e1r23
e1r23
المنوعات

آمنة النصيري.. فنانة تشكيلية يمنية تكرس حياتها في نشر الجمال

04 مارس 2021
04 مارس 2021

صنعاء، "د ب أ": منذ سنوات عديدة، تواصل اليمنية آمنة النصيري رحلتها الفريدة في الفن التشكيلي وعلم الجمال والفلسفة.

لم تثنيها ظروف الحرب وأوجاع الصراع عن مواصلة فنها التشكيلي ونشر لوحات جذابة تحاول عن طريقها نشر قيم الجمال والفن ودفن الآلام التي جلبتها سنوات الحرب المريرة.

الدكتورة آمنة النصيري أكاديمية تعمل إلى جانب فنها التشكيلي أستاذة في علم الجمال بجامعة صنعاء، أكبر الجامعات اليمنية.

اهتمت النصيري بالفن منذ الطفولة ، وبدأت ممارسة الرسم في خربشاتها الأولى ، واستمر اهتمامها بالفن طيلة فترة الدراسة في المدرسة، ثم درست وتخصصت في أكاديمية الفنون إلى جانب دراسة الفلسفة والتخصص في الدراسات العليا في فلسفة الفن وعلم الجمال.

تقول النصيري إنها أقامت 17 معرضا شخصيا للفن التشكيلي، وفي كل معرض لا يقل عن 30 عملا، وهناك عشرات اللوحات التي لم تعرضها حتى اليوم.

وحول عدد لوحاتها منذ بداية مشوارها الفني تقول "لا أذكر بالضبط عدد لوحاتي ولم أفكر قط في أن أعدها".

تشعر النصيري بسعادة ورضا كبيرين كون أعمالها حققت نجاحا في اليمن، فهي فنانة تشكيلية بارزة وأكاديمية معروفة.

تضيف "اعتبر نفسي محظوظة لأن أعمالي وجدت طريقها للنشر في المطبوعات المتخصصة في الفنون ، كما أنها تتوفر في صفحاتي على الفيسبوك والانستجرام ، وفي عدد من قاعات العرض العربية والغربية".

تطرقت النصيري في مشوارها الفني الجمالي إلى الكثير من القضايا والظواهر الاجتماعية التي تلامس هموم المجتمع.

وتشير بالقول" القضايا التي أشتغل عليها متعددة ، يهمني كل ما يتعلق بحياة الإنسان، والتأكيد على إنسانية الحياة... رسمت موضوعات تتعلق بالقمع وحصار الكائن الانساني بمختلف منظومات القمع ، وبوجه خاص النساء في مجتمعاتنا".

وأضافت" غالبا أحرص على جعل كل معرض يتضمن قضية ما يشترك فيها البشر سواء محليا أو على المستوى الكوني ، ولهذا فكل مجموعة من أعمالي تدور حول قيمة معينة".

مرسم خاص

في وسط العاصمة صنعاء افتتحت النصيري مرسما خاصا بها في العام 2009 ، وكان ولازال عبارة عن نشاط مؤسسي حمل اسم ( مرسم ومؤسسة كون لتنمية الثقافة والذائقة البصرية ).

تقول النصيري " قبل الحرب أقمنا نشاطات ضمن برنامج سنوي اشتمل على ندوات وعروض ومحاضرات وورش عمل تشكيلية ودورات ، ثم توقف هذا النشاط فترة الحرب لأسباب شتى ، وبقي المرسم أنجز فيه لوحاتي ودراساتي الفنية".

وفيما يتصل بالهوايات والرغبات المهنية الأخرى قالت النصيري "في سنوات الجامعة وأثناء دراسة الفلسفة ، كنت أكتب القصة القصيرة ، ونشرت في الصحافة المحلية والعربية ، لكني أهملت هذا المجال بعد الانتهاء من سنوات الجامعة والدراسات العليا للماجستير والدكتوراه".

وأضافت "انشغلت بالكتابة في فلسفات الفنون ، والنقد الفني ، ونشرت هذه الدراسات في كتب مع نقاد آخرين، حيث أصدرتها مراكز البحث النظري في الفنون في عدة دول عربية ، كما أصدرت في وقت سابق عدة كتب".

تتحدث النصيري عن الصعوبات التي تواجه الحركة التشكيلية اليمنية في ظل الحرب وتقول إنها" كثيرة أهمها توقف النشاطات الثقافية والفنية والمعارض ، إضافة إلى توقف عمليات اقتناء اللوحات وهو ما أثقل كاهل الفنانين وزاد من أعبائهم الاقتصادية ، وكذلك انقطاع المشاركات الخارجية لمعظم الفنانين نتيجة صعوبة السفر في ظل الحرب".

تشدد النصيري بقناعة على أن الفن يتمحور دوره في تكريس الجمال ، وهذه مهمته الأساسية مهما كانت مضامينه وقضاياه.

وتشير إلى أن المطلوب من الفنان في نصه التشكيلي هو إنجاز حالة جمالية ،"ولذا نجد الجمال حتى في أشد الموضوعات قبحا، بل إن الفن يمتلك ملكة تحويل القبيح إلى جميل، وأيا كان مضمون العمل الفني فإننا نبحث فيه في الدرجة الأولى عن القيم الجميلة".