No Image
العرب والعالم

غارات الموت لم تتوقف وقوافل الشهداء تتواصل

04 مايو 2024
الهدنة حائرة بين اشتراطات «إنهاء الحرب» و«فك الرهائن»
04 مايو 2024

الأراضي الفلسطينية-«وكالات»: وصل وفد من حركة حماس السبت إلى القاهرة لاستئناف مباحثات وقف إطلاق النار في غزة حيث تهدد إسرائيل بشن هجوم بري على مدينة رفح رغم تحذيرات واشنطن والأمم المتحدة.

ومع اقتراب الحرب من إتمام شهرها السابع، واصلت إسرائيل شنّ غارات جوية على أنحاء مختلفة من القطاع المحاصر خصوصا رفح قرب الحدود مع مصر، والتي يقيم فيها أكثر من مليون فلسطيني نزحوا في معظمهم من مناطق أخرى في القطاع جراء الحرب.

وتتواصل جهود الوساطة التي تقودها مصر وقطر والولايات المتحدة، سعيا للتوصل إلى هدنة والإفراج عن رهائن إسرائيليين في القطاع لقاء إطلاق سراح فلسطينيين من السجون الإسرائيلية.

ووصل وفد من الحركة إلى مصر برئاسة عضو مكتبها السياسي خليل الحية. وكانت الحركة أكدت خلال الأيام الماضية أنها تدرس المقترح الأخير بـ«روح إيجابية»، مع تمسّكها بأهم مطالبها في هذه المرحلة، وهو أن تؤسس الهدنة إلى وقف شامل لإطلاق النار يضع حدّا للحرب.

وكانت الحركة أوضحت في بيان الجمعة «إننا عازمون على إنضاج الاتفاق، بما يحقّق مطالب شعبنا بوقف العدوان بشكل كامل، وانسحاب قوات الاحتلال، وعودة النازحين، وإغاثة شعبنا وبدء الإعمار، وإنجاز صفقة تبادل جادة».

وأفاد مسؤول في الحركة أن المباحثات ستعقد «بحضور كل الوفود القطري والمصري وحتى الأميركي»، مضيفا «إذا تطورت الأمور سيتم إحضار الوفد الإسرائيلي في قاعة منفصلة.. لمحاولة إنجاز الاتفاق».

وأكد أن الحركة «تنظر بعقل منفتح للتغيرات في موقف الاحتلال والموقف الأمريكي لكن هناك أمورا يجب أن يتم إحكامها».

من جهته، قال مسؤول إسرائيلي كبير: إن إرسال وفد من إسرائيل إلى العاصمة المصرية رهن لمس «تطور إيجابي» بشأن إطار صفقة الرهائن. وصرّح «ما نبحثه هو اتفاق حول إطار عمل لصفقة رهائن محتملة»، متوقعا مفاوضات «صعبة وطويلة من أجل التوصل إلى اتفاق فعلي». وتابع المسؤول «إذا أرسلنا وفدا بقيادة رئيس الموساد إلى القاهرة فسيكون ذلك مؤشرا على تطور إيجابي بشأن إطار العمل». وكانت قناة «القاهرة الإخبارية» المقربة من المخابرات المصرية، قد نقلت عن مصدر مصري رفيع تأكيده حصول «تقدم ملحوظ» في المفاوضات.

من جهتها، تدفع واشنطن التي وصل مدير وكالة استخباراتها «سي آي ايه» وليام بيرنز إلى القاهرة الجمعة، الحركة الفلسطينية إلى القبول بالمقترح الذي اعتبره وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن «سخيا جداً» على حدج رأيه.

وقال بلينكن الذي تعد بلاده أبرز داعم لإسرائيل في هذه الحرب، إن «الواقع في هذه اللحظة أن العقبة الوحيدة بين شعب غزة ووقف إطلاق نار هي حماس».

وتنتظر دول الوساطة منذ حوالي أسبوع ردا من حماس على المقترح الذي قدمته إسرائيل في نهاية أبريل ويشمل وقفا للنار لمدة 40 يوما وتبادل عشرات الرهائن الذي خطفوا من جنوب إسرائيل خلال هجوم حماس، بعدد من المعتقلين الفلسطينيين لدى إسرائيل.

ورفضت إسرائيل إلى الآن، خصوصا رئيس وزرائها بنيامين نتانياهو، الموافقة على وقف دائم لإطلاق النار في غزة. وبعدما توعدت بـ»القضاء» على الحركة، تلوّح منذ أسابيع بشن هجوم بري على مدينة رفح المكتظة بحوالي 1,4 مليون فلسطيني معظمهم نازحون هربوا من القصف والمعارك. ويشدد نتانياهو على أن هذا الهجوم ضروري «للقضاء» على آخر كتائب حماس، وهو هدّد بالمضي فيه «مع اتفاق أو من دونه»، في إشارة لمباحثات الهدنة.

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي الخميس «سنفعل ما هو ضروري للانتصار والتغلّب على عدوّنا، بما في ذلك في رفح». واعتبر عضو المكتب السياسي لحماس حسام بدران أن تصريحات نتانياهو هدفها «إفشال أي إمكان لعقد اتفاق».

وأوردت صحيفة وول ستريت جورنال نقلا عن مصادر مصرية أن إسرائيل تمهل المفاوضات أسبوعا إضافيا قبل الشروع في الهجوم على رفح. وأبدت واشنطن مرارا معارضتها لمثل هذا الهجوم ما لم يقترن بخطط موثوق بها لحماية المدنيين الفلسطينيين.

وقال بلينكن الجمعة إن إسرائيل لم تقدم «خطة ذات مصداقية لتأمين حماية حقيقية للمدنيين» في رفح، مضيفا «في غياب مثل هذه الخطة، لا يمكننا دعم عملية عسكرية كبيرة في رفح لأن الضرر الذي ستُحدِثه يتجاوز حدود المقبول». كذلك حذر المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبرييسوس الجمعة بأن «عملية عسكرية واسعة النطاق في رفح قد تؤدي إلى حمام دم».

وتشكل رفح نقطة العبور البرية الرئيسية للمساعدات الإنسانية الخاضعة لرقابة إسرائيلية صارمة والتي تدخل بكميات ضئيلة لا تكفي إطلاقا نظرا إلى الاحتياجات الهائلة لسكان القطاع البالغ عددهم حوالي 2,4 مليون نسمة.

وأكدت وزارة الصحة التابعة لحماس «وصل للمستشفيات 32 شهيدا و41 إصابة» خلال الساعات الأربع والعشرين الأخيرة حتى صباح السبت. وأفادت مصادر استشفائية ليل الجمعة السبت عن ضربات إسرائيلية على رفح وكذلك على مدينة خان يونس المدمرة بعد أشهر من هجوم برّي إسرائيلي ومعارك عنيفة مع حماس. وأفاد مراسلون اليوم السبت عن قصف ومعارك عنيفة في مدينة غزة (شمال).

إلى ذلك، أكد الدفاع المدني انتشال ثلاث جثث وثلاثة جرحى إثر قصف استهدف منزلا لعائلة حوراني في شمال مدينة غزة. كما طالت الغارات الإسرائيلية وسط القطاع، إضافة إلى مدينة رفح حيث أكد مستشفى يوسف النجار تلقي جثة واحدة وعدد من الجرحى إثر قصف منزل.

من جهته، أكد الجيش الإسرائيلي أن طائرته استهدفت الجمعة «أهدافا إرهابية مجاورة لمنصة إطلاق في منطقة خان يونس»، إضافة إلى استهداف «منصات إطلاق صواريخ في جنوب قطاع غزة ومنصة لإطلاق قذائف الهاون في وسط القطاع».