العرب والعالم

مصادر أوكرانية: روسيا أطلقت ذخائر عنقودية خلال هجومها الصاروخي على أوديسا

30 أبريل 2024
خبراء الأمم المتحدة يؤكدون سقوط صاروخ كوري شمالي في خاركيف
30 أبريل 2024

عواصم " وكالات": قالت مصادر أوكرانية، اليوم الثلاثاء، إن روسيا أطلقت ذخائر عنقودية خلال هجومها الصاروخي الذي استهدف مدينة أوديسا الساحلية في أوكرانيا.

وقال مكتب المدعي العام الأوكراني، في بيان عبر تطبيق تليجرام، تعليقا على الهجوم الذي وقع أمس، "إنه سلاح عشوائي يمكن أن يتسبب في حدوث خسائر فادحة بين السكان المدنيين".

وقال البيان إنه تم العثور على شظايا معدنية في دائرة نصف قطرها 1.5كيلومتر من موقع الارتطام.

ورافق البيان مقطع فيديو يظهر انفجارات ناتجة عن صاروخ باليستي طراز إسكندر والتي أسفرت عن مقتل خمسة أشخاص وإصابة 30 آخرين بجروح.

واتهم مكتب المدعي العام الأوكراني الضباط الروس المسؤولين باستخدام السلاح عمدا لقتل أكبر عدد ممكن من المدنيين.

واندلعت الحرب ما بين روسيا واكرانيا في فبراير 2022.وفي خضم النزاع، نشر الجانبان ذخائر عنقودية، وهي أسلحة متفجرة تنثر ذخائر صغيرة، رغم أن استخدامها محظور.

ولم توقع روسيا ولا أوكرانيا على الاتفاقية الدولية لحظر الذخائر العنقودية، والتي دخلت حيز التنفيذ في عام 2010.وأطلقت أوكرانيا مؤخرا صواريخ مزودة بهذا النوع من الذخائر وفرتها الولايات المتحدة على أهداف في شبه جزيرة القرم المطلة على البحر الأسود، والتي ضمتها روسيا في عام 2014.

وفي السياق، شدّد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي والأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو) ينس ستولتنبرغ خلال زيارته كييف امس على الحاجة إلى تسليم مزيد من الأسلحة الغربيّة إلى أوكرانيا، في وقت يستفيد الجنود الروس من الإخفاقات في مجال تسليم المساعدات الغربيّة ليحقّقوا تقدّما على الجبهة.

ومنذ فشل هجومهم المضادّ في صيف عام 2023 بات الأوكرانيّون في موقف دفاعي. وواصلت روسيا قضم أراض في الشرق رغم الخسائر الفادحة منذ بداية العام، في مواجهة الجيش الأوكراني الذي يفتقر إلى الرجال والذخيرة.

توازيا ينفّذ الجيش الروسي ضربات شبه يوميّة بصواريخ وطائرات بلا طيّار على مدن وبنية تحتيّة أوكرانيّة. ولصدّ هذه الهجمات تطلب كييف من الغرب مزيدا من وسائل الدفاع الجوّي.

وفاة 30 رجلا اثناء تجنبهم القتال منذ بدء الحرب

من جهة اخرى، قال متحدث باسم إدارة الحدود الأوكرانية لوكالة يوكرينفورم للأنباء إن نحو 30 رجلا أوكرانيا لقوا حتفهم خلال محاولات لعبور الحدود بشكل غير قانوني وتجنب القتال في الحرب التي بدأتها روسيا في عام 2022.

ونقلت الوكالة عن المتحدث أندريه ديمتشينكو القول "فقد البعض حياتهم خلال محاولتهم عبور نهر بين المرتفعات أو اجتياز الجبال".

وفيما عدا بعض الاستثناءات، لا تسمح الأحكام العسكرية في أوكرانيا للرجال الأوكرانيين الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و60 عاما بمغادرة البلاد لأنه قد يتم تعبئتهم للقتال.

وقالت خدمة حرس الحدود الحكومية أمس في بيان على مواقع التواصل الاجتماعي إن 24 رجلا لقوا حتفهم أثناء محاولات لعبور نهر تيسا على حدود أوكرانيا مع رومانيا.

وقال ديمتشينكو إن حرس الحدود كشف عن حوالي 450 مجموعة إجرامية حاولت تهريب الأشخاص عبر الحدود منذ بداية الحرب.

وفي وقت سابق من أبريل، قال ديمتشينكو للإذاعة الأوكرانية إنه يتم في المتوسط توقيف عشرة رجال كل يوم خلال محاولات لمغادرة أوكرانيا بشكل غير قانوني.

وعلقت أوكرانيا الأسبوع الماضي تقديم الخدمات القنصلية للمواطنين الذكور الذين يبلغون سن الخدمة العسكرية حتى 18 مايو، منتقدة رعاياها في الخارج ممن قالت إنهم يتوقعون الحصول على دعم من الدولة دون مساعدتها في معركة البقاء في الحرب أمام روسيا.

قتيل وتسعة جرحى في غارات روسية على خاركيف

وعلى الارض، قُتل شخص على الأقل وأصيب تسعة اليوم الثلاثاء في غارات روسية على خاركيف، ثاني مدن أوكرانيا التي تتعرض للقصف، بحسب حصيلة جديدة للسلطات، فيما نددت السكك الحديد بهجوم "استهدف" شبكتها.

كثفت روسيا في الآونة الأخيرة هجماتها على السكك الحديد الأوكرانية الضرورية للتجارة ونقل المدنيين والإمدادات العسكرية.

وقال الحاكم الإقليمي أوليغ سينيغوبوف إن القوات الروسية قصفت مدينة خاركيف شمال شرق أوكرانيا "بقنابل جوية موجهة".

وأضاف أن مدنيا قتل. وأعلن لاحقا أن عدد الجرحى ارتفع إلى تسعة أشخاص.

وقالت شركة السكك الحديد إن الشخص الذي قُتل يبلغ من العمر 24 عاما وإن أحد الجرحى من موظفيها.

ونددت في بيان "بالهجوم الجديد للجيش الروسي الذي يستهدف البنى التحتية المدنية للسكك الحديد".

صرح مسؤول أمني أوكراني كبير لوكالة فرانس برس الجمعة أن روسيا تسعى من خلال استهداف السكك الحديد إلى "شل" الإمدادات العسكرية، وخاصة المعدات الغربية بهدف شن هجوم جديد.

وشهدت أوكرانيا صعوبات على الجبهة في الأشهر الأخيرة ومخاوف من أن تشن موسكو هجوما كبيرا في الأسابيع المقبلة.

تعد البنى التحتية للسكك الحديد حيوية بشكل خاص في أوكرانيا لأنه منذ بداية الحرب قبل عامين شلت حركة الملاحة الجوية المدنية برمتها.

الى ذلك، أعلنت وزارة الدفاع الروسية اليوم الثلاثاء أنها أسقطت ستة صواريخ من نوع أتاكمس بعيدة المدى زودت بها الولايات المتحدة أوكرانيا في الفترة الأخيرة فيما قال حاكم شبه جزيرة القرم التي ضمتها إلى روسيا إن ذخائر سقطت على أراضيه.

وكانت واشنطن أعلنت الأسبوع الماضي أنها أرسلت هذه الصواريخ إلى أوكرانيا التي كانت تطالب بها منذ فترة طويلة لتتمكن من ضرب مناطق خلف خط الجبهة.

وأوضحت الوزارة الروسية في بيان أن الدفاع الجوي الروسي دمر ستة صواريخ من نوع أتاكمس "خلال الساعات الـ24 الماضية" بدون تحديد مكان حصول ذلك.

لكن حاكم شبه جزيرة القرم سيرغي أكسيونوف حذر سكان هذه المنطقة من وجود "ذخائر غير منفجرة" متناثرة بعد تدمير "صواريخ أتاكمس".

وأشار المسؤول الى منطقة سيمفيروبول، إحدى المدن في شبه الجزيرة التي ضمتها موسكو العام 2014.

وأرفق رسالته بصورة لكرة على الأرض، وهي، حسب قوله، إحدى "الذخائر" المعنية.

لم تذكر روسيا ما إذا كانت الصواريخ أو الحطام المتساقط سببت أي أضرار، ولم تدل أوكرانيا بأي تعليق.

الأسبوع الماضي أعلنت وزارة الخارجية الأميركية أن الولايات المتحدة أرسلت صواريخ أتاكمس الى أوكرانيا في شباط/فبراير الماضي "بناء على طلب مباشر من الرئيس" جو بايدن.

وكانت أوكرانيا استخدمت صواريخ اتاكمس الأميركية للمرة الأولى في اكتوبر ضد روسيا لكن تلك التي ارسلت مؤخرا لها مدى أطول يصل إلى 300 كيلومتر.

وكانت أوكرانيا تسعى للحصول عليها من أجل ضرب طرق الإمداد الروسية أو المستودعات أو المقرات العسكرية البعيدة عن خط الجبهة.

الأسبوع الماضي، أكد الكرملين أن هذا الامداد الجديد لن يغير شيئا في النزاع.

الامم المتحدة : كوريا الشمالية تنتهك حظر الاسلحة

من جهة اخرى، قال مراقبو عقوبات من الأمم المتحدة للجنة بمجلس الأمن الدولي في تقرير نشر اليوم الثلاثاء إن حطام صاروخ سقط في مدينة خاركيف الأوكرانية في الثاني من يناير ينتمي لسلسلة صواريخ باليستية كورية شمالية من طراز هواسونج-11.

وفي التقرير المؤلف من 32 صفحة، خلص مراقبو عقوبات الأمم المتحدة إلى أن "الحطام الذي تم انتشاله من صاروخ سقط في خاركيف بأوكرانيا في الثاني من يناير 2024 هو (حطام) لصاروخ من سلسلة هواسونج 11 الكورية الشمالية"، وهو ما يمثل انتهاكا لحظر الأسلحة المفروض على بيونج يانج.

وتخضع كوريا الشمالية لعقوبات الأمم المتحدة بسبب برامجها الصاروخية والنووية منذ عام 2006، وتم تشديد العقوبات على مر السنين.

وسافر ثلاثة من مراقبي العقوبات إلى أوكرانيا في وقت سابق من هذا الشهر لتفقد الحطام ولم يعثروا على أي دليل على أن الصاروخ صناعة روسية، كما لم يتمكنوا "من التعرف بشكل مستقل على مكان إطلاق الصاروخ ولا من الذي أطلقه".

وكتبوا في تقرير بتاريخ 25 أبريل الماضي إلى لجنة عقوبات كوريا الشمالية التابعة لمجلس الأمن "المعلومات المتعلقة بالمسار التي قدمتها السلطات الأوكرانية تشير إلى أنه تم إطلاقه داخل أراضي الاتحاد الروسي".

وأضافوا "بمثل هذا الموقع، وفي حال كان الصاروخ تحت سيطرة القوات الروسية، فمن المحتمل أن يدل ذلك على أن مواطنين من الاتحاد الروسي قد اشتروه"، مضيفين أن هذا سيمثل انتهاكا لحظر الأسلحة المفروض على كوريا الشمالية.