الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يؤدي اليمين الدستورية خلال حفل تنصيبه في الكرملين في موسكو امس. رويترز
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يؤدي اليمين الدستورية خلال حفل تنصيبه في الكرملين في موسكو امس. رويترز
العرب والعالم

منظمة حظر الأسلحة الكيميائية: الاتهامات الموجهة لروسيا باستخدام سلاح كيميائي "غير مدعومة بأدلة كافية"

07 مايو 2024
07 مايو 2024

أدى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اليوم الثلاثاء في الكرملين اليمين الدستورية لولاية رئاسية خامسة من ست سنوات وقاطعتها الولايات المتحدة ودول غربية أخرى، مؤكدا ان روسيا ستخرج "أقوى" من "مرحلة صعبة".

ويبدأ بوتين، الذي يتولى السلطة سواء في منصب الرئيس أو رئيس الوزراء منذ عام 1999، ولايته الجديدة بعد أكثر من عامين من إرسال عشرات الآلاف من القوات إلى أوكرانيا، حيث عادت اليد العليا للقوات الروسية بعد سلسلة من الانتكاسات مع السعي إلى المزيد من التقدم في شرق أوكرانيا.

وقال بوتين للنخبة السياسية الروسية بعد أدائه اليمين إنه لن يوقف الحوار مع الغرب، لكن على الغرب أن يتخذ قرارا بشأن كيفية التعامل مع روسيا.

وقال الرئيس الروسي "نحن متحدون وأمة عظيمة وسنتجاوز معا جميع العقبات ونحقق كل ما خططنا له ومعا سننتصر" مؤكدا بأن قواته ستنتصر في أوكرانيا مهما كان الثمن إن بلاده ستخرج "بكرامة وستصبح أقوى".

وأضاف أن إجراء محادثات بشأن الاستقرار النووي الاستراتيجي مع الغرب أمر ممكن أيضا ولكن فقط على أساس الندية.

وقال بوتين "اقسم بحماية حقوق الانسان والمواطن وحرياته واحترام الدستور وحمايته والسيادة والاستقلال" مؤكدا أن قيادة روسيا "واجب مقدس" على ما أفادت مراسلة لوكالة فرانس برس حضرت المراسم.

وأضاف بوتين في قاعة اندرييفيسكي في الكرملين "نحن شعب متحد وعظيم، ومعا سنتجاوز كل العراقيل معا سننتصر" مشيرا الى ان روسيا ستخرج "أقوى" من هذه "المرحلة الصعبة".

وتابع أن قيادة روسيا "شرف عظيم، مسؤولية وواجب مقدس".

وتعهّد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في ختام حديثه بتحقيق النصر للروس، لكنه أقر بأن روسيا تمر بفترة "صعبة"، في إشارة واضحة إلى حزم العقوبات غير المسبوقة التي فرضها الغرب على موسكو لإطلاقها حملة عسكرية واسعة النطاق في أوكرانيا قبل أكثر من عامين.

بعد شهرين تقريبا على إعادة انتخابه في غياب مرشحين معارضين، يتولى الرئيس الروسي البالغ 71 عاما والذي يحكم البلاد منذ قرابة ربع قرن، السلطة حتى العام 2030 على الأقل.

ولم تحضر الولايات المتحدة حفل التنصيب اليوم، بعد أن قالت إنها لا تعتبر إعادة انتخابه حرة ولا نزيهة.

كما قررت بريطانيا وكندا ومعظم دول الاتحاد الأوروبي مقاطعة المراسم، لكن فرنسا قالت إنها ارسلت سفيرها.

وقالت أوكرانيا إن المراسم تهدف إلى خلق "وهم الشرعية للبقاء في السلطة مدى الحياة تقريبا لشخص حوّل روسيا الاتحادية إلى دولة معتدية والنظام الحاكم إلى دكتاتوري".

ولم يتضح مدى احتمالية أن يسعى بوتين إلى مواصلة الحرب في أوكرانيا، وهو القرار الذي سيعتمد جزئيا على ما إذا كان جو بايدن أو دونالد ترامب سيفوز في الانتخابات الرئاسية الأمريكية في نوفمبر تشرين الثاني.

وتماشيا مع الدستور، استقالت حكومة رئيس الوزراء ميخائيل ميشوستين بمجرد بداية الولاية الرئاسية الجديدة. وسيعين بوتين حكومة جديدة من المتوقع أن تضم العديد من أعضاء الحكومة المستقيلة.

في العام 2020، عدل الدستور ليتمكن من البقاء في السلطة لولايتين إضافيتين من ست سنوات، أي حتى العام 2036 عندما يكون قد بلغ السادسة والثمانين.

ويأتي خطاب بوتين قبل يومين من ذكرى انتصار السوفيات على ألمانيا النازية في التاسع من مايو. وتشكل الاحتفالات بهذه الذكرى إحدى ركائز سياسة السلطة والنفوذ المنتهجة من قبل فلاديمير بوتين الذي يؤكد أنه يشن حربا على "نازيين جدد" في أوكرانيا.

المانيا تنتقد الهجمات الالكترونية الروسية على الحزب الاشتراكي

وفي سياق آخر، انتقدت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك بشدة مجددا الهجمات الإلكترونية الروسية على الحزب الاشتراكي الديمقراطي وشركات ألمانية.

وقالت بيربوك امس الثلاثاء خلال زيارتها لدولة فيجي الجزرية في المحيط الهادئ: "نرى أن الحرب العدوانية الروسية تشن على جميع المستويات"، موضحة أن ذلك يشمل الحصار المفروض على صادرات الحبوب الأوكرانية، وكذلك الهجمات الإلكترونية واسعة النطاق، التي لا تستهدف أوكرانيشا فحسب، بل أيضا الحزب الاشتراكي الديمقراطي وشركات ألمانية.

وقالت بيربوك: "هذا عمل غير مسؤول. هذا عمل لا يمكننا أن نبقى صامتين بشأنه"، مضيفة أنه تم لذلك استدعاء السفير الألماني في موسكو، ألكسندر جراف لامبسدورف، إلى برلين للتشاور لمدة أسبوع.

وكانت وزارة الخارجية الألمانية قد أعلنت عن ذلك بالفعل في برلين أمس الاثنين. وقالت متحدثة باسم الوزارة: "تأخذ الحكومة الألمانية هذا الحدث على محمل الجد باعتباره سلوكا معاديا لديمقراطيتنا الليبرالية والمؤسسات التي تدعمها".

وقد تم الإعلان من قبل عن تعرض الحزب الاشتراكي الديمقراطي وشركات ألمانية في قطاعات الخدمات اللوجستية والتسليح والفضاء وتكنولوجيا المعلومات لهجمات سيبرانية. وحملت الحكومة الألمانية وحدة في المخابرات العسكرية الروسية مسؤولية تلك الهجمات. وقالت بيربوك يوم الجمعة الماضي خلال زيارتها لأستراليا: "لقد هاجم قراصنة روس تابعين لجهات رسمية ألمانيا في الفضاء الإلكتروني".

الاتهامات الموجهة لروسيا باستخدام سلاح كيميائي "غير مدعومة بأدلة كافية"

وفي شأن آخر، أعلنت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية امس الثلاثاء أن المعلومات التي تلقتها حول استخدام روسيا سلاحا كيميائيا في أوكرانيا "غير مدعومة بأدلة كافية".

وقالت المنظمة أيضا في بيان إنها لم تتلق بعد أي طلب رسمي للتحقيق في هذه الاتهامات، بعدما اتهمت الولايات المتحدة الأسبوع الماضي روسيا باستخدام "سلاح كيميائي" هو الكلوروبكرين ضد القوات الأوكرانية.

وأوضحت الناطقة باسم المنظمة إليزابيث ويتشر في بيان "روسيا الاتحادية وأوكرانيا تبادلتا الاتهامات وأبلغتا المنظمة باتهامات باستخدام أسلحة كيميائية".

واضافت "إلا ان المعلومات التي قدمت حتى الآن إلى المنظمة من جانب الطرفين وتلك التي بحوزة الأمانة العامة غير مدعومة بأدلة كافية".

لكنها أشارت إلى أن "الوضع يبقى متقلبا ومثيرا جدا للقلق حول احتمال معاودة استخدام مواد كيميائية سامة كأسلحة".

وكانت وزارة الخارجية الأمريكية اتهمت الأسبوع الماضي موسكو بأنها استخدمت "سلاحا كيميائيا" هو الكلوروبكرين ضد القوات الأوكرانية في انتهاك لاتفاقية حظر استحداث وإنتاج وتخزين واستعمال الأسلحة الكيميائية التي دخلت حيز التنفيذ في العام 1997 ووقعتها روسيا وصادقت عليها.

واستخدمت مادة الكلوروبكرين بشكل واسع خلال الحرب العالمية الأولى كغاز خانق.

وتصفها المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها بأنها "مادة مدمّرة للرئة" يمكن أن تسبب تحسسا شديدا للجلد والعينين والجهاز التنفسي، فيما تحظر استخدامها منظمة حظر الأسلحة الكيميائية.

ورفض الكرملين الاتهامات الأمريكية بهذا الشأن معتبرا ان لا "أساس لها" ومؤكدا أن "روسيا كانت وستبقى وفية لالتزاماتها بموجب القانون الدولي".

كييف توقف "عميلَين" كانا يخطّطان لاغتيال زيلينسكي

من جهة ثانية، أعلنت أجهزة الأمن الأوكرانية امس الثلاثاء توقيف ضابطي أمن يُشتبه في أنهما كان يعدان لاغتيال الرئيس فولوديمير زيلينسكي ومسؤولين كبار آخرين، بناء على أوامر من موسكو.

وقالت أجهزة الأمن الأوكرانية في بيان إنها "فككت شبكة من العملاء" تابعين لجهاز الأمن الفيدرالي الروسي "كانوا يعدون لاغتيال الرئيس الأوكراني".

وأضافت الأجهزة الأوكرانية أن "مسؤولين رفيعي المستوى" آخرين في المجالين العسكري والسياسي كانوا مستهدفين أيضاً، مثل رئيس جهاز الاستخبارات العسكرية كيريلو بودانوف.

وأكدت الأجهزة الأوكرانية أن المشتبه بهما اللذين أوقفا "شخصان برتبة كولونيل" من جهاز الدولة الأوكراني الذي يتولى أمن المسؤولين الحكوميين.

وقالت إن هذه الشبكة كانت "تحت إشراف" جهاز الأمن الفيدرالي الروسي ويُشتبه في أن المسؤولَين "نقلا معلومات سرية" إلى روسيا.

وأكدت أنهما كانا يريدان تجنيد عسكريين "مقربين من جهاز أمن" الرئيس زيلينسكي بهدف "احتجازه كرهينة وقتله"، بحسب السلطات الأوكرانية.

وأكدت أجهزة الأمن الأوكرانية أن أحد أعضاء هذه الشبكة حصل على مسيّرات ومتفجرات.

وندّدت أوكرانيا مراراً بمحاولات لاغتيال رئيسها أو مسؤولين كبار آخرين أو أقاربهم.

وفي أبريل، أوقف رجل يشتبه في أنه ساعد الاستخبارات الروسية في التحضير لهجوم ضد زيلينسكي في بولندا، وفقاً للادعاء العام البولندي والأوكراني.

اتُهمت روسيا مراراً بتسميم خصوم للكرملين في الداخل والخارج، لكنها نفت دائما هذه الاتهامات.