المنوعات

كريستيان بيل يعيد للأذهان ذكرى مذابح الأرمن من خلال فيلم «الوعد»

28 أبريل 2017
28 أبريل 2017

لوس أنجلس «د.ب.أ»: - على الرغم من أن هذه الوقائع المروعة حدثت منذ أكثر من قرن من الزمان، لا يزال موضوع مذابح الأرمن شائكا ويثير حساسية وجدلا كبيرين، وبالفعل تناولت السينما تلك الأحداث في أكثر من عمل، كان آخرها «مصير نونيك»، عام 2008 بطولة الإسبانية باث بيجا، ومن إخراج الأخوين تابياني ، إلا أن هذه الأعمال لم تكن أبدا من القوة بما يكفي لجذب قطاع كبير من الجمهور للتعرف على أبعاد هذه القضية، ولهذا حرص صناع فيلم «الوعد»، بطولة كريستيان بيل على تصحيح هذا الوضع، وتسليط الضوء بقوة على هذه القضية.

تصدى للإخراج الأيرلندي تيري جورج «65 عاما»، والذي قدم أعمالا تناولت أحداثا مروعة أخرى مثل «فندق رواندا» عام 2004، بطولة دون شيدل ونيك نولتي عن مذابح الهوتو والتوتسي في رواندا. يضم فريق العمل جنبا إلى جنب مع بطل سلسلة باتمان الحائز على الأوسكار، كريستيان بيل، كلا من أوسكار إيزاك، بطل الأجزاء الأخيرة من سلاسل الخيال العلمي «حرب النجوم» و«الرجال إكس: نهاية العالم»، وشارلوت لو بون بطلة «السير» و«رحلة المائة خطوة». يكمل الثلاثي أضلاع مثلث قصة عاطفية، تدور أحداثها خلال فترة الحرب العالمية الأولى ومرحلة ما بعد الحرب. يتتبع سيناريو الفيلم دروب مايكل (إيزاك)، طالب طب يقيم في قرية أرمينية صغيرة، خلال السنوات الأخيرة من عمر الإمبراطورية العثمانية، أثناء ذلك يلتقي بصحفي من وكالة اسوشيتد برس (بيل)، الذي يعرفه بدوره على آنا (لوبون)، وهي شابة أرمينية نشأت في باريس. يقع ميشيل في غرام آنا، في الوقت الذي تبدأ فيه مذابح الأرمن التي راح ضحيتها في النهاية ما يقرب من مليون ونصف المليون شخص. تتناول باقي الأحداث قصة الحب العنيفة وفي خلفيتها المذابح، ورحلة الهروب المتواصلة من الموت التي تتقاذف أبطال الأحداث.

على الرغم من أن آراء النقاد لم تكن في صالح «الوعد»، إلا أن فيلم جورج تيري حظي بدعم المؤرخين الذين أكدوا مدى مصداقية توثيق الأحداث التاريخية التي وردت في سيناريو العمل. يؤكد آرا سارافيان أحد الخبراء في تاريخ مذابح الأرمن أن الفيلم لم يحد قيد أنملة عن الوقائع التاريخية وتعامل معها بكل أمانة ودقة علمية، مما يضعه بين مصاف الأفلام الكلاسيكية. كما يضيف أنه «تم تناول الأحداث التاريخية بصورة رائعة ضمن تفاصيل السيناريو» ، معربا عن أمله في أن يتمكن ملايين المشاهدين من متابعة الفيلم والتعرف على الأهوال التي تتضمنها قصة لم تحظ تفاصيلها بالدعاية الكافية لتسليط الأضواء عليها.

وقد أثار الفيلم الكثير من الجدل ليس فقط بسبب موضوعه وعنوانه، فقد عرض الفيلم للمرة الأولى بقاعة مغلقة ضمن فعاليات مهرجان تورنتو بكندا، ومع ذلك، حتى قبل خروج الجمهور من القاعة، كان أبناء الجالية التركية المتعاطفون مع حكومة بلادهم قد نشروا عددا كبيرا من التعليقات السلبية على الفيلم على شبكات التواصل الاجتماعي . بالإضافة إلى الإشادة التي حظي بها الفيلم من مهرجان تورنتو، حصل أيضا على دعم النجم المخضرم سلفستر ستالون، بطل سلسلتي روكي ورامبو، الذي علق على الفيلم على حسابه في موقع فيسبوك، مناشدا الجمهور التوجه لدور العرض ومشاهدة الفيلم.

كتب ستالون على صفحته « بدأ عرض هذا الفيلم الرائع في الولايات المتحدة منذ الحادي والعشرين من أبريل... ولكم أولعت بموضوعه المثير على مدار عقود، وتطلب الأمر سنوات كثيرة لاستجماع الشجاعة اللازمة لتقديمه على الشاشة الكبيرة لكي يراه العالم أجمع» . كما أشاد أيضا بأداء بيل وإيزاك، مؤكدا أنهما نجمان كبيران.

تجدر الإشارة إلى أن النجم البريطاني الحاصل على الأوسكار مرة وترشح مرتين للحصول عليها اكتشفه ستيفن سبيلبرج وقدمه لأول مرة في «مملكة الشمس» ، حينما كان في الثالثة عشرة من عمره ، ومنذ ذلك الحين لم يتوقف عن تقديم أدوار متميزة على الشاشة. أما النجم الجواتيمالي فقد جذب الأنظار إليه بعد أدائه المتميز في فيلم الأخوين كوين «داخل لوين ديفيز» عام 2013، والذي بالرغم من عدم نجاحه الجماهيري، حظي بإشادة كبيرة من جانب النقاد، وبعد عامين فقط، لعب أدوارا مهمة في أفلام تجارية متميزة مثل «حرب النجوم»، و«الرجال إكس».