1199523
1199523
المنوعات

«الذين على يمين الملك» دمى زائفة وأشخاص يقهرهم جبروت السلطة

21 ديسمبر 2017
21 ديسمبر 2017

«مسرح مسقط الحر» يراهن بعمل يحوي مسرحيتين بمهرجان المسرح -

صحار - عامر بن عبدالله الأنصاري -

أقيمت على خشبة مسرح الكلية التطبيقية بصحار، ثاني العروض المتنافسة في مهرجان المسرح العماني السابع، قدمتها فرقة مسرح مسقط الحر، بعنوان «الذين على يمين الملك»، أخرجها جاسم البطاشي، الذي لعب دور البطولة كذلك في المسرحية، ومن تأليف الدكتورة آمنة ربيع. بمشاركة عدد من الممثلين وهم أنور الرزيقي ، ويوسف البلوشي، ولنا العلي، وسهام الميمنية، وإبراهيم الوضاحي ، ورائد العامري.

الممثلين معها، ولا تقبل رأيا من رأيهم، متسلطة تتعب الممثلين في الأداء وتسخر منهم، وتقوم شخصية المخرجة بإعداد ممثليها تمثيل مسرحية أخرى. فكان العمل عبارة عن مسرحية في داخل مسرحية أصابت عددا من الجمهور بالتشتت وضياع الفكرة.

احتوى العمل على فكرة رئيسية، تكررت في عدد من المشاهد، وهي فكرة السلطة والتحرر منها، سواء التحرر من جبروت المخرجة ، أو التحرر من بطش الملك الذي وجد نفسه قد وصل إلى مرحلة الكمال، بينما حاشيته والمقربون منه يرون عكس ذلك، كان الملك متسلطا لدرجة بتر أي نفس يزعجه أو يفق في وجهه، إلى درجة أنه قرر قتل أخته.

أحداث كثيرة احتواها العرض، ومشاهد وفصول متعدد، من تلك الأحداث حوار الملك مع ذاته، صورها مخرج العمل بحديث الملك مع نفسه، فيتحدث مع قناعة يمسكه بيده.

العمل، كما تم الإشارة في الجلسة التعقيبية ، شتت ذهن الجماهير، وخرج الجمهور الذي لم يقرأ النص الأصلي، بحيرة وتساؤلات حول ماهية العرض والرسالة المطلوبة. عقب المسرحية افتتح راعي الحفل معرضا مصاحبا احتوى على عدد من الصور التذكارية لعروض مسرحية، وأقوال مأثورة ومعاصرة حول المسرح، وأزياء مسرحية.

الجلسة التعقيبية

بعد ذلك عقدت الجلسة التعقيبية ، بحضور مخرج العمل جاسم البطاشي، وتعقيب الكاتب هلال البادي، وأدارت الجلسة مريم المعمرية . بدأ الكاتب هلال البادي مؤكدا أن العمل المقدم بمثابة ورطة بالنسبة لمخرج العمل قبل أن تكون للمعقب، فالنص يعتبر من النصوص الصعبة التي تحتاج إلى قراءات متعددة ومتأنية وعميقة لتصل إلى صورة واضحة وتحقق ما تصبو إليه الكاتبة وتكون مسرحية ذات ملامح ومفاهيم واضحة.كما أشار إلى أن النص في مضمونه يحمل حالات متعددة وكثيرة، وتلك الحالات مرتبطة بنصوص شعرية متعددة كلها بحاجة إلى عدة قراءات، ليس في النص فحسب، بل كذلك في النصوص الشعرية والاقتباسات، لذلك من الضروري التعمق في قراءة العديد من الكتب والمصادر حتى نصل إلى عمل مسرحي يحقق ما تريده الكاتبة، التي ضمنت النص مستويات عديدة.

وحول عنوان العمل «الذين على يمين الملك»، أوضح المعقب هلال البادي بأنه لم يجد إشارة واضحة تبرر العنوان، أو مشهد يبرر اختيار هذا العنوان أو حتى ما يشير إليه، كما أوضح بأن من يقرأ النص سيجد أن هناك عناوين فرعية كثيرة يمكن أن يتم اختيارها لتكون عنوانا للعمل، وتكون أكثر ملاءمة.

وقال البادي بأن العمل يفتقر لحدث أساسي محوري، وبه أفكار متعددة لا يوجد بها ترابط، وعلى المشاهد أن يبحث عن تلك الروابط.

مؤكدا بأن مهمة البحث عن الروابط هي على عاتق مخرج العمل وليس على عاتق الجمهور. واختتم البادي مشيرا إلى أن هناك إشكالية في التعاطي من النص، وأكد بأن من لم يقرأ النص من الجمهور لم يفهم ما شاهده في العرض سوى من فكرة واحدة وهي تقمص الدور، وأشار كذلك في ختام حديثه بأن هناك أدوات جميلة تم استخدامها في العمل الفني المقدم ومنها الدمى.

مداخلات

فُتِحَ المجال أمام حضور الجلسة للحديث، وقال الكاتب عبدالرزاق الربيعي، إن العمل أعاده إلى 20 عاما، حيث حضر عملا من اخراج وتمثيل جاسم البطاشي ومن كتابة الدكتورة آمنة ربيع في حينها، ولكن الربيعي تمنى لو تولى جاسم البطاشي العمل الإخراجي فقط دون دور البطولة.

كما أشار الربيعي إلى الديكور، حيث رأى انه من الأفضل لو تم تقسيم الديكور، بحيث يخرج الممثلون من ديكور إلى آخر حسب الحالة، بمعنى عندما يؤدي الممثلون دور صناعة المسرحية يكونون في ديكور مختلف، عن تمثيلهم للبروفات.

وقال الدكتور سعيد السيابي إن فكرة دمج نصين في نص واحد، أو مسرحيتين في مسرحية واحد ليست فكرة جديدة، فقد شاهدها في 1975 بمسرحية بعنوان «سامبا». وانتقد السيابي شخصية حامل اللوحات ووصفها بالشخصية الساذجة رغم أهمية دوره. وحول شخصية حامل اللوحات قال المخرج الفلسطيني إيهاب زاهده: «أختلف مع الدكتور سعيد السيابي، فحامل اللوحات أدى شخصية متقنة جدا».

كما تحدث الممثل خليل البلوشي، مشيرا إلى أنه شخصيا عاش حالة مضطربة خلال العرض فهل النص قوي وأخرجه البطاشي بصورة لا تليق، أم أن النص لا يليق واخرجه البطاشي بصورة قوية؟ وأوضح خليل البلوشي أنه عاش لحظات من الدهشة التي لم تفارق العرض.

رد المخرج

ورد مخرج العمل جاسم البطاشي على المعقب والمداخلات من الحضور بأنه تعود منذ سنين أن لا يرد على الملاحظات، وفي منظوره بأن العمل، يبقى عملا نسبيا، فما يروق للبعض لا يروق للبعض الآخر، مؤكدا بأنه لم تكن هناك عبثية في العمل المسرحي. وقدم شكره لفريق العمل الذي اجتهد كثيرا قبل العمل وقام بعض أفراد الفريق بشراء الكتب والمراجع لتدارس هذا النص.

فعاليات مصاحبة

وضمن الفعاليات المصاحبة لأيام المهرجان، أقيمت صباح أمس، في فندق ميكوري بصحار، حلقة عمل بعنوان «الكتابة الدرامية في المسرح العماني»، بتنظيم من النادي الثقافي، شارك فيها كل من الدكتور يحيى أحمد عبدالتواب من جمهورية مصر العربي، والكاتب المسرحي عبدالرزاق الربيعي والناقدة المسرحية عزة القصابية. وأدار حلقة العمل المخرج المسرحي محمد الهنائي . تناولت الحلقة عددا من المحاور منها الوضع الدرامي المحلي والعربي، والوضع المسرحي، والتأثر العربي بالفن الغربي، والفوائد المرجوة من المهرجانات، وأهمية البحث المتواصل والبحث عن الجديد في العالم المسرحي والدرامي.

كما تطرقت الندوة إلى العلاقة بين النص الشفاهي والمسرحي وبين الأدب والفن، وكيف يتم تحويل قالب مكتوب إلى عمل مسرحي أو فني بشكل عام لا يؤثر على فكرة النص بل يوصلها كما هي للمتلقي بعمل لا يتسم بالملل أو الحشو أو الايجاز المخل. كما تم التطرق إلى مراحل ظهور المسرح في السلطنة وتطوره وتطور النصوص العماني.