العرب والعالم

مقتل 4 أشخاص في ضربات روسية شرق وجنوب أوكرانيا وكييف تعد لهجوم مضاد مع تراجع القوات الروسية في باخموت

24 مارس 2023
موسكو: استخدام قذائف اليورانيوم المستنفد في أوكرانيا سيضر بالسكان
24 مارس 2023

مسؤولون: مقتل 3 نساء في قصف نقطة أوكرانية بصاروخ روسي

الأمم المتحدة تتّهم الأوكرانيين والروس بتنفيذ "إعدامات خارج نطاق القضاء"

ميدفيديف: الجيش الروسي سيصل إلى كييف أو لفوف إذا لزم الأمر

روسيا تدرس وقف صادرات القمح وزيت دوار الشمس

عواصم "أ ف ب " "رويترز": قتل ثلاثة أشخاص في ضربة روسية على مركز للمساعدة الإنسانية في بلدة بشرق أوكرانيا، فيما قتل شخص آخر في هجوم بجنوب أوكرانيا، وفقا لحصيلة رسمية جديدة.

وقالت أجهزة الطوارئ على تلغرام إن "بلدة كوستيانتينيفكا تعرضت لقصف صاروخي خلال ليل 24 مارس. أحد الصواريخ أصاب مبنى من طابق واحد"، مضيفة أن ثلاث نساء قتلن في الضربة التي تبعد 25 كيلومترا إلى الغرب من باخموت.

وقال مكتب المدعي العام على منصة تلغرام إن النساء اللواتي انتشلت جثثهن من تحت الأنقاض كان قد تم إجلاؤهن في السابق من مناطق باخموت وتشاسيف إيار وأوبيتني، التي تضررت بشدة من المعارك.

وكانت حصيلة سابقة أفادت بمقتل ثلاث نساء ورجلين في هذه الضربة.

وقال مكتب المدعي العام إن قذيفة من بطارية روسية مضادة للطائرات طراز إس-300 أصابت المبنى الذي يضم المركز وسقطت أخرى بجواره.

وفي هجوم آخر قتلت امرأة وجرح أربعة مدنيين آخرين في قصف مدفعي على قرية بيلوزيركا بمنطقة خيرسون (جنوب) وفق مكتب المدعي العام.

ولحقت أضرار بمنازل وخطوط كهرباء وغاز من جراء القصف، على ما أكدت السلطات.

قذائف اليورانيوم

قالت وزارة الدفاع الروسية اليوم إن استخدام قذائف اليورانيوم المستنفد في أوكرانيا سيضر بالقوات الأوكرانية والسكان ككل ويؤثر سلبا على قطاع الزراعة في أوكرانيا لعقود أو حتى على مدى قرون.

وردت روسيا بغضب عارم على خطط أعلنت عنها بريطانيا قبل أيام لإرسال قذائف تحتوي على يورانيوم مستنفد إلى أوكرانيا.

وتقول لندن إنه نوع تقليدي من الذخيرة بينما قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن هذه الخطوة تظهر أن أعضاء حلف شمال الأطلسي يرسلون أسلحة بها "مكون نووي" إلى كييف.

وقال إيجور كيريلوف قائد قوات الحماية من المواد النووية والبيولوجية والكيماوية بوزارة الدفاع الروسية في بيان اليوم "الغرب يدرك جيدا التداعيات السلبية لاستخدام ذخيرة اليورانيوم المستنفد".

وأضاف أن البيانات بشأن استخدام الولايات المتحدة وحلفائها لليورانيوم المستنفد في منطقة البلقان وفي العراق أظهرت آثارا سلبية خطيرة ودائمة على السكان والبيئة.

وقال إن القطاع الزراعي في أوكرانيا يمكن أن يعاني "لعقود إن لم يكن لقرون في المستقبل".

ويقول منتقدو استخدام اليورانيوم المستنفد مثل التحالف الدولي لحظر أسلحة اليورانيوم إن الغبار الناتج عن استخدام هذه الأسلحة يمكن تنفسه واستنشاقه في حين أن الذخائر التي تخطئ هدفها يمكن أن تسمم المياه الجوفية والتربة.

وتقول دول مثل الولايات المتحدة وبريطانيا إن اليورانيوم المستنفد أداة مناسبة لتدمير الدبابات الحديثة. وتقول بريطانيا إن من الصعب استنشاق كمية من غبار اليورانيوم المستنفد تكفي للتسبب في ضرر.

وشككت وزارة الدفاع الروسية اليوم الجمعة في هذا وقالت إن استخدام قذائف اليورانيوم المستنفد "ليس له فائدة كبيرة" في ساحة المعركة مقارنة بذخيرة التنجستين.

مقتل 3 نساء

قال مسؤولون محليون اليوم إن صاروخا روسيا أصاب "نقطة محصنة" أقيمت لتوفير ملاذ للمدنيين الأوكرانيين مما أسفر عن مقتل ثلاث نساء على الأقل.

وتقع النقطة في كوستيانتينيفكا بالمنطقة الشرقية من دونيتسك وهي واحدة من ملاجئ عديدة أنشأتها السلطات في أنحاء أوكرانيا لتوفير الكهرباء والتدفئة والمياه والخدمات الأساسية الأخرى.

وأظهرت الصور، التي نشرتها خدمات الطوارئ من كوستيانتينيفكا، ما تبقى من النقطة المؤلفة من طابق واحد والتي لحقت بها أضرار جسيمة وأصبحت محاطة بالركام.

وقالت خدمات الطوارئ إن إحدى الضحايا الثلاث من منطقة باخموت،مسرح بعض أعنف المعارك في الحرب الروسية على أوكرانيا، مضيفة أن رجلين أصيبا أيضا.

وذكرت على تطبيق تيليجرام "انتشل رجال الإنقاذ جثث النساء الثلاث من تحت الأنقاض". وأضافت أنهم انتشلوا أيضا ناجيا من تحت الأنقاض.

وقال مكتب زيلينسكي إن مبنى إداريا ومبنى مدرسة ومباني سكنية من بين المنشآت التي لحقت بها أضرار في منطقة سومي.

وأفادت القوات الجوية الأوكرانية بأن عدة بلدات وقرى في منطقة سومي تعرضت للقصف بالصواريخ والطائرات المسيرة وأسلحة أخرى.

وأبلغ مسؤولون محليون عن مقتل شخصين آخرين في تشاسيف يار بشرق أوكرانيا وفي منطقة خيرسون الجنوبية.

ولم تعلق روسيا، التي شنت غزوا واسع النطاق لأوكرانيا قبل 13 شهرا، على أحدث الهجمات. ولم يتسن لرويترز التحقق من صحة التقارير الواردة.

هجوم مضاد

قال قائد عسكري إن القوات الأوكرانية التي ظلت في موقف الدفاع على مدى أشهر ستشن قريبا هجوما مضادا في وقت بدا فيه أن الهجوم الروسي يتعثر لكن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي حذر من أن الحرب قد تدوم لسنوات إذا لم تصل الأسلحة بوتيرة أسرع لبلاده.

وقال الجيش الأوكراني في وقت مبكر من صباح اليوم إن 1020 جنديا روسيا قتلوا خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية خلال هجمات لم تكلل بالنجاح على ليمان وأفدييفكا ومارينكا وشاختارسكي. لكن التركيز الأساسي لا يزال منصبا على باخموت.

وذكرت هيئة الأركان العامة الأوكرانية في تقرير "لم يوقف العدو هجومه على باخموت".

وقال الجيش إن القوات الأوكرانية صدت الهجمات مجددا في كل المدن المذكورة في إطار 80 هجوما روسيا تمكن المدافعون الأوكرانيون من صدها على مدى اليوم المنصرم.

ولم يصدر أي إعلان بعد عن روسيا بشأن أحدث معارك دارت ولم يتسن لرويترز التحقق من التقارير الواردة من ساحة القتال.

وقال أوليكسندر سيرسكي قائد القوات البرية الأوكرانية في وقت سابق إن قواته ستبدأ قريبا هجوما مضادا بعد أن صمدت في وجه الحملة العسكرية التي شنتها روسيا طوال الشتاء.

وقال إن مرتزقة مجموعة فاجنر العسكرية الروسية الخاصة "يفقدون قدرا كبيرا من قوتهم وطاقتهم ينفد".

وأضاف "قريبا جدا سنستغل تلك الفرصة كما فعلنا من قبل قرب كييف وخاركيف وبالاكليا وكوبيانسك" في إشارة لهجمات مضادة أوكرانية تمت العام الماضي وتمكنت من استعادة السيطرة على مساحات واسعة.

ولم ترد تعليقات بعد من موسكو على تلميحات بأن قواتها في باخموت تتراجع لكن يفجيني بريجوجن رئيس مجموعة فاجنر أدلى بتصريحات في الأيام القليلة الماضية حذر فيها من هجوم أوكراني مضاد.

ورصد مراسلون من رويترز قرب جبهة القتال الأمامية شمالي باخموت مؤشرات تتسق مع ما قيل عن احتمالا تراجع الهجوم الروسي في المنطقة.

وفي قرية تسيطر عليها أوكرانيا غربي سوليدار على المشارف الشمالية لباخموت قلت كثافة القصف الروسي بشكل ملحوظ عما كانت عليه قبل يومين.

وقال زيلينسكي إن على أوروبا أن تسرع من وتيرة إمداد بلاده بالأسلحة وطالب مجددا بتزويد أوكرانيا بصواريخ طويلة المدى وذخيرة وطائرات حديثة وبفرض المزيد من العقوبات على روسيا.

وقال زيلينسكي من على متن قطار، وقد بدا عليه الإحباط، في خطاب مسجل أمس الخميس لزعماء الاتحاد الأوروبي "إذا انتظرت أوروبا فربما سيكون لدى الشر الوقت لإعادة تنظيم صفوفه والاستعداد لحرب تدوم سنوات".

وتباطؤ الهجوم الروسي في باخموت ربما يعني أن موسكو تحول قواتها ومواردها لمناطق أخرى في الحرب.

وقالت بريطانيا أمس الخميس إن القوات الروسية حققت مكاسب في شمال أوكرانيا هذا الشهر مما مكنها من استعادة السيطرة جزئيا على مداخل مدينة كريمينا كما تدور معارك ضارية أيضا في الجنوب.

واتفق المحلل العسكري الأوكراني أوليج زدانوف مع ذلك الطرح وقال في فيديو على يوتيوب إن الهجمات الروسية على باخموت تتناقص لكن موسكو تحول جهدها الحربي صوب الجنوب إلى مدينة أفدييفكا.

وأضاف أن القوات الروسية أصبحت أكثر نشاطا في مناطق إلى الشمال عند خاركيف ولوجانسك إضافة إلى زابوريجيا في الوسط وخيرسون في الجنوب.

من جهته قال رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانتشيث في مؤتمر صحفي في بروكسل إن العالم ينبغي أن يستمع لصوت الصين من أجل إيجاد تسوية للحرب في أوكرانيا.

ومن المقرر أن يقوم سانتشيث بزيارة دولة للصين الأسبوع المقبل.

وقال سانتشيث في مؤتمر صحفي في بروكسل عقب اجتماع للمجلس الأوروبي "الصين لاعب عالمي، لذا بطبيعة الحال يجب أن نستمع إلى صوتها لنرى ما إذا كان بإمكاننا وضع حد لهذه الحرب وبإمكان أوكرانيا استعادة وحدة أراضيها".

ومن المقرر أن يزور سانتشيث العاصمة الصينية في 31 مارس آذار لإجراء محادثات مع الرئيس شي جين بينغ.

ومن المتوقع أن يركز الاجتماع بين الزعيمين في الغالب على الصراع الدائر في أوكرانيا، إذ وصفت الصين نفسها بأنها "غير منحازة" وقدمت خطة سلام من 12 نقطة بينما دعت إلى وقف شامل لإطلاق النار.

ساند سانتشيث علانية اقتراح السلاح الذي طرحه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، والذي يتضمن مطالب بإعادة الأراضي الأوكرانية إلى الوضع الذي كانت عليه قبل ضم روسيا لشبه جزيرة القرم عام 2014.

خارج نطاق القضاء

اتّهمت الأمم المتحدة الجمعة القوات الأوكرانية والروسية بتنفيذ عشرات عمليات الإعدام خارج نطاق القضاء لأسرى حرب خلال الغزو الروسي لأوكرانيا.

وقالت رئيسة بعثة الأمم المتحدة لمراقبة حقوق الإنسان في أوكرانيا ماتيلدا بوغنر إنها ومنظمتها وثقتا عمليات قتل "25 أسير حرب روسيا" على أيدي القوات المسلحة الأوكرانية وكذلك "إعدام 15 أسير حرب أوكرانيا بعد وقت قصير من أسرهم من قبل القوات الروسية".

"إذا لزم الأمر"

صرح نائب رئيس مجلس الأمن القومي الروسي، ديمتري ميدفيديف، متحدثا عن "العملية العسكرية الخاصة"، بأنه لا يمكن استبعاد أي شيء، مؤكدا أنه "إذا لزم الأمر"، سيصل الجيش الروسي إلى كييف أو لفوف من أجل القضاء على "المرض".

وقال ميدفيديف في مقابلة مع وسائل الإعلام الروسية البارزة، ومن بينها وكالة "سبوتنيك": "لا يمكن استبعاد أي شيء هنا. إذا كانت هناك حاجة للوصول إلى كييف، فيجب الذهاب إلى كييف، أو إلى لفوف، يعني يجب الذهاب إلى لفوف من أجل القضاء على هذا المرض".

وبحسب سبوتنيك، تواصل القوات الروسية عمليتها العسكرية الخاصة، مستكملة تحرير المناطق الأربع التي انضمت إلى روسيا الاتحادية مؤخراً (جمهوريتا دونيتسك ولوهانسك ومقاطعتا زابوروجيا وخيرسون). وحددت موسكو منذ إطلاق العملية، يوم 24 فبراير 2022، أهدافها بحماية سكان إقليم دونباس، والقضاء على التهديدات الموجهة لأمن روسيا، وإجبار أوكرانيا على الحياد العسكري، والقضاء على التوجهات النازية فيها.

وقف إصدارات القمح

قالت صحيفة فيدوموستي الاقتصادية إن روسيا قد توصي بوقف مؤقت لصادرات القمح وزيت دوار الشمس بعد انخفاض حاد في الأسعار العالمية في الأسابيع الأخيرة.

وقالت الصحيفة، نقلا عن مصدرين لم تحددهما حضرا اجتماعا حكوميا بشأن هذه الخطوة، إن وزارة الزراعة الروسية ستلتقي بممثلي القطاع هذا الأسبوع لمناقشة فكرة فرض قيود مؤقتة على الصادرات.

تعتبر روسيا من بين أكبر مصدري القمح وزيت دوار الشمس والبذور في العالم.

ونقلت الصحيفة عن الحكومة قولها خلال اجتماع مغلق أمس إن أسعار زيت دوار الشمس تراجعت بأكثر من 20 بالمئة خلال الأيام العشرة الماضية.

وقالت الحكومة بالفعل إنها ستسعى إلى مضاعفة مشترياتها من الحبوب لصندوق الاحتياطيات الحكومي إلى أكثر من ثلاثة أمثال لتصل إلى 10 ملايين طن.

ويهدف الصندوق إلى المساعدة في تهدئة الأسعار المحلية.