العرب والعالم

موسكو تدافع عن هجماتها ضد البنية التحتية الأوكرانية واوروبا تجمد اصول روسية

01 ديسمبر 2022
رئيس البرلمان الأوروبي يطالب الرئيس الصيني بالضغط على موسكو
01 ديسمبر 2022

ستولتنبرج: نحتاج إلى قوات مسلحة قوية ومستعدة -

عواصم "وكالات": قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف اليوم الخميس خلال مؤتمر صحفي بثه التليفزيون إن الهجمات العسكرية الروسية ضد البنية التحتية للطاقة في أوكرانيا هي رد مبرر على التهديدات الكامنة.

وقال لافروف إن "البنية التحتية للطاقة في أوكرانيا تدعم القدرات القتالية للقوات المسلحة الأوكرانية"، وإن تصرفات موسكو تهدف في الواقع إلى تقليل عدد الضحايا المدنيين.

من ناحية أخرى، اتهم لافروف حلف شمال الأطلسي "الناتو" والولايات المتحدة بتنفيذ أساليب حرب مماثلة في الماضي القريب.

وأضاف لافروف: "قارن بين الهستيريا التي يتم شنها في وسائل الإعلام الغربية الآن وبين ما حدث عندما قصفت الولايات المتحدة العراق"، وأضاف لافروف أن حلف شمال الأطلسي (الناتو) قصف أيضا مركز التلفزيون في بلجراد في يوغوسلافيا السابقة على أساس أنه كان يخدم دعاية الحرب التي يطلقها العدو.

وأدت الموجات الأخيرة من الهجمات الصاروخية على البنية التحتية للطاقة في أوكرانيا إلى انقطاع إمدادات الكهرباء والحرارة عن ملايين الأشخاص، وانقطاع إمدادات المياه في بعض الحالات.

كما لقي العشرات من المدنيين حتفهم في الضربات التي شنت في جميع أنحاء أوكرانيا، والتي اجتاحتها القوات الروسية في نهاية فبراير الماضي.

من جهته، أكد الكرملين اليوم الخميس أن أي محكمة تتأسس لملاحقة روسيا قضائيا بشبهة ارتكاب جرائم حرب في أوكرانيا ستفتقر إلى الشرعية ولن تحظى باعتراف موسكو، بعدما أعلن الاتحاد الأوروبي أنه يسعى لإقامة محكمة من هذا القبيل.

وقال الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف للصحافيين الخميس "بالنسبة للمساعي الرامية لتأسيس نوع من المحاكم، لن يكون لها أي شرعية ولن نقبلها وسندينها".

وأعلن الاتحاد الأوروبي الأربعاء أنه سيعمل على إقامة محكمة خاصة للنظر في "جرائم العدوان الروسي" في أوكرانيا، وهو ما يتطلب تحقيقه دعما دوليا واسعا.

وكان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قد طالب مرارا بإنشاء محكمة مماثلة، وكذلك طالبت دول البلطيق.

"شيطنة روسيا"

من جهة ثانية، قالت موسكو اليوم الخميس إن إقرار البرلمانيين الألمان تشريعا يعتبر المجاعة التي طالت ملايين الأشخاص في أوكرانيا "إبادة جماعية" هو محاولة ل"شيطنة روسيا".

وتعتبر كييف ال"هولودومور" (تعني بالأوكرانية الموت جوعا) التي حدثت في 1932 و1933 إبادة جماعية متعمدة ارتكبها نظام ستالين بهدف القضاء على الفلاحين. وهذه المجاعة الكبرى كانت دائما محور خلاف بين روسيا وأوكرانيا.

وترفض موسكو ما تراه كييف وتؤكد أن الوقائع جرت في سياق أوسع لمجاعات اجتاحت مناطق آسيا الوسطى وروسيا.

واتهمت موسكو أيضا الألمان ب"السعي لإعادة كتابة تاريخهم ونسيان الندم على الفظائع التي ارتكبوها خلال الحرب العالمية الثانية" والسعي "للتقليل من ذنبهم".

في المقابل، قال رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل اليوم الخميس إنه حث الرئيس الصيني شي جين بينغ على استغلال نفوذه للضغط على روسيا لاحترام ميثاق الأمم المتحدة فيما يتعلق بأوكرانيا.

من جهته، أعلن وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل اليوم الخميس أنه سيدرس مع شركائه في منظمة الأمن والتعاون في الميدان الاقتصادي في أوروبا الذين افتتح اجتماعهم في لودز في بولندا "كل الامكانيات القانونية" التي من شأنها أن تجبر روسيا على دفع ثمن تدمير أوكرانيا.

وقال بوريل "صادرنا حوالى عشرين مليار يورو من أثرياء قريبين من السلطة وأشخاص يدعمون روسيا، ونحن نتحكم في حوالى 300 مليار من الموارد المالية للبنك المركزي الروسي".

وأكد في الاجتماع الوزاري للمنظمة أنه "يجب استخدام هذه الأموال لإعادة إعمار أوكرانيا".

تضم المنظمة 57 بلدا عضوا بينها روسيا وأوكرانيا.

ورفضت وارسو التي تتولى الرئاسة الدورية لهذه المنظمة هذا العام السماح لوزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بدخول أراضيها. دانت موسكو هذا القرار "الاستفزازي".

واليوم أعلنت سويسرا بأنها جمّدت حتى الآن أصولا روسية بقيمة إجمالية تبلغ 7,5 مليارات فرنك سويسري (7,9 مليار دولار)، في خطوة مرتبطة بالعقوبات المفروضة على موسكو ردا على الحرب في أوكرانيا.

ويعد الرقم الذي يتغيّر منذ أشهر، أكثر بمليار فرنك تقريبا عن ذاك الذي أعلنت عنه أمانة الدولة للشؤون الاقتصادية في يوليو.

وأضافت بأن سويسرا التي تعد وجهة مفضلة للأثرياء الروس وأصولهم صادرت 15 وحدة مملوكة لروس.

وشدد إروين بولينغر المسؤول عن العلاقات الاقتصادية الثنائية في أمانة الدولة للشؤون الاقتصادية على أن المبلغ المجمّد في أي وقت محدد لا يعكس بالضرورة "مدى فعالية العقوبات".

قوية ومستعدة

من جهته، دعا الأمين العام لحلف شمال الاطلسي (الناتو)، ينس ستولتنبرج، ألمانيا إلى الاستمرار في تعزيز قواتها المسلحة، وذلك أثناء مشاركته في مؤتمر أمني ببرلين، اليوم الخميس.

وقال ستولتنبرج إن "قرار ألمانيا بشأن زيادة الإنفاق الدفاعي بقدر كبير، هو قرار تاريخي مع الاستثمار في قطع جديدة من الطائرات المقاتلة والمروحيات والسفن والغواصات".

وفي إشارة إلى الحرب في أوكرانيا، قال: "إنها بالفعل نقطة تحول، تعكس بيئتنا الأمنية التي تغيرت".

وقال ستولتنبرج، الذي أكد أيضا على أهمية صناعة الدفاع في ألمانيا: "نحتاج إلى قوات مسلحة ألمانية قوية ومستعدة"، مضيفا: إنه "أمر مهم بالنسبة لأمن ألمانيا، ومهم بالنسبة لأمن أوروبا، كما أنه مهم للأمن العالمي".

وبالحديث عن أوكرانيا، دعا أمين عام حلف الناتو إلى استمرار الدعم وتعزيزه.

ورحب ستولتنبرج بالمساعدات الألمانية المالية والإنسانية والعسكرية لأوكرانيا، حيث قال إنها تحدث فرقا في ساحة المعركة.