1475753
1475753
المنوعات

هاربة من الماضي..مسلسل باللغة اليديشية على نتفليكس مستلهم من سيرة ذاتية

05 مايو 2020
05 مايو 2020

منشور المسلسل[/caption]

"عُمان": عرضت نتفليكس في السادس والعشرين من مارس الماضي مسلسلها الأول باللغة اليديشية "Unorthodox"، حيث تستند أحداث المسلسل على السيرة الذاتية لديبورا فيلدمان وهي مدونة وكاتبة أمريكية وألمانية من مواليد عام ١٩٨٦. وكان المسلسل من بطولة الممثلة شيرا هاس "إستر" ابنة التسعة عشر ربيعا.

تدور أحداث المسلسل المكون من أربع حلقات في مكانين كل منهما نقيض الآخر، فمن "ويليامسبرغ" حيث تقطن جماعة "ساتمار" ببروكلين المتشددة في تعاليم اليهودية، والمنعزلة المنغلقة على نفسها من كل ما يناقضها من عادات ودين وثقافة، إلى "برلين" البقعة المنفتحة كليا على الغير، المحفوفة بالفن والجمال.

تغادر "إستر" المكان الأول هربا إلى المكان الثاني، حاملة الذكرى والبداية الجديدة "صورة "الجدة"، و"البوصلة". قالت شيرا هاس في الفيلم القصير الذي أنتجته نت فليكس حول صناعة هذا المسلسل إنها قصة جميلة ومتفردة تحدث في عالمين مختلفين، وأنها أكثر ما تكون قصة الحق في أن يكون لك صوتك الخاص.

"ساتمار" كما وصفتهم ليزا كاتز: "ساتبار Hasidism هو فرع من اليهودية الأرثوذكسية المتطرفة التي أسسها الحاخام موشيه تيتلبوم (1759-1841)، حاخام في هنغاريا. وأصبح أحفاده قادة لمجتمعات مرامارزيغيت التي تسمى "سيغيت" في اليديش والآن تسمى ساتو ماري "ساتمار" باللغة الييدية. وكمثل اليهود الحريديم الآخرين، يقطن يهود ساتامر هاسيديك في مجتمعات معزولة، ويفصلون أنفسهم عن المجتمع العلماني المعاصر. وكغيره من اليهود الحسيديين، يقترب ساتمار هسيديم من اليهودية بفرح. مثل طائفة نتوري كاترا، يعارض ساتمار هسيديم جميع أشكال الصهيونية". وحيال معارضتهم هذه فإن المسلسل يأتي مؤكدا عليها في لقطة خاطفة عندما يحل "يانكي" زوج "أستر وابن عمه نزلاء في أحد فنادق برلين.

تبدأ أحداث المسلسل من منتصف القصة، حيث فتاة شابة قصيرة القامة قصيرة الشعر نحيلة الجسم، يوم السبت تقف أمام النافذة وتنظر نحو الأفق مكان البنايات المتراصة، وكمن قرر بفعل شيء عزم عليه من وقت طويل. تحزم اليسير جدا من الأمتعة في صرة (قميصها الأزرق الداكن). "كل سبت وأنتم بخير" كانت المنطوق الأول في المسلسل بعد مضي ٣ دقائق صامتة. اليوم الأهم عند الـ"ساتمار" - حيث يجتمعون حول المائدة التي يرأسها الحاخام الذي يسهب في الوعظ واستذكار مآسي ما حل بأجدادهم- كان هو ذاته اليوم الذي دخلت فيه "إستر" عالما آخر.

وسيرا مع الأحداث التي بدأت من منتصف القصة، يخلق (الفلاش باك) بين الحاضر والماضي، المقارنات الحادة بين الحياة في المكانين، بين العزلة المطلقة والتنوع اللامحدود، والتحولات التي آلت إليها شخصية "إستر" شيئا فشيئا وهي تتخلص من رموز الماضي مبتدئة بشعرها المستعار، وعلى الرغم من إصرارها على كونها مختلفة عن الفتيات فلم يكن مظهر "إستر" الخارجي في البدء يشي بأكثر من فتاة نحيلة قليلة الكلام، مطيعة ووديعة وبالكاد تعرف شيئا عن الحياة التي تنتظرها. أما الطريق الذي أرادت "إستر" الوصول إليه برغبتها بعد كل المعاناة يجده الـ"ساتمار" ضلالا لا يسمح به.

وبما أن المسلسل كان يسلط الضوء بحرص في تفاصيل هذه الفئة من الناس، في طريقة التفكير واللباس والعادات ومراسم الزفاف وما قبل الخطبة وطقوس العبادة، يقول دانيال هيندلر محرر القصة إنه "عندما تريد إلقاء الضوء على مجتمع مختلف كليا فإنك تحرص على أن تكون كل التفاصيل بشكلها الصحيح". لم يكتف طاقم العمل بالممثلين فقط، بل سخر أناسا من الفئة نفسها لتمثيل ما هم أعلم به من غيرهم، لذلك كانت إشادة فريق العمل واضحة بـ "إيلي روزن" فهو من المجتمع بالنفس إضافة إلى كونه مترجما ومتخصصا، فكان مساعدا في كل التفاصيل المتعلقة بثقافة هذا المجتمع، إضافة إلى البحث والتجول كثيرا في المكان، والغوص في حياة هذا المجتمع وتدوين الملاحظات من أجل رسم التصور الخاص بشخصية "إستر" والعالم الذي تعيش فيه والعالم الذي تذهب إليه فيما بعد، والممثلين الآخرين الذين يشاركونها القصة.