".