عشرات الشهداء والجرحى جراء قصف الاحتلال الإسرائيلي عدة مناطق بالقطاع .. وترامب يمهل حماس حتى ليل الأحد للقبول بخطته
عواصم "وكالات": استشهد عشرات الفلسطينيين بقصفٍ للاحتلال الإسرائيلي على عدة مناطق في قطاع غزة منذ فجر اليوم. وأفادت وكالة الأنباء الفلسطينية وفا باستشهاد ثلاثة فلسطينيين في قصف مركبة بمواصي خان يونس جنوب قطاع غزة. وأضافت، أن فلسطينيينِ استشهدا وأصيب آخرون بقصف الاحتلال مجموعة من الفلسطينيين في جنوب مدينة غزة، إضافة إلى استشهاد فلسطيني وإصابة آخرين جراء قصف الاحتلال منطقة أنصار غرب المدينة. كما انتشلت فرق الإنقاذ جثماني شهيدين من تحت أنقاض مدرسة الفلاح التي تعرّضت لقصف الاحتلال قبل 5 أيام في حيّ الزيتون جنوب شرقي مدينة غزة، فيما تعرضت فرق الانقاذ للاستهداف من قبل الاحتلال خلال انتشالهم للشهيدين. وأصيب عدد من الفلسطينيين معظمهم أطفال بينهم حالات خطرة في قصف الاحتلال مجموعة من الفلسطينيين في شرق مدينة غزة.
ترامب يمهل حماس
أمهل الرئيس الأميركي دونالد ترامب الجمعة حركة المقاومة الإسلامية (حماس) حتى العاشرة من ليل الأحد بتوقيت غرينتش، للقبول بخطته المدعومة إسرائيليا لإنهاء الحرب في غزة،.
وأتى ذلك في يوم أكد قيادي في حماس أن الحركة الفلسطينية ما زالت بحاجة لبعض الوقت لدرس الخطة التي يفترض أن تنهي حربا مستمرة منذ عامين، أسفرت عن دمار هائل وأزمة انسانية كارثية في القطاع حيث قتل 49 شخصا على الأقل بنيران إسرائيلية الجمعة، وفق الدفاع المدني.
وتنص الخطة التي أيدها رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتانياهو على وقف إطلاق النار والإفراج عن جميع الرهائن المحتجزين في القطاع خلال 72 ساعة ونزع سلاح حماس وانسحاب إسرائيلي تدريجي من غزة، على أن يعقب ذلك تشكيل سلطة انتقالية برئاسة ترامب.
وقال الأخير في منشور على منصة تروث سوشال إن أمام حماس "حتى السادسة مساء الأحد بتوقيت واشنطن" للردّ، بعدما كان أمهلها الثلاثاء "ثلاثة إلى أربعة أيام" للقبول بالخطة التي رحبت بها دول عربية وإسلامية وغربية.
أضاف "اذا لم يتم إبرام اتفاق الفرصة الأخيرة هذا، ستفتح كل أبواب الجحيم على حماس، كما لم يرَ أحد من قبل".
ورأى أن معظم مقاتلي الحركة "مطوّقون ومحاصرون عسكريا، في انتظار أن أعطي أنا الاذن لتتمّ إبادة حياتهم سريعا. أما بالنسبة الى الآخرين، نعرف أين أنتم ومن أنتم، وستتم مطاردتكم وقتلكم".
وكان قيادي في حماس أفاد قبل مهلة ترامب، بأن الحركة تواصل التشاور بشأن المقترح المؤلف من 20 بندا.
وقال القيادي الذي فضّل عدم كشف هويته إن الحركة "ما زالت تواصل المشاورات حول خطة ترامب التي قدمت للحركة، وأبلغت الوسطاء أن المشاورات مستمرة وتحتاج لبعض الوقت".
من جانبه أعلن عضو المكتب السياسي في حماس محمد نزال في بيان "بدأنا مشاورات والخطة عليها ملاحظات... وسوف نعلن موقفنا من الخطة قريبا"، مضيفا "قررنا مناقشة الخطة الأميركية من منطلق الحرص على وقف حرب الإبادة ووقف المجازر الإسرائيلية المستمرة".
لا وجود لمكان آمن
قال جهاز الدفاع المدني الفلسطيني الجمعة إن مدينة غزة تتعرض لقصف جوي ومدفعي كثيف متواصل.
وأضاف المتحدث باسم الجهاز محمود بصل بأن 31 شخصا على الأقل قتلوا في مدينة غزة، من بين 49 أحصى الجهاز مقتلهم الجمعة في مختلف أنحاء القطاع الفلسطيني.
وأشار الى أن القصف يحول دون تمكن فرق الاسعاف من انتشال جثث لا تزال في شوارع مدينة غزة.
ولم تتمكن فرانس برس من الحصول على تعليق من الجيش الإسرائيلي.
ويشن الجيش الإسرائيلي منذ أسابيع هجوما جويا وبريا على كبرى مدن القطاع أجبر مئات الآلاف على الفرار.
وبسبب القيود المفروضة على وسائل الإعلام في غزة وصعوبة الوصول إلى أجزاء واسعة من القطاع، لا تستطيع فرانس برس التحقق بشكل مستقل من التفاصيل أو أعداد الضحايا التي يقدمها الجيش الإسرائيلي أو الدفاع المدني.
ووصف عدنان أبو حسنة، المستشار الإعلامي لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، الوضع في غزة بأنه "كارثي"، متحدثا عن إجبار الفلسطينيين على النزوح على نحو متكرر في حين أن "الحصول على الغذاء والماء ما زال محدودا".
وأكدت الأمم المتحدة الجمعة أن لا وجود لمكان آمن يلجأ إليه الفلسطينيون الذين أُمرتهم إسرائيل بمغادرة مدينة غزة، وأن المناطق التي حددتها لهم في الجنوب ليست سوى "أماكن للموت".
ولاحظت منظمة العفو الدولية أن تصعيد إسرائيل هجومها على مدينة غزة تسبَّبَ بـ"موجة نزوح جماعي كارثية".
وأشارت المنظمة الحقوقية إلى أن مئات الآلاف من الفلسطينيين، وكثير منهم سبق أن هُجروا مرات عدة، يُجبرون على النزوح إلى "مناطق مكتظة في الجنوب... تفتقر إلى المياه النظيفة والغذاء والرعاية الطبية والمأوى والبنية التحتية اللازمة للحياة".
إبعاد ناشطي "أسطول الصمود"
ومع اقتراب الحرب من إنهاء عامها الثاني، وخسارة مزيد من الأرواح واتساع الدمار، انتقدت التظاهرات التي نُظمت في مختلف أنحاء العالم في الأيام الأخيرة اعتراض إسرائيل "أسطول الصمود العالمي" الذي كان متجها إلى غزة بهدف كسر الحصار الاسرائيلي المفروض على القطاع وإيصال مساعدات.
وأعلن منظمو "أسطول الصمود العالمي" الذي كان متجها إلى غزة أن إسرائيل اعترضت الجمعة آخر سفنه، وذلك على بُعد حوالى 40 ميلا بحريا من غزة.
وأعلنت وزارة الخارجية الإسرائيلية أنها طردت الجمعة أربعة ناشطين إيطاليين كانوا على كتن سفن الأسطول و"الآخرون بصدد الطرد".
وقدرت إسرائيل أن أكثر من 400 ناشط كانوا على متن سفن الأسطول.
وجاء اعتراض آخر سفينة بعد ساعات من مع تنظيم متظاهرين حول العالم مسيرات أدانوا فيها التحرك الإسرائيلي.
تظاهر أكثر 200 ألف شخص في أنحاء إيطاليا الجمعة بدعوة من كبرى النقابات، دعما لـ"أسطول الصمود" وتنديدا بموقف حكومة جورجيا ميلوني إزاء الحصار الإسرائيلي على القطاع.
وأدّى إضراب عام مفاجئ ردا على اعتراض إسرائيل لأسطول المساعدات، واعتبرته السلطات غير قانوني، إلى تعطيل حركة النقل رغم تأمين حدّ أدنى من الخدمات.
اندلعت الحرب إثر هجوم حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر 2023، والذي أسفر عن مقتل 1219 شخصا، معظمهم من المدنيين، وفقا لتعداد أجرته وكالة فرانس برس استنادا إلى أرقام رسمية إسرائيلية.
وأسفرت الحملة العسكرية الإسرائيلية الانتقامية عن مقتل ما لا يقل عن 66288 فلسطينيا، وفقا لبيانات وزارة الصحة في القطاع، والتي تعتبرها الأمم المتحدة موثوقة.
أسطول جديد يتجه لغزة
اعترض الجيش الإسرائيلي اليوم الجمعة سبيل آخر قارب ضمن أسطول مساعدات كان يحاول الوصول إلى قطاع غزة المحاصر بعد يوم من إيقاف أغلب القوارب واعتقال نحو 450 ناشطا منهم السويدية جريتا تونبري.
وذكر منظمو أسطول الصمود العالمي أن الجيش الإسرائيلي اعترض صباح اليوم الجمعة سبيل القارب (مارينيت) على مسافة حوالي 42.5 ميل بحري من قطاع غزة.
وقالت إذاعة الجيش الإسرائيلي إن القوات البحرية سيطرت على آخر قوارب الأسطول، واحتجزت من كانوا على متنه وإن القارب في طريقه إلى ميناء أسدود في إسرائيل.
وقال الأسطول في بيان إن قوات البحرية الإسرائيلية "اعترضت الآن جميع قواربنا وعددها 42 بشكل غير قانوني، وكلها تحمل مساعدات إنسانية ومتطوعين مع التصميم على كسر الحصار الإسرائيلي غير القانوني على غزة".
وفي محاولة أخرى لتحدي الحصار البحري الإسرائيلي، قال منظمو أسطول جديد يضم 11 قاربا، أحدها يحمل مسعفين وصحفيين، اليوم الجمعة إن الأسطول يحاول شق طريقه إلى غزة.
ونشر المنظمون لقطات مباشرة تظهر القوارب وهي تبحر باتجاه الجنوب الشرقي في البحر المتوسط بين جزيرة كريت اليونانية ومصر. وأظهرت لقطات مباشرة من أحد القوارب نشطاء يرددون هتاف "فلسطين حرة".
* ركاب مارينيت يزعمون رؤية سفينة حربية
أظهرت كاميرا تبث من على متن القارب مارينيت شخصا يحمل ورقة مكتوبا عليها "نرى سفينة! إنها سفينة حربية"، قبل أن يظهر قارب يبحر باتجاههم وجنود يصعدون على متن مارينيت. وسُمع صوت يقول لمن على متن القارب ألا يتحركوا وأن يرفعوا أيديهم.
ولم يرد متحدث باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية حتى الآن على طلب للتعليق على وضع القارب. وقالت الوزارة امس الخميس إن القارب الوحيد المتبقي من الأسطول سيمنع من اختراق الحصار إذا حاول ذلك.
وشكل الأسطول الذي أبحر في أواخر أغسطس آب أحدث محاولة من ناشطين لتحدي الحصار البحري المفروض على قطاع غزة بعد نحو عامين من الحصار الإسرائيلي للقطاع الذي أعقب هجوما شنته حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) على بلدات في جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر تشرين الأول 2023.
وندد مسؤولون إسرائيليون مرارا بالمهمة ووصفوها بأنها عمل استعراضي. وحذرت القوات البحرية الإسرائيلية في وقت سابق الأسطول من مغبة الاقتراب من منطقة قتال نشط بما قالت إنه ينتهك حصارا قانونيا، وطلبت من المنظمين تغيير مسار الأسطول. كما عرضت نقل أي مساعدات بشكل سلمي عبر قنوات آمنة إلى قطاع غزة.
وقالت وزارة الخارجية الإسرائيلية اليوم إنه تم ترحيل أربعة إيطاليين، مضيفة في بيان "البقية في طور الترحيل. وتحرص إسرائيل على إنهاء هذا الإجراء في أسرع وقت ممكن". وذكرت أن جميع المشاركين في الأسطول "بأمان وبصحة جيدة".
وذكرت الحكومة الإيطالية أن المواطنين الأربعة هم برلمانيون ومن المقرر أن يعودوا إلى روما اليوم الجمعة.
وخرج محتجون مؤيدون للفلسطينيين إلى الشوارع في مدن في جميع أنحاء أوروبا وكذلك في كراتشي وبوينس آيرس ومكسيكو سيتي أمس الخميس للاحتجاج على اعتراض الأسطول.
وخرج عشرات الآلاف من الإيطاليين إلى الشوارع في جميع أنحاء البلاد اليوم الجمعة، في إطار إضراب عام لمدة يوم واحد دعت إليه نقابات دعما للأسطول.
* بن جفير يصف النشطاء بأنهم "إرهابيون"
خلال زيارة قام بها إيتمار بن جفير وزير الأمن الوطني الإسرائيلي المنتمي لتيار اليمين المتطرف إلى أسدود مساء أمس الخميس، ظهر الوزير في مقطع مصور وهو يصف النشطاء بأنهم "إرهابيون" بينما كان واقفا أمامهم.
وقال بالعبرية وهو يشير إلى عشرات الأشخاص الجالسين على الأرض "هؤلاء هم إرهابيو الأسطول". وأكد المتحدث باسمه أن المقطع المصور تم تسجيله في ميناء أسدود ليل أمس الخميس.
ويُسمع في المقطع أصوات بعض النشطاء وهم يهتفون "فلسطين حرة".
وقالت قبرص إن أحد قوارب الأسطول رسا عندها وعلى متنه 21 أجنبيا.
وذكر طاقم القارب "سامر تايم" أنه يحمل أطباء وصحفيين في مهمة مراقبة.
وقال الفلسطيني أسامة قشوع، وهو أحد أفراد الطاقم، لصحفيين إنه لا يحق لأحد أن يكون قرصانا في البحر ويفرض ما يشاء، مضيفا أن الجميع سواسية.
وتواجه إسرائيل تنديدا عالميا واسع النطاق بسبب الحرب في غزة، وتدافع عن نفسها ضد اتهامات بالإبادة الجماعية في محكمة العدل الدولية.
وتقول إسرائيل إن أفعالها دفاع عن النفس، وتنفي باستمرار الاتهامات الموجهة لها بارتكاب إبادة جماعية.
وتقول السلطات الصحية الفلسطينية إن الهجوم الإسرائيلي أسفر عن مقتل أكثر من 66 ألف شخص. وبدأ هذا الهجوم بعد أن هاجم مسلحون بقيادة حماس إسرائيل في السابع من أكتوبر تشرين الأول 2023. وقُتل حوالي 1200 شخص خلال الهجوم وتم احتجاز 251 شخصا كرهائن وفقا للإحصاءات الإسرائيلية.
