المنوعات

يوميات ممرضة.. خوف وترقب وتوتر

11 مارس 2020
11 مارس 2020

كيف تتعامل الطواقم الطبية مع مرضى كورونا أو المشتبه بهم؟

«عمان»: لا يمكن أن تنسى الممرضة منى المعولية مسؤولة التمريض بمركز الخوير الصحي اليوم الذي دخل فيه مواطن ووقف أمامها وقال لها: أنا قادم من إيران وأريد أن أجري فحص «فيروس كورونا» كان هذا أول مواجهة بينها وبين المرض على المستوى العملي، كان يوما صعبا بالنسبة لممرضة يحتم عليها عملها أن تقدم الخدمة المطلوبة لأي مريض. غير ذلك اليوم جدول أعمالها، وتفكيرها وأولوياتها، فهي التي تعودت الذهاب بعد خروجها من المركز الصحي لتحضر ابنتها من الحضانة كان عليها ذلك اليوم أن تذهب للبيت أولا للمزيد من التعقيم وأخذ الاحتياطات اللازمة قبل أن تأخذ ابنتها في حضنها خوفا عليها على الرغم أن نتيجة الفحص جاءت سالبة. لكن منى تعتبر أن الخوف انتهى مع الأيام ومع زيادة الوعي، وأن رعب الأيام الأولى قد تلاشى خاصة بعد أن شرح المختصون بوزارة الصحة الإجراءات التي على الطواقم الطبية اتخاذها خلال التعامل مع الحالات المشكوك فيها أو الحالات التي تثبت العينات المخبرية إصابتها ولكل وضع إحتياطاته الخاصة.

ومنى المتحمسة صارت تعرف الآن كل التفاصيل وتشرح لزميلاتها كما تشرح للمواطنين الآن التفاصيل وتخفف من رعبهم.

تقول منى لدينا بروتوكول معتمد من وزارة الصحة نتبعه منذ اللحظة التي يدخل فيها المريض/‏ المشكوك في مرضه بالفيروس وكيف نتعامل معه بطريقة أيضا لا تمتهن كرامته فهو مريض وليس مجرم أيضا وهذا مرض معرض له الجميع. وتتحدث منى أن مثل هذه الإجراءات هي واجبة التنفيذ مع أي مرض لحماية الطواقم الطبية وهذا معمول به في العالم فالطواقم الطبية لا تعلم نوعية المرض عند المريض لحظة دخوله للمركز الصحي ولذلك في جميع الأحوال عليها أن تتخذ الإجراءات الاحترازية.

وعن القوة التي واتتها وهي تستقبل أول مشكوك فيه قادم من إيران لتصمد في تلك المواجهة تقول منى: كان عليّ أن أفعل ذلك، لم يكن لدي أي خيار آخر، فأنا مسؤولة التمريض وإذا لم أفعل ذلك فإنني أعطي بقية زملائي العذر للخوف والتهرب من المسؤولية. كان الأمر يحتاج بعض الشجاعة وقد فعلت ومضى الأمر بسلامة.

لكن منى تؤكد أن الأمر ربما يتغير كثيرا في حالة اكتشاف حالة مصابة فعليا بالفيروس لأن هذا الأمر يحتاج مواجهة أخرى على مستوى الشجاعة والتغلب على الخوف الطبيعي ويمكن أن يعود الخوف والهلع إلى المربع الأول. وهذا الأمر أيضا ربما يقودنا للابتعاد عن أبنائنا لأيام وأن يخضع الطاقم الطبي نفسه لنوع من الحجر والفحوصات. وتقول منى إن العينات تحتاج الآن إلى حوالي 72 ساعة نظرا للضغط الكبير على المختبرات فيما بدأت بحوالي 24 ساعة فقط.

لكن منى تقول إن المركز لم يستقبل حتى الآن حالة إيجابية وهذا مطمئن جدا حتى الآن. وتروي منى المعولية تفاصيل اليوم الذي دخل فيه مواطن وقال إنه عاد من إيران ويريد إجراء فحص لكورونا ما جعل جميع من كانوا في المركز الصحي للخوف والهرب من المركز ربما أن الرجل كان يتمتع بالكثير من الوعي وكان يرتدي الكمامة الطبية ويأخذ مسافة آمنة بينه وبين من يتحدث معهم، لكن خوف الناس مبرر خاصة وأننا لم نمر بمثل هذه الفاشية من قبل. وفي المجمل تعتبر الطواقم الطبية في مقدمة معارك الأوبئة على مر التاريخ ولذلك تعطيهم القوانين أولوية في أخذ اللقاحات والأدوية حتى يستطيعوا القيام بأدوارهم الميدانية. ومن بين أبرز المواقف التي تحدث يوميا في المركز الصحي حول فاشية كورونا تتحدث منى عن المدارس التي تبعث بعشرات الطلاب يوميا للمركز الصحي على أنهم، ربما، يكونوا مصابين بالفيروس لكن بعد الأسئلة والفحوصات يتبين أن الأمر لا يعدو أن يكون انفلونزا عادية موسمية.