20-(5)
20-(5)
المنوعات

نوال بوسبولة .. خرجت من باب الإعلام لتدخل من نافذة الرسوم الكرتونية

16 أبريل 2021
16 أبريل 2021

صحفية جزائرية تحترف الفن التشكيلي -

الجزائر، العمانية: لم تكن الإعلامية الجزائرية، نوال بوسبولة، تعرفُ أنّ تأخُّرها عن دوام العمل، كصحفية بإحدى القنوات التلفزيونية، لمدة خمس دقائق فقط، كان كافيًا لطردها من الباب الضيّق، وفي الوقت ذاته، شكّل ذلك لحظة فارقة لتغيير مسار حياتها المهنية، وقلبها رأسًا على عقب. ولولا التشجيع الذي تلقّته من عائلتها المكوّنة من والدها، وهو رسامٌ ماهر، وشاعرٌ أيضا، وعمّتها وعمّها، وهما رسّامان بارعان في فن البورتريه، وحتى أخواتها الثلاث اللّواتي يتمتّعن بموهبة الرسم، لكان توقيفها عن العمل قد شكّل لها صدمة كبيرة، خاصة، وهي تخطو أولى الخطوات في مسارها المهني. تقول نوال لوكالة الأنباء العمانية: إنّ خروجها المفاجئ من عالم الصحافة كان سنة 2013، لكنّ ذلك لم يُحطّم عزيمتها، لأنّها بقيت تبحث في مواهبها الكامنة، لعلّها تجد ما يُعوّضها عمّا افتقدته، فكان أن استشعرت في نفسها موهبة حبّ تقليد الأصوات، فراحت تُسجّل تقليدها لبعض الشخصيات الكرتونية، خاصة تلك التي كانت مولعة بها، منذ الطفولة، مثل كثير من أقرانها. ومن الأمور التي حفّزتها على مواصلة هذا الدرب، إعلان قناة "سبيستون"، الموجّهة للأطفال، عن مسابقة لاختيار أصوات للعمل لصالح القناة. تقول نوال بوسبولة "في عام 2017، اتّصل بي محمد العربي طرقان، صاحب قناة "سبيستون"، وطلب منّي المشاركة في برنامج فواصل تعليمية خاص بالأحرف العربية، لكنّني لم أكن متحمّسة كثيرًا بسبب مشاركة الآلاف من المتنافسين من مختلف دول الوطن العربي، وكنت أعتقد أنّ حظوظي في النجاح ضئيلة، وتواصلت مع القناة عبر الإنترنت، وفوجئت في أحد الأيام بخبر قبولي، وهو الأمر الذي شكّل لي مصدر سعادة لا توصف". ومنذ تاريخ اختيارها، قامت نوال بأداء أدوار العديد من الشخصيات الكرتونية التي تفتخر بها، على غرار سالي، وجودي أبوت. ومع ذلك، ظلّت تحلم بأداء بعض الأدوار الأخرى مثل دور المحقق كونان، وهي الشخصية الكرتونية التي أحبّها الأطفال، وقامت بأداء دورها ببراعة آمال سعد الدين، التي استطاعت تقمُّص الدور، حتى نخالُها طفلا وليست امرأة، كما تمنّت، أيضا، أداء بعض الأدوار الأخرى، كشخصية ماروكو، وداي الشجاع. وتؤكد هذه الإعلامية والمدبلجة الجزائرية أنّ من يملك الموهبة، في أيّ مجال كان، يُمكنه النجاح والتألُّق، مهما صادفه من عوائق ومثبّطات، شريطة أن تكون لديه العزيمة والإرادة، والثقة بالنفس، والقدرة على صقل الموهبة، وهو الأمر الذي استطاعت هي أن تُحقّقه، بكثير من المثابرة والاجتهاد، والتعلُّق بأمل النجاح، حتى وإن كان خيطًا رفيعًا. وكاعتراف بالجميل، لكلّ تلك الشخصيات الكرتونية التي ساعدتها على النجاح في مجال الدبلجة، قامت نوال برسم الكثير منها على كؤوس الزجاج بواسطة عجينة السيراميك. ومن أبرز الشخصيات التي رسمتها سالي، وجودي أبوت، و ماروكو، والمحقق كونان، وسنوبي، وسبايدر مان، وكوغو دراغون بول، وعروس البحر أريال، وفروزن ملكة الثلج، وإلسا وصديقها أولاف، ودورا، وماشا والدب. وتعتقد نوال "بأنّ النجاح الذي حقّقته في أداء أدوار الرسوم الكرتونية، يعود في جزء منه إلى أنّ الطفولة تُعد شطرًا من ذواتنا، حتى وإن اعتقدنا أنّنا كبرنا في السن، ولذلك، فهي تستمتع عندما تقوم بأداء تلك الأدوار، وكثيرا ما تنتابُها لحظات من النشوة، وهي تستعيد ذكريات من سنوات طفولتها الأولى". وبشأن مستوى الرسوم المتحركة، التي كانت تُقدّمها القنوات التلفزيونية للأطفال، قديما، والتي تبُثُّها، حديثا، تشير نوال بوسبولة بالقول: "قديما، كنّا نلمس في مسلسلات الرسوم الكرتونية، نشر المبادئ والرسائل الهادفة، حيث تعلّمنا من خلالها اللُّغة العربية الفصحى، كما تعلّمنا منها تلك الأحاسيس البريئة التي هذّبت أنفسنا، بل وغرست فينا معاني الصداقة، والأخوة، والتعاون، وحب الخير للآخرين.