1435643
1435643
المنوعات

«لمحات من الفكر الثقافي لجلالة السلطان قابوس بن سعيد» في ندوة بصلالة

12 فبراير 2020
12 فبراير 2020

ضمت 3 أوراق عمل -

كتبت ـ أمينة الزوامرية -

نُظمت أمس الأول بمكتبة دار الكتاب العامة بصلالة ندوة حملت عنوان «لمحات من الفكر الثقافي للسلطان قابوس بن سعيد، طيب الله ثراه» وذلك بقاعة الأستاذ عبدالقادر الغساني بالمكتبة واستعرض اللقاء 3 من أوراق العمل لمحاور تلخصت في عدد من الإنجازات على الصعيد الفكري الثقافي، شارك في الجلسة كل من الدكتور عمر بن محروس الصيعري رئيس قسم البرامج بالهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون بصلالة والدكتور الباحث أحمد بالخير بورقة للدكتورة جميلة الجعدية والأستاذ راشد الدغيشي مدير مكتب جائزة السلطان قابوس للثقافة والفنون والآداب وحضور المكرم الشيخ مصطفى بن عبدالقادر الغساني عضو مجلس الدولة ورئيس مجلس إدارة المكتبة إلى جانب حضور عدد من المهتمين والباحثين في الشأن الثقافي والأدبي.افتتح اللقاء المكرم الشيخ مصطفى بن عبدالقادر الغساني بكلمة رحب فيها بالحضور، وذكر فيها عطاءات جلالة السلطان قابوس الخالدة بين أبناء عمان، كما عزى الشعب العماني في رحيل فقيدها جلالة السلطان قابوس بن سعيد، طيب الله ثراه.

مصادر الفكر الثقافي القابوسي

بعدها ألقى الدكتور عمر بن محروس الصيعري ورقة تناول فيها أهم مصادر الفكر الثقافي عند جلالة السلطان قابوس بن سعيد -طيب الله ثراه- التي شكلت في مجملها أبرز ملامح ومؤثرات الفكر الثقافي العماني المعاصر، مشيرًا إلى أثر الدور الأساسي الذي قام به السلطان قابوس -طيب الله ثراه- في انطلاق النهضة العمانية الحديثة وتطويرها وحمايتها ووضع خطط الإصلاح والتغيير موضع التنفيذ، حيث أوضح ارتباط تجربة التحديث العمانية بشخصية السلطان وحدها، التي استمدت جل أفكارها من فكره وثقافته ورؤيته قائلا: إن المقولات التي استنبطها السلطان قابوس طوال عمر النهضة قد أثبتت قدرتها على تقديم دليل قاطع يؤكد خصوصية مقولات التحديث العمانية وشموليتها، وهي مقولات ثقافية مستنبطة من التراث العماني، وتم توظيفها من أجل تطوير المجتمع العماني على أسس عصرية، كما أنها مقولات إنسانية شمولية مفتوحة على الثقافات الإنسانية في العالم كله وشديدة الصلة بثقافات عصر العولمة، وذكر العديد من تجليات هذه الثقافة وتنوعها التي تناولتها ورقة عمله كالثقافة الخاصة والثقافة العامة وثقافة المجتمع العماني العامة وثقافة التوازن والوسطية وثقافة الاهتمام بالعلم والتعليم والتراث والثقافة والأعراف والتقاليد وثقافة التسامح والعفو داخليًا وخارجيًا وثقافة الشورى وثقافة التعايش وإيجاد مجتمع عماني متماسك إضافة إلى ذلك الثقافة القابوسية الخاصة التي يتسم بها في مظهره واحترامه للثقافة العربية والدينية في خطاباته الرسمية وشغفه بالثقافة الموسيقية واصفًا جلالة السلطان الراحل بأبي النهضة المعاصرة، مشيرًا إلى أن تلك التجليات قد انعكست بشكل أو بآخر على الواقع الثقافي العماني، وتشكيل مؤسساته ورؤاه الفكرية على حد سواء.

الكراسي العلمية

لجلالة السلطان قابوس

وحول اهتمامات جلالة السلطان الراحل بالجانب العلمي ألقى الباحث الدكتور أحمد بالخير ورقة عمل للدكتورة جميلة الجعدي أستاذة مساعدة بقسم اللغة العربية بجامعة ظفار تطرقت فيها إلى الحديث عن كراسي السلطان قابوس العلمية الموجودة في عدد من الجامعات في العالم، مشيرًا فيها إلى ترجمة رؤى جلالته في عدد من المجالات التطبيقية، ومن هذه المجالات كراسي السلطان قابوس العلمية التي زرعها في العديد من الجامعات المرموقة حول العالم جميعها تحمل اسمه يأتي ذلك في مضمون نهج السلام الذي انتهجه رجل السلام السلطان قابوس بن سعيد بن تيمور -طيب الله ثراه- وذكرت الجعدية في ورقتها هدف هذه المبادرات العلمية المتميزة في إبراز دور السلطنة في التقريب بين الثقافة العربية والثقافات الأخرى، ودعم الدراسات العلمية والبحثية وخلق شراكة بين الجامعة، وبين طرف آخر يقوم بتمويل فكرته، وأن عدد تلك الكراسي وصل إلى 16 كرسيًا، متنوع التخصصات ومن بينها تخصصات الدراسات السياسية والأديان والثقافة واللغة العربية والاقتصاد والفنون والمياه والتكنولوجيا. وقدم الدكتور بالخير محورين مهمين تناولتهما الدكتورة في ورقتها كالكراسي العلمية متعددة الأهداف، مثل كرسي صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد للاستزراع الصحراوي بجامعة الخليج العربي بمملكة البحرين، عام 1994، وآخرها زمالة السلطان قابوس للرياضيات في كلية كوربوس كريستي بجامعة كامبريدج بالمملكة المتحدة، عام 2014م، وكراسي اللغة العربية، التي كان أولها أستاذية السلطان قابوس بن سعيد في الأدب العربي والإسلامي بجامعة جورج تاون الأمريكية، عام 1980م، ويعد الأقدم بين الكراسي العلمية لجلالته وذكر أنه لا يوجد فرق بين مصطلحي كرسي وأستاذية فهما يحملان المعنى ذاته والاختلاف يكمن في المسمى الذي تستخدمه الجامعة، بينما الزمالة هي منحة بحثية يتم الإعلان عنها لإجراء بحث في موضوع معين يتعلق بمجال الزمالة ولا يشترط أن يكون الحاصل عليها متفرغًا للعمل في الجامعة أو الكلية التي خصص لها.

الغايات السامية

لجوائز السلطان الراحل

واختتمت الجلسة بعرض ورقة عمل حول الغايات السامية لجوائز السلطان قابوس قدمها راشد الدغيشي مدير مكتب جائزة السلطان قابوس للثقافة والفنون والآداب التي ارتكزت في محاورها على ماهية جائزة السلطان قابوس وتعريفها والحديث حول أهم أهدافها في دعم المجال الثقافي والفني والأدبي والمساهمة في حركة التطور العلمي وإثرائه وتشجيع المثقفين والمهتمين بهذا الجانب من خلال التكريم وفتح أبواب التنافس في المجالات العلمية والمعرفية إضافة إلى مساهمة عمان في رفد الحضارة الإنسانية، كما تطرق إلى ذكر جهات الإشراف على تلك الجوائز وآلية سير العمل في منحها وشروط الترشح لها وقيمتها أيضًا إضافة إلى دور تلك الجوائز ماديًا ومعنويًا في تشجيع التنافس والإبداع وصون المكتسبات والغايات السامية لجوائز السلطان قابوس المحلية والدولية، وتسليط الضوء على الحراك الثقافي والفني والأدبي خلال دوراتها الثماني الماضية، كما تناول الدغيشي في المحور الثاني من ورقته عدد الجوائز التي تم حصرها، وهي 9 جوائز تحمل اسم السلطان قابوس كجائزة السلطان قابوس لصون وحماية البيئة عام 1991م التي تهدف إلى تشجيع الأبحاث في مجال صون البيئة والموارد الطبيعية والحفاظ على التراث الطبيعي للإنسانية وجائزة السلطان قابوس للإجادة الصناعية لتطوير وتنمية الصناعات العمانية وجائزة السلطان قابوس لأفضل خمسة مصانع 1991م وجائزة مسابقة السلطان قابوس لحفظ القرآن الكريم 1992م وجائزة السلطان قابوس للإجادة في الخدمات الإلكترونية 2008م، وجائزة السلطان قابوس للإجادة الحرفية 2010م، وجائزة السلطان قابوس للعمل التطوعي 2010م، وجائزة السلطان قابوس للإبحار الشراعي 2011م، وجائزة السلطان قابوس للثقافة والفنون والآداب 2012م، وجائزة السلطان قابوس للتنمية المستدامة في البيئة المدرسية 2018م، اختتم اللقاء بتكريم المشاركين في الأمسية وتبادل الهدايا التذكارية.