No Image
العرب والعالم

نتانياهو يختلق الأعذار لمواصلة العدوان.. حماس: لا «رهائن» من دون إنهاء الحرب

05 مايو 2024
الخلافات تعرقل «الهدنة» والمجاعة تمتد من الشمال إلى جنوب غزة
05 مايو 2024

الأراضي الفلسطينية «وكالات»: اختلفت إسرائيل وحركة حماس علنا مرة جديدة حول شروط التوصل إلى هدنة وتبادل للرهائن والمعتقلين في الحرب في قطاع غزة. وقال مسؤول في حماس: إن اجتماع اليوم في العاصمة المصرية انتهى وأن وفد الحركة سيغادر إلى الدوحة لاستكمال المشاورات. وأكدت الحركة في بيان منفصل على أنها تتعامل مع المناقشات «المعمقة والجادة» بـ«إيجابية ومسؤولية». وشددت الحركة على «حرصها وتصميمها على الوصول لاتفاق يلبي مطالب شعبنا الوطنية، وينهي العدوان بشكل كامل ويحقق الانسحاب من كامل قطاع غزة، وعودة النازحين، وتكثيف الإغاثة، وبدء الإعمار، وإنجاز صفقة تبادل الأسرى».

ومع اقتراب الحرب من إتمام شهرها السابع، حذّرت المديرة التنفيذية لبرنامج الأغذية العالمي سيندي ماكين من أن شمال قطاع غزة يعاني «مجاعة شاملة» تتمدد إلى الجنوب. وبموازاة المحادثات، تواصل إسرائيل عملياتها العسكرية في قطاع غزة، موقعة 29 شهيدا خلال الساعات الـ24 الأخيرة، وفق وزارة الصحة في حكومة حماس.

وبعد جولة أولى من المحادثات جرت السبت في القاهرة بحضور وفد من حماس برئاسة عضو مكتبها السياسي خليل الحية وممثلين عن دول الوساطة (قطر ومصر والولايات المتحدة)، تبادلت إسرائيل والحركة الاتهامات بعرقلة التوصل إلى أي اتفاق هدنة. وأكّد مسؤول كبير في حماس مساء السبت لوكالة فرانس برس أنّ الحركة «لن توافق بأي حال من الأحوال على اتفاق لا يتضمن صراحة وقفا دائما للحرب».

وقال المسؤول الذي طلب عدم الإفصاح عن اسمه: إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو «يعرقل شخصيا» جهود التوصل لاتفاق وذلك لما اعتبره «حسابات شخصية»، مؤكدا أن «تعنت الاحتلال قد يعطّل المفاوضات ونتانياهو يتحمل كامل المسؤولية» عن فشلها. وأعلن نتانياهو اليوم أن إسرائيل «لا يمكن أن تقبل» بشرط حماس إنهاء الحرب للموافقة على مقترح الهدنة.

وقال خلال اجتماع لمجلس الوزراء «لسنا مستعدين لقبول وضع تخرج فيه كتائب حماس من مخابئها وتسيطر على غزة مرة أخرى، وتعيد بناء بنيتها التحتية العسكرية، على ما أورد مكتبه. واعتبر أن «الاستسلام» لمطالب حماس سيكون بمثابة «هزيمة مروعة» لإسرائيل.

ورد رئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية متهما نتانياهو بـ«تخريب» الجهود المبذولة للتوصل إلى هدنة.

وقال هنيّة في بيان: إن «العالم بات رهينة لحكومة متطرفة ورئيسها يريد اختراع مبررات دائمة لاستمرار العدوان وتوسيع دائرة الصراع، وتخريب الجهود المبذولة عبر الوسطاء والأطراف المختلفة».

ولم ترسل إسرائيل وفدا إلى القاهرة. وكان مسؤول إسرائيلي كبير شدد على أن إرسال وفد بقيادة رئيس الموساد ديفيد برنيع إلى العاصمة المصرية رهن «تطور إيجابي» بشأن إطار صفقة الرهائن.

وأفادت وسائل إعلام أمريكية أن مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (سي آي إيه) وليام بيرنز موجود في القاهرة.

وذكر مصدر في حماس أن المفاوضات استؤنفت اليوم بين وفد الحركة والوسطاء القطريين والمصريين، غداة جولة أولى لم تحرز تقدما. وكان مسؤول إسرائيلي اتهم حماس بأنها «تعرقل إمكان التوصل إلى اتفاق» تهدئة بإصرارها على وقف الحرب المتواصلة منذ أكتوبر.

وتقود مصر وقطر والولايات المتحدة الوساطة سعيا للتوصل إلى هدنة والإفراج عن رهائن إسرائيليين في القطاع، لقاء إطلاق سراح فلسطينيين من السجون الإسرائيلية.

ودعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون اليوم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو إلى «استكمال» المفاوضات مع حماس للتوصل إلى هدنة في قطاع غزة والإفراج عن الرهائن لدى الحركة الفلسطينية، حسبما أورد قصر الإليزيه في بيان.

وأشارت الرئاسة الفرنسية إلى أن ماكرون «حثّ» نتانياهو «في اتصال هاتفي» على «استكمال المفاوضات التي قد تؤدي إلى تحرير الرهائن وحماية المدنيين من خلال وقف لإطلاق النار وخفض التصعيد الإقليمي».

وتابع «تدعم فرنسا بشكل كامل جهود الوساطة الجارية. لم يعد ممكنًا إخضاع مصير فلسطينيي غزة أكثر من ذلك للأنشطة التي تقوم بها حماس، ويجب أن تتوقف العمليات الإسرائيلية».

وذكر البيان أن ماكرون جدّد «معارضته الصارمة لهجوم إسرائيلي محتمل على رفح والحاجة الملحة لضمان دخول كميات كبيرة من المساعدات الإنسانية عبر كل المعابر إلى قطاع غزة». وتظاهر مساء السبت آلاف الأشخاص بينهم أقارب رهائن في تل أبيب لمطالبة الحكومة بإبرام اتفاق يتيح الإفراج عنهم.

ودعا «منتدى عائلات الرهائن» في بيان نتانياهو إلى «عدم الرضوخ للضغوط السياسية» والقبول باتفاق يسمح بالإفراج عن المحتجزين، متوعدين بأن «التاريخ لن يغفر لك إن فوت هذه الفرصة».

وتلوّح إسرائيل وخصوصا رئيس وزرائها منذ أسابيع بشن هجوم بري على مدينة رفح المكتظة بحوالي 1,4 مليون فلسطيني معظمهم نازحون هربوا من القصف والمعارك. وأبدت واشنطن مرارا معارضتها لمثل هذا الهجوم ما لم يقترن بخطط موثوق بها لحماية المدنيين الفلسطينيين. وقال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن هذا الأسبوع إن إسرائيل لم تقدم «خطة ذات مصداقية لتأمين حماية حقيقية للمدنيين» في رفح، محذرا من أنه «في غياب مثل هذه الخطة، لا يمكننا دعم عملية عسكرية كبيرة في رفح لأن الضرر الذي ستُحدِثه يتجاوز حدود المقبول».

وتشكل رفح نقطة العبور البرية الرئيسية للمساعدات الإنسانية الخاضعة لرقابة إسرائيلية صارمة والتي تدخل بكميات ضئيلة لا تكفي إطلاقا نظرا إلى الاحتياجات الهائلة لسكان القطاع المحاصر البالغ عددهم حوالي 2,4 مليون نسمة.

وحذرت الأمم المتحدة بأن هجوما على المدينة سيسدد «ضربة قاسية» لعمليات إدخال المساعدات الإنسانية.

وقالت المديرة التنفيذية لبرنامج الأغذية العالمي في مقابلة أجرتها معها شبكة «إن بي سي» الأمريكية وبثّت مقتطفات منها الجمعة «عندما تكون هناك نزاعات من هذا النوع مع ما تثيره من مشاعر وما تشهده من أحداث، تحلّ المجاعة».

وأضافت سيندي ماكين أنه في قطاع غزة «المجاعة هنا، مجاعة حقيقية في الشمال تنتقل إلى الجنوب» مطالبة بـ«وقف لإطلاق النار والقدرة على الوصول من دون عوائق» إلى غزة لإدخال المساعدات.

وأعلنت إسرائيل اليوم إغلاق معبر كرم أبو سالم (إيريز) الحدودي بينها وبين غزة أمام شاحنات المساعدة الإنسانية إثر استهدافه بصواريخ.

وأعلن الجيش الإسرائيلي في بيان اليوم اغتيال أربعة عناصر من حماس بينهم ثلاثة من قوات النخبة اتهمهم بالمشاركة في هجوم السابع من أكتوبر. كما أفاد عن استشهاد عدد من عناصر حماس خلال الأيام الماضية في غارات جوية على أهداف للحركة بما فيها بنى تحتية عسكرية ومخازن أسلحة.

وكان الجيش أعلن مساء السبت مقتل أحد قادة لواء رفح في حركة الجهاد الإسلامي أيمن زعرب وعنصرين من الحركة في غارة جوية في جنوب القطاع، مؤكدا أنه كان من قادة الهجوم على جنوب إسرائيل.

إلى ذلك، أفاد مراسل عن قصف مدفعي إسرائيلي على مدينة غزة بشمال القطاع، إضافة إلى سماع أصوات إطلاق نار كثيف إلى الجنوب منها. وأفاد شهود عن غارات جوية وقصف ليل السبت/ الأحد في مدينة غزة إضافة إلى وسط القطاع وجنوبه.