كورونا.. ثقف نفسك

تشير تقارير وزارات الصحة العالمية أن العدوى تنتشر بسهولة من شخص لآخر، خاصة في المنازل والمستشفيات والمكاتب والأماكن المحصورة، كما يمكن أن ينتقل الفيروس عبر الهواء إذا كان المصاب قريبا منك ويصل رذاذ عطسه او سعاله أو حتى الهواء الذي يخرج من فمه خلال الحديث، ولكن بعض التقارير تقول إن الفيروس لا بد أن ينتقل وهو مغلف بالمخاط أو اللعاب ولا ينتقل بنفسه مفردا في الهواء.

ينتشر الفيروس الآن في كل دول العالم تقريبا، ولا توجد دولة حتى الآن بمنأى من وصول الفيروس إلى سكانها. وفي الوقت الذي تباطأ فيه الفيروس بشكل كبير في الصين تحول إلى أمريكا وأوروبا حيث اعتبرت أوروبا الآن بؤرة الفيروس، وأعادت منظمة الصحة العالمية مساء الخميس تصنيف انتشار الفيروس ليكون جائحة.

يتساءل الكثيرون حول الأعراض التي تظهر على المصاب. ويقول الأطباء المتخصصون في الفيروسات التاجية إن الأعراض تستغرق من لحظة الإصابة بالفيروس حتى ظهورها قرابة 14 يوما لتبدأ بعد ذلك ظهور الأعراض والمتمثلة في الحمى والسعال الجاف والإرهاق العام في الجسم وصعوبة في التنفس أو ضيق التنفس. وفي المجمل فإن علامات المرض تشبه إلى حد كبير نزلات البرد أو الإنفلونزا الموسمية.

يعتقد البعض أن العدوى لا تنتقل له من الشخص المصاب بالفيروس إلا بعد ظهور الأعراض المذكورة في ذلك المصاب، ولكن هذا الاعتقاد ليس صحيحا مع الأسف الشديد، فيمكن للفيروس أن ينتقل لك من الشخص المصاب به ولم تكن الأعراض قد ظهرت عليه. وهنا تكمن خطورة الفيروس، فيمكن للمصاب بالفيروس قبل ظهور الأعراض أن يخالط الناس ويخالط أسرته خلال 14 يوما وينقل الفيروس للعشرات بل المئات خلال هذه الفترة.

يطرح الناس في العادة سؤالا مثل كيف أحمي نفسي من الفيروس؟ وفي ظل عدم وجود أي علاج حتى الآن يكون العلاج وقائيا أكبر من كونه علاجيا. ولذلك لا بد للجميع أن يتبعوا العادات الصحية التي يوصي بها الأطباء دائما سواء كانت هناك جائحة فيروس أم لا وتتمثل في: غسل اليدين بشكل متكرر بالماء والصابون وهذه أهم نصيحة يكررها الأطباء هذه الأيام. وغسل اليدين بشكل مستمر يمكن أن تحمي الإنسان من الإصابة بنسبة كبيرة. وكذلك تعيقم اليدين بالمعقم الكحولي. وعدم المصافحة والابتعاد عن بعض العادات المصاحبة للسلام وهي التقبيل عبر الخد أو عبر الخشم. وينصح الأطباء محاولة الابتعاد عن ملامسة الأسطح المنتشرة حولنا وفي حالة تمت الملامسة يمكن للشخص أن يغسل يديه أو يعقمها مباشرة قبل أن يلامس وجهه.

من بين أكثرالأسئلة الشائعة اليوم هي كيف يدخل الفيروس إلى جسم الإنسان؟ يرى الأطباء أن الفيروس لا يستطيع اختراق الجلد وأنما يعبر لداخل جسم الإنسان عن طريق العين أو الفم أو الأنف. ولذلك من المهم عدم ملامسة الوجه قبل التأكد من تعقيم اليدين بالمعقم أو غسلهما بالماء والصابون.. وبالمناسبة غسل اليدين بالماء والصابون أكثر جدوى من المعقم.

ماذا علينا ان نفعل الآن وقد تم اعتبار الفيروس جائحة عالمية.. أهم ما يمكن أن تفعله كفرد الآن هو أن تتبع النصائح الطبية والعادات الصحية إضافة إلى بقائك في منزلك وعدم الخروج إلا للضرورة القصوى، ولن يصلك الفيروس وأنت في منزلك ولن يصلك إذا اتبعت الإجراءات الصحية المعلنة من قبل وزارة الصحة.

هل يمكن أن أعول على مناعتي وصحتي في الوقاية من الفيروس؟

المناعة مهمة جدا في عدم وصول المريض بالفيروس إلى مراحلة خطرة ولكن لا يمكن لأي شخص أن يقرر من تلقاء نفسه أن صحته ومناعته تستطيع أن تقيه من الفيروس هذا أمر متعلق في المقام الأول بقدرة الله سبحانه وتعالى وكذلك بالفحوصات المخبرية وليس التقديرات الشخصية.

هل أستطيع السفر؟

أكدت اللجنة العليا المكلفة بمتابعة تطورات فيروس كورونا ضرورة الامتناع عن السفر إلا للضرورة القصوى نظرا لإنتشار المرض اليوم في أغلب دول العالم، وكذلك فإن 19 حالة من بين الحالات المسجلة في السلطنة حتى لحظة كتابة هذه الزاوية من أصل 20 حالة مرتبطة بالسفر ولذلك فإن السفر قد يعرضك للإصابة الفعلية نظرا للكثير من الأسباب المشار إليها عاليا في هذه الزاوية.

على الرغم من خطورة الفيروس ونسبة انتشاره في العالم إلا أنه مثله مثل غيره من الفيروسات التاجية سهل التدمير.. تذكر أن غسل يديك بالماء والصابون كفيل أن يدمر الفيروس ويقضي عليه. ولذلك أنت وحدك من يقرر ما تفعل!